إطلاق “حرية اليمن السعيد” من قلب شبوة رسالة لا تستثني الإخوان

(شبكة الطيف) عدن

يحمل إطلاق التحالف العربي بقيادة السعودية لعملية “حرية اليمن السعيد” من قلب محافظة شبوة دلالات عميقة لا تنحصر فقط في طبيعة المواجهة المستقبلية مع المتمردين الحوثيين، بل وأيضا هي رسالة لبعض القوى التابعة للشرعية وعلى رأسها حزب الإصلاح، بأن أي محاولة لخلط الأوراق ستؤدي إلى عزلها.

وكان المتحدث باسم التحالف العربي العميد تركي المالكي أعلن الثلاثاء من عتق مركز محافظة شبوة عن إطلاق عملية “حرية اليمن السعيد”. وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقده إلى جانب محافظ شبوة المعين حديثا عوض ابن الوزير العولقي إن هذه العملية “ليست عملية عسكرية، بل إنمائية من أجل الاعتناء بالشعب اليمني”.

وشدد المتحدث باسم التحالف الداعم للشرعية في اليمن على أهمية العمل الإنساني والإغاثي في البلاد، سواء في شبوة المحررة أو مأرب (وسط) التي تضم الآلاف من النازحين، بالإضافة إلى غيرها من المناطق.

وتأتي زيارة المالكي إلى شبوة عقب إعلان ألوية العمالقة الجنوبية تحريرها بالكامل من المتمردين الحوثيين الموالين لإيران، وأكد المالكي أن “التحالف دعم عمليات الجيش ولا يزال من أجل تطهير البلاد من الميليشيات، ودعم الحكومة الشرعية، لصالح الشعب اليمني”.

وعبر المالكي عن سعادته بتحرير المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن، موجها الشكر لألوية العمالقة والجيش، بالإضافة إلى دولة الإمارات على الدعم الذي قدموه. ووصف لحظات تحرير محافظة شبوة من المتمردين الحوثيين بشكل كامل بـ”التاريخية”. وأضاف المالكي “اليمنيون يمكنهم كما حرروا شبوة تحرير كافة البلاد إذا توحدوا”.

وتمكنت ألوية العمالقة الجنوبية في زمن قياسي من تحرير مديريات شبوة الثلاث بيحان وعسيلان والعين، متقدمة صوب مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب، وسط انهيار دراماتيكي لدفاعات المتمردين.

وأربك الانتصار النوعي للعمالقة ليس فقط الحوثيين، بل وأيضا جماعة الإخوان التي سبق وأن سلمت المديريات الثلاث في سبتمبر الماضي دون أي مقاومة تذكر للمتمردين.

وحاولت جماعة الإخوان حشد عناصرها الفارة من جبهات مأرب وحريب في عتق، على أمل خلط الأوراق مجددا في شبوة، بيد أن زيارة العميد المالكي للمحافظة والرسائل التي وجهها من مركزها عتق من شأنها أن تجبر قيادات الجماعة على إعادة النظر في أي خطوة تستهدف زعزعة الاستقرار في شبوة وغيرها من المحافظات الجنوبية.

وعقب المؤتمر الصحافي للمالكي سارع علي محسن صالح الأحمر نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للإشادة بإعلان التحالف العربي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عنه قوله إن “العملية هادفة لمؤازرة الشعب اليمني وقواته المسلحة ومقاومته الشعبية في تحرير محافظات الجمهورية من ميليشيا الانقلاب الطائفية الحوثية الإيرانية”.

وأضاف محسن الأحمر أن “هذا الإعلان يأتي ضمن الرسائل الأخوية والمواقف النبيلة لدول التحالف، ويجسد التلاحم العربي في مواجهة المشروع الفارسي والعمل على استعادة الدولة اليمنية وإجهاض مشروع إيران التخريبي في اليمن والمنطقة”.

واعتبر مدير مكتب الرئيس هادي عبدالله العليمي في تغريدة على حسابه على تويتر “أن بدء عملية ‘حرية اليمن’ السعيد من قلب مدينة شبوة بعد استكمال تحريرها والذي أعلن عنه المتحدث باسم القوات المشتركة يضع المعركة في مستواها الملائم وطنيا وإقليميا وهو ما ينسجم مع الأهداف الكبيرة للتحالف والشرعية والمتمثلة في هزيمة المشروع الحوثي الإيراني واستكمال استعادة مؤسسات الدولة”.

نشطاء يمنيون يرون أن موقف محسن الأحمر والعليمي لا يخلو من نفاق سياسي لطالما طبع مواقف وسلوكيات قيادات الإخوان التي كانت تراهن على دخول ألوية العمالقة في حرب استنزاف مع الحوثيين

ويشير النشطاء إلى أن القياديين يحاولان تجنب الأسوأ في العلاقة مع التحالف العربي، خصوصا وأن وضعهما بات جد حساس داخل الشرعية.

وواصلت قوات ألوية العمالقة الجنوبية الأربعاء تحقيق انتصارات المتمردين الحوثيين في مديرية حريب بمأرب.

وتمكنت الألوية الجنوبية من التقدم في شمالي حريب نحو جبهة ملعاء، وسيطرت على جبلي الفليحة وسليل شرقي المديرية.

وكانت قوات العمالقة انتقلت إلى مديرية حريب، لتأمين المنطقة الحدودية بين شبوة ومأرب، لكن من غير الواضح ما إذا كانت القوات تتجه للمشاركة في تحرير آخر معاقل الحكومة في الشمال.

*صحيفة العرب