حضرموت : فيما لوِّح الانتقالي بالخيار العسكري لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى ، الآلاف يتظاهرون في سيئون دعما “للنخبة الحضرمية”

(شبكة الطيف) حضرموت
شهدت مدينة سيئون عصر اليوم السبت، فعالية حاشدة شارك فيها الآلاف من أنصار الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموتن للمطالبة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى جبهات القتال مع الحوثيين، واستبدالها بقوات “النحبة الحضرمية”.
وأفادت مصادر محلية، أن قوات عسكرية وأمنية فرضت حصارا على مدينة سيئون ونشرت نقاطاً مستحدثة لقطع الطريق على المتظاهرين. كما احتجزت العشرات بينهم قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة.
وذكرت المصادر، أن محافظة حضرموت، شهدت بالتزامن انقطاعا كليا للإنترنت. في خطوة قال ناشطون جنوبيون إنها تهدف إلى منع تغطية الفعالية.
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري في تصريح صحفي، إن “القوات العسكرية في مديريات وادي وصحراء حضرموت شنت حملة قمع وإرهاب استهدفت مواكب القادمين من مديريات المحافظة للمشاركة في الفعالية السلمية بمدينة سيئون. كما أطلقت النار تجاه الجموع الحاشدة واعتقلت عدداً من قيادات المجلس والمواطنين في الحواجز العسكرية التي تم تعزيزها بالأسلحة المتوسطة والثقيلة”.
وأضاف: “لم تعد مجرد الإدانة والتنديد كافية أمام هذه العنجهية التي تمارسها هذه القوات (المنطقة العسكرية الأولى) في مديريات وادي وصحراء حضرموت. وأمام هذا الموقف التصعيدي تصبح كل الخيارات أمام أبناء حضرموت مكفولة ومسموحة لتحرير أرضهم ولتمكينهم من إدارة مديرياتهم”. فيما يبدوا أنه تلويحاً بتصعيد عسكري مقبل ضد القوات العسكرية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح والفريق علي محسن الأحمر في المحافظة.
وأوضح الكثيري، أن “التلكؤ ورفض استكمال تنفيذ اتفاق الرياض ومن ذلك نقل هذه القوات العسكرية الغاصبة من وادي وصحراء حضرموت وتوجيهها إلى جبهات المواجهة ضد المليشيات الحوثية، سيظل يؤزم الأوضاع ولن يكون الانتقالي إلى مع أبناء حضرموت”.
أما رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في محافظة حضرموت، العميد سعيد أحمد المحمدي، فقال إن هيئة رئاسة المجلس تدعم مطالب أبناء حضرموت في إدارة شؤون المحافظة بأنفسهم.
وأوضح في كمة له خلال الفعالية، أن “أهالي المحافظة لن يقبلوا بعد اليوم، بالتسلط عليهم من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى التي كان ينبغي عليها أن تتحرك قبل سبع سنوات، لمواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران”.
وأضاف: “طوال هذه السنوات، ظلت هذه القوات (المنطقة العسكرية الاولى) محتفظة بكامل عددها وعتادها، تنتظر المنتصر لتعلن ولائها له. فيما الشرعية والتحالف العربي صامتون عن سلوكها، وتمردها عن أداء الواجب العسكري، ورضوا بأن تبقى حارسة لنفط وثروات حضرموت”.
وخاطب التحالف العربي بالقول: لقد خرجنا اليوم في هذه التظاهرة الجماهيرية لنلفت انتباهكم إلى هذا الخطأ الجسيم، خطأ السكوت على عدم تنفيذ هذه القوات لاتفاق الرياض، الذي أقر إخراج الجيش إلى جبهات القتال. وخطأ تجاهل مطلب أبناء حضرموت في أن يديروا شؤون محافظتهم بأنفسهم.
وأكد بيان صادر عن الفعالية، على أهمية استمرارية ما سماها “الانتفاضة الشعبية الشاملة”. التي قال إنها “ستعم كافة مناطق حضرموت ساحلاً ووادياً حتى رحيل جنود وقوات المنطقة العسكرية الأولى وتلبية كافة مطالب أبناء حضرموت ورحيل كل الفاسدين في أجهزة السلطة المحلية”.
وأعلن البيان “التأييد الكامل والمطلق لمخرجات لقاء حضرموت العام في منطقة حرو ومطالب الهبة الشعبية الحضرمية الثانية”. كما دعا كافة أبناء حضرموت والجنوب عمومًا إلى تسخير كافة الطاقات والإمكانات اللازمة لإنجاح هذه الهبة وتوسيع نطاقها ليشمل كافة محافظات الجنوب.
وشدد البيان، على ضرورة “إخراج قوات وجنود المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلا عنها”. معتبراً ذلك “مطلباً أساسياً لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف كان”.
وطالب البيان التحالف العربي باعتماد المخصصات المالية والرواتب للجنود المستجدين في معسكرات الهبة الحضرمية. ورفدها بالأسلحة والآلات والمعدات العسكرية الحديثة.
كما طالب بإعطاء حضرموت كامل حقوقها وحصتها من عائدات المنافذ البرية والبحرية والجوية ومن عائدات النفط بنسبة لا تقل عن 80 %. مطالباً ايضاً كما بضرورة رحيل ما سماها “القوى المتنفذة” المسيطرة على منفذ الوديعة وكل المنافذ الأخرى.
ودعا البيان الحكومة إلى وضع حد لارتفاع الأسعار والتلاعب بصرف العملات ومكافحة الفساد المستشري في مفاصل السلطات المحلية بالمحافظة. وكذلك تحسين الوضع المعيشي والخدمات والاهتمام البنية التحتية. ومعالجة انقطاع الكهرباء والمياه.
ويرى مراقبون، أن تكون هذه التطورات المتسارعة في حضرموت. مقدمة لصراع مفتوح بين الحكومة والقوى الموالية لها، وبين المجلس الانتقالي. ضمن مساعي الأخير لفرض سيطرته على كامل المحافظات الجنوبية.