تساؤلات تبحث عن مواقف وإجابات!

بقلم : صالح شائف

لعل الجميع يدرك بأن تحالفات الضرورة تنشأ في ظروف معينة وأوقات محددة ولم تكن قبل قيامها واردة في جدول اهتمامات ورغبة المتحالفين في كثير من الحالات ؛ غير أن الأوضاع والتطورات المفاجئة التي تحدث بسبب وجود مخاطر ناشئة ولم تكن متوقعة وباتت تهدد تلك الأطراف ، وهي تحصل في أي مكان أو زمان ، تحتم وجود قيامها لمواجهة التحديات والمخاطر وبصورة مشتركة وعلى قواعد يتفق عليها تتحدد بموجبها حقوق وواجبات ودور ومساحة كل طرف في هذه المواجهة ؛ أكانت سياسية أم عسكرية أو حتى اقتصادية أو جميعها معًا ؛ وهي وفقًا لذلك وبالضرورة علاقة بين أنداد يحترم كل منهم مصلحة الآخر ويقدر دوره ويعترفون بحاجتهم لدور بعضهم البعض ضمانا لصيانتها في الظروف المؤقتة وتحويلها مستقبلا إلى تحالفات دائمة وذات طبيعة استراتيجية ..
ولعل ذلك ينطبق على طبيعة العلاقات التي نشأت بفعل الحرب العدوانية الثانية على الجنوب عام ????م وتدخل التحالف العربي باسم ( عاصفة الحزم ) بين قوى الثورة الجنوبية وفصائلها المسلحة ( المقاومة الجنوبية ) وبين دول التحالف العربي وتحديدا السعودية والإمارات.
وبالنظر لطبيعة التطورات المتسارعة والمجهولة النتائج والمشوشة المسارات فإن الأمر يتطلب موقفًا وتقييمًا جديًا ومسؤولا لا يقبل التأجيل وإجابات واضحة ومقنعة على النقاط والتساؤلات التالية :
أولا : كيف تنظر دول التحالف لدور الجنوب والجنوبيين في معركة استعادة الشرعية ومساهمتهم في دحر التدخل الإيراني ، وهو العنوان الرئيسي لتدخلهم وبطلب من الشرعية اليمنية؟؛ وهل ينظر لهم كشركاء حقيقيين في هذه الحرب وبما يترتب على ذلك من التزامات واستحقاقات قائمة ومنتظرة؟!.
ثانيا : هل استوعبت دول الحالف العربي — السعودية والإمارات — أهمية الدور الحاسم والاستثنائي الذي لعبه الجنوبيون على صعيد تحرير أرضهم وبزمن قياسي واستجابتهم السريعة للمشاركة في تحرير الشمال رغم قلة عددهم وعتادهم قياسا لجيش الأحمر وحزب الإخوان المسلمين الذي أثبت عدم جديته في خوض الحرب بل ويتماهى ويتعاون مع الانقلابيين والشواهد على ذلك كثيرة — وبمعرفتهم — وتحول إلى مستنقع هائل لاستنزاف التحالف وبأبشع صورة؟!.
ثالثا : كيف لنا أن نفهم السكوت على كل ذلك من قبل ( التحالف ) بل والاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم واستقبال قيادات الإصلاح وبحفاوة ملفتة في كلٍ من الرياض وأبوظبي وبصورة علنية ؛ في الوقت الذي لم تحظى فيه قيادة الانتقالي بمثل ذلك وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام الكبرى وما يخفيه هذا الغموض المخيف؟!.
رابعا : هل استوعب وفهم التحالف جيدا وبصورة سياسية عميقة ومدركة لأبعاد وحقائق التاريخ وما مثلته وتمثله المعطيات على الأرض بالنسبة للجنوب ومستقبله ؛ وبأن شراكة الجنوبيين معهم ليست شهامة ( قبيلي ) أو مجرد ( نخوة ) عربية ؛ بل أن مشاركتهم وكل تضحياتهم الغالية هي أولا من أجل الجنوب وحقه في استعادة دولته وسيادته على أرضه ووفقًا لآلية يتفق عليها بهذا الشأن وبأن الغموض أو التحجج بنهاية الحرب وهزيمة الانقلابيين أصبح محل شك وريبة لدى غالبية الجنوبيين إن لم نلمس وبصورة لا لبس فيها ما يثبت عكس ذلك ؛ وعلى القيادات الجنوبية أن تجيب هي الأخرى على كثير من التساؤلات المرتبطة بكل ذلك وبما يخدم مصلحة الجنوب ويؤسس لشراكة حقيقية طبيعية وملبية لمصالح كل الأطراف في المستقبل.