التزاوج الايراني القطري .. وميلاد تحالف توأم الاخوان والحوثيين في اليمن (تقرير)

(شبكة الطيف ) عدن : خاص أتى التقارب القطري الإيراني الأخير ليكشف عن اوراق مشروع خطير يستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية والخليجية خصوصا ، في محاولة لإحياء الأطماع الفارسية بعد ان انكسرت شوكتها على يد الجنوبيين والتحالف العربي ، ومنذ ارتماء قطر في حضن أيران بعد مقاطعتها واعفاءها من المشاركة بالتحالف العربي نتيجة تماديها ودعمها للارهاب وتنفيذ أجندات أيران ، دخل التقارب في علاقة تزاوج سياسي غير مشروعة.

وكان (تطير) تميم وافتاء منجموه بأن أيران “شريفة” مهرا لهذا المشروع الذي غدا صريحا بعدائيته ، وعلى الأرض بدأ تهيئة البيئة أمام التؤام (حوثة إيران) (واخوان قطر) ليجددان احياء اطماع اربابهم ، وعلى الرغم من التناقض الظاهر بينهما الى ان تحالف اربابهم اظهر ما يبطنوه من تحالف جديد قديم واخراجه بشكل اخر.

إعلاميا ومن خلال الرسالة الإعلامية ، وعلى الأرض في جبهات القتال ، ودبلوماسيا عبر لقاءات .. ثلاثة مستويات من التطورات التي – وبرعاية ايرانية قطرية – حددت معالم تحالف شر محدث في اليمن بين التؤام الأخوان (ذراع قطر) ، والحوثيين (ذراع ايران) .. وبات هذا التحالف يتماشي وتوجهاته بتوافق وفق هذه المستويات.

((خطاب اعلامي))

ويلتقي خطاب النخب القيادية والإعلامية من حزب الاصلاح (اخوان اليمن) مع خطاب نظرائهم لدى الحوثيين ، ففي الوقت الذي يصف فيه قادة واعلاميي مليشيات الحوثي تحالف دعم الشرعية في اليمن بالمحتل وتتحدث في وسائلها الإعلامية عن ما تسميه احتلال التحالف العربي للمحافظات الجنوبية ومارب والممرات الدولية في باب المندب ، نجد ان هذا الوصف يأتي على لسان قيادات نخبوية في حزب الإصلاح ، حيث وصفت القيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان التحالف العربي بالمحتل لليمن ، وقالت انه يكذب من يقول ان التحالف جاء ليٌعيد الشرعية الى اليمن ، متنكره بذلك لجهود وتضحيات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الذي جاء لإنقاذ اليمن من الانقلابيين والإرهاب.

وفي نفس السياق تلتقي السياسية الإعلامية التي تنتهجها القنوات الفضائية التابعة لحزب الإصلاح ك(قناة سهيل ويمن شباب وبلقيس) مع السياسة الإعلامية ل(قناة المسيرة) التابعة للحوثيين ، واضحت تلك القنوات الاخوانية تبث تقارير وتستضيف ضيوف ليهاجموا التحالف العربي ودوره على الأرض اكان في دحر الانقلاب او مكافحة الإرهاب ، وتركز في هجومها لتستهدف بقصد جهود الامارات وادوارها الريادية في الجنوب ، وهي بهذا تضع نفسها في صف منهج ونهج قناة المسيرة التابعة لمليشيات الانقلاب.

ولعل هذا التقارب في الخطاب القيادي والنخبوي بين الاخوان ومليشيات الحوثي سيما في الفترة التي أعقبت اعلان مقاطعة قطر واعفاءها من المشاركة ضمن قوات التحالف العربي ، وبالمقابل التقارب القطري الإيراني والذي كان اخره زيارة وزير الخارجية الإيراني الى قطر ، يتبين ان التقارب القطري الإيراني بدأت تظهر وقائعه على الأرض يتمثل بتشكل تحالف شر اخر في اليمن متمثل بحلف الاخوان والحوثيين ، وما التقارب في الخطاب النخبوي للقيادات والسياسة الإعلامية للطرفين الا خير دليل على بروز علامات ظهور تحالف الشر في اليمن.

((لقاءات))

ان تشكل تحالف شر جديد في اليمن بين الأخوان والحوثيين ليس أمر مستبعد بل إنه لاح في الأفق ، حيث إن التحالف كان على ارتباط دبلوماسي منذ ما قبل الحرب من خلال اللقاءات المتبادلة بين الأخوان والحوثيين التي تمتد إلى ما قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء حيث كانت الوفود الإخوانية تقوم بزيارات سرية متواصلة إلى معقل الحوثيين في محافظة صعدة تحت رعاية قطرية ـ إيرانية وعقدت لقاءات مستمرة مع زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي ، وكذا تواطؤ الإخوان مع الحوثيين ابان دخولهم صنعاء .

ولم تتوقف تلك اللقاءات الدبلوماسية على الرغم من التأييد المتأخر الذي أظهره الإخوان لعاصفة الحزم ، حيث استمرت اللقاءات لقيادات اخوانية عسكرية وسياسية محسوبة على الشرعية مع الجانب القطري والإيراني ، وزيارة وفد اخواني إلى طهران ولقاءاته مع قيادات سياسية وأمنية في طهران على رأسها الحرس الثوري ، وصولا إلى عقد لقاء في تركيا مؤخرا بين الحوثيين والإخوان برعاية قطرية ايرانية”.

كل هذه المؤشرات السابقة والحالية تؤكد على اعادة انتاج هذا التحالف بل وبصورة أقوى من ذي قبل على المستوى الدبلوماسي ، وخطورة كبيرة لا تهدد الداخل فحسب بل تستهدف الأمن القومي للمنطقة العربية والخليجية خصوصا ، وأمن الممرات والمصالح الدولية ، سيما وهذا التحالف يحمل أجندات معادية للسياسة في المنطقة واطماع للسيطرة على باب المندب.

((تنسيق على الأرض))

تحالف الشر القطري الايراني أوجد تنسيق على الأرض بين الحوثيين والإخوان ، وصاروا يلعبون دور تمثيلي يظهران فيه انهم اعداء يتقاتلون في الجبهات ولكن مع الأيام تتكشف حقيقة العداء الوهمي بينهما ، فالحقائق على الأرض تظهر اخفاق جبهات الأخوان في تحقيق اي تقدم رغم الدعم الذي تتلقاه من التحالف العربي ، وافشل الاخوان المقاومة في تعز ومأرب لصالح الحوثيين حين شكلت امامها عائق حال دون تحقيق أي تقدم ، بل وصل الأمر بمليشيات الإخوان الي التصدي ومواجهة المقاومة في تعز ونفذت عمليات اغتيال لعدد من عناصرها.

تبعه الكشف عن عدد من عمليات تهريب الاخوان للسلاح الى الحوثيين وكان آخر محاولة هي 3/سبتمبر ، فقد كشف موقع وزارة الداخلية اليمنية عن إفشال محاولة لتهريب أجهزة اتصالات عسكرية من مأرب التي تقع تحت سيطرة الشرعية ويحكمها متنفذون إخوان الي محافظة البيضاء التي يسيطر عليها الحوثيين ، وقبلها ما حدث من صفقة سلاح هربها الاخوان من مأرب عبر محافظة البيضاء وتسليمها الى مليشيات الحوثي في جبهة مريس شرق الضالع ، ويضاف إلى ذلك إتهامات يمنية للإخوان بتسليمهم عدد من المدرعات للحوثيين الذين استعرضوا بها في ميدان السبعين بصنعاء.