تفاصيل التسوية السياسية الأمريكية في اليمن وابرز المرشحين لقيادة المرحلة الانتقالية

تفاصيل التسوية السياسية الأمريكية في اليمن وابرز المرشحين لقيادة المرحلة الانتقالية

(شبكة الطيف ) الرصيف برس
كشفت مصادر دبلوماسية خاصة عن ملامح التسوية السياسية التي تعد لها الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع في اليمن.

المصادر اشارت الى ان ملامح هذه التسوية تجعل منها اشبه بصفقة بين أمريكا وإيران على حساب السعودية والشرعية ، وتنظر اليها الولايات المتحدة والغرب بأنها تمهيد لتسوية شاملة مع إيران حول برنامجها النووي.

وقالت المصادر بأنها ستعمل خلال الفترة المقبلة بالضغط على قيادة الشرعية والتحالف للقبول بالإعلان المشترك الذي أعده المبعوث الأممي مارتن جريفيت وسبق وان رفضته الشرعية.

وينص الإعلان على وقف فوري لإطلاق النار وللغارات الجوية مع أعادة فتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة دون أي رقابة من التحالف والشرعية ، كمقدمة لطرح التسوية السياسية الامريكية.

واوضحت المصادر بان التسوية السياسية تتلخص في تشكيل حكومة توافقية يشارك فيها ميليشيا الحوثي محتفظاً بسلاحه مع تشكيل مجلس رئاسي ونزع صلاحيات الرئيس وتعيين نائبين له.

وكشفت المصادر عن أسماء يتم تداولها للتوافق عليها ضمن التسوية، ومنها نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري كأحد نواب رئيس الجمهورية مع تعيين نائب أخر من جماعة الحوثي ، يضاف لهم أعضاء لمجلس رئاسة يمثلون القوى الرئيسية.

المصادر اشارت الى تداول اسم أحمد عوض بن مبارك رئيساً للوزراء، والذي تم طرح اسمه عبر قنوات التواصل “الخلفية” بين جماعة الحوثي والجانب الأمريكي والتي كشف عنها المبعوث الأمريكي مؤخراً ، وهي قطر وسلطنة عمان.

وبحسب المصادر فأن جماعة الحوثي أبدت موافقتها على اسم بن مبارك، كرئيس للوزراء او كرئيس توافقي جنوبي بديل للرئيس هادي في حالة طرح هذا المقترح ، وهو ما مثل مفاجأة للأمريكان.

جماعة الحوثي أوضحت بان موقفها من بن مبارك واختطافها له في صنعاء كان بهدف منع إقرار الدستور وليس اعتراضاً عليه شخصياً، وان رفضها ترشحيه رئيساً للوزراء عام 2014م كان فقط إرضاءً لطلب الرئيس السابق علي صالح.

المصادر لفتت الى ان بن مبارك الذي يشغل حاليا منصب وزير الخارجية في الحكومة الجديدة، قبل بهذا المنصب بعد وعود أمريكية بان يشغل دوراً هاماً في التسوية السياسية القادمة.

ومن المتوقع ان يقوم بن مبارك خلال هذا الأسبوع بزيارات في دول الخليج تشمل الامارات وقطر ، ضمن سياق التمهيد لهذه التسوية كما تقول المصادر.

المصادر كشفت بان المساعي الامريكية والتحركات التي يقودها المبعوث الأممي لاقت تأييداً من الحوثيين ومن حلفائهم في ايران ، فهي تلبي أغلب مطالبهم وتضمن له موقعاً جيداً في المرحلة القادمة.

وكشفت المصادر عن ان هذا التأييد الإيراني تم الإفصاح عنه للمبعوث الأممي جريفيت خلال زيارته لإيران مؤخراً والتي مثلت أول زيارة له منذ تعيينه في هذا المنصب قبل نحو 3 سنوات.

ملامح الطبخة السياسية التي تقودها أمريكا والتي كشفتها المصادر، تفسر الكثير من الأحداث والمستجدات التي يشهدها اليمن مؤخراً على الصعيد العسكري والسياسي.

فالهجوم العنيف الذي تشنه جماعة الحوثي للوصول الى مدينة مأرب يأتي في سياق الترتيبات لهذه التسوية السياسية، التي تدفع أمريكا نحوه ويسوق لها المبعوث الأممي فهي ترتكز على توزيع القوى العسكرية على الأرض وليس على المرجعيات السياسية.

وهو ما يدركه الحوثي تماماً، من خلال استماتته في سيطرة ميلشياته على مدينة مأرب وحقول النفط والغاز، بهدف الدخول بمركز تفاوضي أقوى يعزز من ثماره في هذه التسوية، وهو ما عبر عنه القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي الذي اعتبر معركة مأرب معركة مصيرية وفاصلة.

وعلى الجانب الأخر فان الهجوم اللافت الذي شنته قيادات إخوانية مؤخراً على التحالف وعلى قيادة الشرعية ليس ببعيد عن سياق التمهيد لهذه التسوية السياسية التي تقوم على تجاوز الشرعية والتحالف لصالح قوى أخرى على رأسها جماعة الاخوان ، وتجسد ذلك بشكل واضح في التصريحات اللافتة التي ادلها بها القيادي الاخواني البارز حميد الأحمر لإعلام قطر.

الأحمر الذي هدد بوضوح بخلق بديل عن الشرعية بما يسمى ” القوى المجتمعية ” ، هاجم التحالف بشدة ودعا بوضوح الى دور تركي وقطري في اليمن ، واصفاً الحرب ضد الحوثيين بأنها حرب عبثية.

هجوم الأحمر العنيف ضد الرئيس هادي بحجة رفضه العودة الى الداخل ، يشير الى رغبة الاخوان في إبعاد الرجل عن أي تأثير من جانب السعودية فيما يخص التسوية الأمريكية.

فملامح التسوية الامريكية التي لا تضمن نزع التهديد الحوثي لأراضيها وتبقيه ورقة ابتزاز إيرانية بوجه المملكة ، تنبأ برفض السعودية لها ،وهو ما يعني حاجتها الى الرئيس هادي لتمرير هذا الرفض.

ويمكن الإشارة هنا الى التوجه السعودي باستقدام قوات من الساحل الغربي الى جبهات مأرب لصد مليشيات الحوثي، وهو ما يعكس إدراكها لخطورة ذلك وما يمثله من تقوية موقف الحوثي واضعاف موقف الشرعية وموقف التحالف في التسوية السياسية.

كما أن هذه التوجه الذي يعني انتزاع الملف العسكري من يد الاخوان، يمثل مؤشراً على مخاوف سعودية من وجود تفاهمات إقليمية بين رعاة جماعتي الحوثي والاخوان لاستهدافها واضعاف موقفها عبر بإسقاط مأرب.