نائف حسان يكتب : الممكن والمتاح وأولويات المجلس الرئاسي في المرحلة القادمة

(شبكة الطيف) كتب: نائف حسان

لا يمكن فرض الوحدة بالقوة، والهدف اليوم يجب أن يكون توحيد كل الجهود لمواجهة مليشيا الحوثي. والمجلس الانتقالي أعلن، على لسان عيدروس الزبيدي، أنه سيكون مع كل القوى الوطنية حتى دخول صنعاء وتحريرها

. بعدها يمكن التفاوض على الوضع السياسي لليمن بعد التخلص من مليشيات إيران.
 
المهم اليوم هو مواجهة مليشيا الحو.ثي، وليس الدخول في معارك جانبية لمواجهة أخطار أخرى؛ خطر الانفصال. أنا وحدوي ومع وحدة اليمن، لكن الحوثية هي الخطر الأكبر الذي يهدد وجودنا كيمنيين في الشمال والجنوب.
 
دعونا نتحدث عن الممكن والمتاح بعيداً عن الآمال والأمنيات. يجب إعادة ترتيب أولوياتنا؛ يجب أن يصبح قتال مليشيا الحوثي هو الأولوية لدى الجميع وهدف جميع اليمنيين اليوم هو التخلص من مليشيا الحو.ثي وليس قتال المجلس الانتقالي وفرض الوحدة بالقوة.
 
حزب الإصلاح يتحكم بالبلاد و”الشرعية” منذ عام ٢٠١٢، عليه اليوم أن يتراجع إلى الخلف ويترك القيادة لتيارات ودماء جديدة، هذه آخر فرصة لإنقاذ اليمن من مليشيا الحوثي

وإذا لم يحدث ذلك فلن يكون هناك شمال ولا جنوب؛ سيكون هناك تشرذم وإمامة في أجزاء من الشمال، وربما تتمكن من ابتلاع كل الشمال وأجزاء كبيرة من الجنوب، أو الجنوب كله.

حزب الإصلاح لم يتصرف كدولة، وكان عامل شرخ وتصدع وأداة لإثارة الصراع. وإلى هذا فهو لم ولن يتمكن من الدفاع عن الوحدة.
 
يجب تسليم مأرب لقيادة جديدة من أبناء مأرب، ولا داع لتكرار فيها ما حدث في شبوة. وتجنباً لمزيد من الفتن والاقتتال، يجب اليوم نقل القوات المنتشرة في حضرموت إلى مأرب وإعادة هيكلتها وتجهيزها، وتجهيز قوات أخرى في مأرب لمواجهة مليشيا الحو.ثي؛ لتحرير ما تبقى من هذه المحافظة وتحرير محافظتي الجوف والبيضاء.
 
الوضع في تعز معقد؛ فالمتحكمين بالأمر فيها مجموعة صعاليك، ووضع القبيلة والتأثيرات الاجتماعية هناك ضعيف للغاية، ولا يوجد نواة عسكرية وطنية يمكن البناء عليها (كان هناك العميد عدنان الحمادي فقتله “الإخوان” ودمروا اللواء ٣٥ مدرع)..
 
لهذا فلن يكون من السهل إعادة ترتيب وهيكلة وضع الجيش في تعز، وربما يتمكن الحو.ثي من السيطرة على بقية هذه المحافظة ومركزها. لكن ربما تبقى الحجرية منطلقاً لإعادة تحرير تعز من جديد.
 
إذا لم يتمكن مجلس القيادة الرئاسي من توحيد كل القوى وخوض مواجهة عسكرية واسعة وحاسمة مع مليشيا الحو.ثي، فسيتحمل جميع أعضاء المجلس مسؤولية الفشل في ذلك، وسيلعنهم التاريخ كما لعن من قبلهم.