هل تقيم السعودية حربها في اليمن؟.

 

محمد عباس ناجي الضالعي.

كنت اعتقد ان المملكة العربية السعودية بحكم امكاناتها المالية الكبيرة لديها مراكز ابحاث استراتيجية عالية المستوى ومستشارين في مختلف المجالات.. اي جهات صناعة القرار بما يوفر لمتخذ القرار في قيادة البلاد صورة واضحة عن مجمل الاوضاع داخليا وخارجيا. ولكنني اكتشفت ان السعودية لا تختلف عن اليمن في هذا المجال الهام سوى انها تمتلك اموال تدمر بها البلدان الاخرى وليس لانتصارها وبنائها.. والدليل على ذلك ان السعودية ومعها الامارات يخوضان حربا في اليمن منذ اربع سنوات ومع ذلك لم يقيما حربهما سلبا وايجابا وبصورة صحيحة خلال هذه السنوات بما يمكنهما من اتخاذ القرار الصائب للاستمرار في الحرب او التوقف عنها. ولهذا انهما يخوضان حربا عبثية للاسباب التالية:

– الارض المحررة التي تقول الشرعية انها 80 في المئة من اليمن هي ارض محافظات الجنوب التي حررها شعبها وليس الشرعية وهذه قضية مختلفة كليا عن الحرب في الشمال.

– خلال هذه الحرب هما يدعمان شرعية فاشلة لم تستطع تحرير محافظة واحدة من الشمال.. ولاسيما المحافظات التي تعد غير موالية للحوثين فكيف بالمحافظات الموالية لهم بقوة.. اذا الهدف الرئيسي من الحرب في الشمال لم يحقق في ابسط صوره.

–  في الاونة الاخيرة قيل ان اهم هدف كانت الحرب تسعى الى تحقيقه لضمان هزيمة الحوثين هو الاستيلاء على مدينة وميناء الحديدة لقطع الدعم الايراني المزعوم عنهم ..  اتضح جليا ان هذا الهدف لم ولن يسمح به المجتمع الدولي لانه سيؤدي الى كارثة انسانية بحق سكان الشمال. كما ان المجتمع الدولي ليس في مصلحته هزيمة الحوثين لانه يرى ان ما يسمى بالشرعية اسواء منهم وتضم قوى ارهابية مرفوضة اقليميا وعالميا.

– اصبحت الحرب لا تحقق اي انتصارات في الجبهات وكل ما نسمعه من انتصارات في صعدة من خلال تقارير محمد العرب مراسل اسكاي نيوز عربية الاماراتية اصبحت هذه الانتصارات كاذبة مثل الانتصارات الساحقة التي كنا نسمع عنها في مديرية مقبنة بتعز منذ ثلاثة اعوام ولم تتحرر مقبنة حتى اليوم ولا بعد عشر سنوات.

– اصبحت الحرب اليوم ليس لتحقيق انتصارات على الارض وهزيمة الحوثين لان هزيمتهم اصبحت امر مستحيل وانما حرب للقتل والتدمير عن طريق الغارات الجوية. وبهذا فهي حرب عبثية فاشلة.

– انا على ثقة مطلقة ان السعودية والامارات سيخرجان من هذه الحرب بهزيمة نكراء ليس في الشمال فقط ولكن في الجنوب ايضا. فالشعب في الجنوب اصبح ينظر اليهما كدولتان داعمتان لقوى احتلاله واذلاله منذ عام 1994م. ولا فرق بينها وبين الحوثيين فهما بالنسبة لشعب الجنوب وجهان لعملة واحدة.. ولهذا فان السعودية والامارات هما دولتا احتلال بكل ما تعنيه الكلمة قولا وفعلا.

– السعودية كعادتها وعلى مر تاريخها لا تجني الا الهزائم في عدة احداث ومواقف اشتركت فيها. ولهذا هزيمتها في اليمن في هذه الحرب ليس عليها بالشئ الجديد فهي متعوووودة.. ولكن هذه المرة اصطحبت معها الامارات الى قائمة اصحاب الهزائم في الوطن العربي.