سامي غالب يكتب :وجوه تظهر اولاً ودائماً

بعض الوجوه تظهر أولا، ودائما، عندما تأتي سيرة ثورة 11 فبراير 2011. أشرف المذحجي! كانت البراءة تتسيد المشهد في ساحة الجامعة. كان الشباب هم أسياد الساحة في الشهر الأول. 
 
 في واحدة من المسيرات الأولى تم التصدي لها من قبل الأمن و”البلاطجة” أو “البلطجية” حسب المصدر الأصلي للكلمة! 
 
تم تطويق الساحة من الجنوب والغرب والشرق. كانت الاصابات بالعشرات حسب اصدقاء، وكانت الطلبات من المستشفي الميداني تتركز على مواد اسعافية اولية (شاش ومعقمات … ).
 
الساعة تقترب من العاشرة صباحا. غادرت البيت بعد ان اتصلت بالعزيز بشير السيد وآخرين. وتوجهنا من حيث اسكن (شارع الزراعة) عبر طريق التفافي الى التحرير فشارع علي عبدالمغني حيث احدى الصيدليات تكفلت بجزء من الاحتياجات. انطلفنا الى شارع القيادة فشارع تونس ثم عبر الدائري الشمالي بلغنا الساحة.
 
اتجهنا مباشره الى المستشفى الميداني (ساحة الجامع). كان الجرحى بالعشرات. احد الاصدقاء اراد تعريفي بأحد الجرحى. قال لي هذا اشرف المذحجي! صافحته بحرارة، وبعد ان طمئنني عن حاله قال: نحن هنا لسنا ضد صالح ونظامه فقط، بل ضد الصور المغلوطة التي تم تعبئتنا بها عن مواطني بلدنا! كان قد صرف انتباهي من كل شيء عداه. ثم استأنف: انا لا أكذب او ادعي؛ انا بصراحة كنت معبأ ضد ابناء القبائل بشكل مخز… لكن ثبت زيف هذه النظرة عنهم هنا، وفي مواجهة السلاح.
 
قال ذلك قبل ان يشير الى جريحين يتلقيان الإسعافات من الطبيب، مضيفا: هذان من ابناء خولان. والله العظيم أنهما ضحيا بنفسيهما كي ينتشلاني من قبضة العسكر. زاد: أحسست انهما شقيقاي؛ لقد كانا كذلك في مواجهة الأمن والبلاطجة! 
 
 بعفوية قال ذلك قبل أن يلتحق بشقيقيه (!) تاركا لنا فسحة الحديث مع اخرين. 
 
كان ما قاله أشبه بملخص لما جرى في الشهور الاولى من عام 2011. 
 
في شهر سبتمبر طرق اسم اشرف مسامعي ثانية. هذه المرة ك”شهيد” من شهداء الثوره الشبابية السلمية. انغرس وشما في صنعاء الثورة. له الخلود.