سرطان الثدي غير القابل للشفاء: دراسة تكشف عن أدوية جينية تطيل عمر المصابات به

(شبكة الطيف) لندن

يمكن أن يستفيد ملايين المرضى من بحث توصل لعلاج جديد للنساء المصابات بسرطان الثدي غير القابل للشفاء، أسفر عن “نتائج مذهلة”.

واعتمدت الدراسة التي قادها فريق علمي في ويلز على دواء جديد مصحوب بعلاج هرموني، تم اختباره على نساء تعاني من خلل وراثي في نوع السرطان المصابات به.

ووجدت الدراسة أيضا أن المريضات يمكن أن يتوقعن البقاء على قيد الحياة ضعف المدة تقريبا، بعد حصولهن على العلاج الهرموني، مقارنة مع مريضات تحصلن على العلاج القياسي (المتعارف عليه سابقا).

وقال البروفيسور روب جونز، المشرف المشارك في الدراسة، إن العلاج يمكن أن يمنح الناس مزيدا من الوقت للحياة مع من يحبون.

وكُشف عن هذه النتائج في أكبر مؤتمر للسرطان في العالم، أقيم في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، ونُشرت النتائج في مجلة لانسيت أونكولوجي.

وأظهر البحث أن النساء اللواتي لديهن خلل جيني شائع في الورم السرطاني، يمكن أن يتوقعن البقاء على قيد الحياة لفترة مضاعفة تقريبا بعد حصولهن على علاج كابيفارتب Capivaertib الجديد، مقارنة بمن يعتمدن على العلاج القياسي وحده.

وقال البروفيسور روب جونز، من مركز فيليندر للسرطان وجامعة كارديف: “لم تكن هناك أبدا تجربة تستهدف هذا المسار الجيني في التعامل مع سرطان الثدي، والذي أظهر فرصة نجاة كبيرة مثل هذه، إنه حقا أمر غير عادي”.

وأضاف: “عندما يتم تشخيص حالة مريض بالإصابة بسرطان متفشٍ (سرطان انتشر في اعضاء اخرى من الجسم)، فإن السؤال الملح بالنسبة له هو (كم يتبقى في العمر؟ هل سأرى أحفادي يكبرون؟) ”

واعترف جونز أنهم لا يقدمون علاجا للمرضى، “لكننا نشتري للناس وقتا إضافيا مهما حقا، ليقضوه مع أسرهم وأصدقائهم”.

البروفيسور جونز
التعليق على الصورة،
البروفيسور جونز المشارك في الدراسة أكد على أن العلاج الجديد يساعد في منح النساء المزيد من العمر

ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا في بريطانيا، ويمثل 15 بالمئة من جميع أنواع السرطان المنتشرة في البلاد، و30 بالمئة من أنواع السرطانات التي تصيب الإناث.

وأظهرت أحدث الأرقام في الفترة من (2016-2018) إصابة 8353 امرأة في ويلز بسرطان الثدي خلال فترة ثلاث سنوات.

وهذا يعني ارتفاع معدلات الإصابة لتصل إلى 176 حالة لكل 100 ألف امرأة، بزيادة من 156 حالة لكل 100 ألف امرأة خلال الفترة من 2000 حتى 2003.

وعند تشخيص المرض في مراحله الأولى، فإن فرص البقاء على قيد الحياة لجميع المصابين بسرطان الثدي ( نحو 98 بالمئة) لفترة أطول تصل إلى خمس سنوات أو أكثر، تكون أكبر مقارنة بنحو واحد من كل أربعة مصابين، أي (نحو 26 بالمئة فقط) يمكنهم البقاء على قيد الحياة عند تشخيص المرض في المرحلة الأخيرة.

واكتشفت السيدة فرحانة بادات، من نيوبورت، أنها مصابة بسرطان الثدي بعد أن حصلت على أول صورة شعاعية للثدي، وهي تبلغ من العمر 50 عاما.

وخضعت السيدة البالغة من العمر الآن 59 عاما، لاستئصال جزء من ثديها، وبدأت لاحقا العلاج بالهرمونات، ولكن في أغسطس/آب 2016 قيل لها إن السرطان انتشر إلى عظام أضلاعها وعمودها الفقري.

وقالت: “اعتقدت أنني بدأت أشعر بتحسن، وأن حالتي تتقدم قدر الإمكان”.

واستطردت “لكن لسوء الحظ لم تسر الأمور كما كان مقدرا، أعتقد أنه يؤثر على الأسرة كثيرا، فهم يشعرون بالعجز- لقد كان وقتا عاطفيا للغاية بالنسبة لنا جميعا”.

بعد فترة وجيزة، تمت دعوتها للمشاركة في التجربة السريرية (للعلاج الهرموني) في مركز فيليندر للسرطان.

فرحانة تذهب إلى مركز فيليندر لإجراء فحوصات منتظمة وتشعر بصحة جيدة

تذهب فرحانة إلى مركز فيليندر لإجراء فحوصات منتظمة وتشعر بصحة جيدة. قالت إنها فخورة بمشاركتها في بحث يمكن أن يساعد في إطالة عمر الآخرين المصابين بسرطان الثدي غير القابل للشفاء.

وعن تجربتها تقول: “هذا يمنحك شعورا جيدا حقا. وأنت تفكر )كيف يمكنك دعم الأشخاص الذين دعموك جيدا؟ ”

وتضيف: “هذه (المشاركة في التجربة) إحدى الطرق التي دعمتهم بها (من دعموها)، وآمل أن يكون الدواء متاحا للجمهور الأكبر وأن يكون متاحا من خلال هيئة الصحة العامة في بريطانيا”.

وأكملت “إن أكبر أحفادي يبلغ من العمر سبعة أعوام، وأصغرهم 10 أشهر، وقد استمتعت بكل لحظة معهم وتبدأ في إدراك مقدار الاستمتاع، عليك أن تعيش كل لحظة بأفضل ما يمكنك”.