شيماء رمزي تكتب: بعد انحساره من أكبر معاقله في شبوة.. الإخوان يتأهبون استباقاً لهزيمةٍ جديدة في تعز

(شبكة الطيف) كتب : شيماء رمزي

توالت معاقل الإخوان المسلمين (الاصلاح) بالتساقط، في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، منذ اواخر يوليو الماضي، بعد سلسلة من المعارك السياسية ومعتركات التعيينات، والتي قوبلت بالرفض والتمرد من قبل القوات الإخوانية..

ليتطور لاحقاً الى تحركات عسكرية كبيرة، أدت الى هزيمة الإخوان بقيادة لعكب، واستعادة المحافظ عاصمة محافظة شبوة عتق في اوائل أغسطس الجاري على يد قوات دفاع شبوة والعمالقة.

لم يخفي التنظيم حقيقة أن شبوة هي أحد أهم معاقله في اليمن، بل واثبت هذه النظرية عبر حشد قواته من معسكراته المجاورة في في مارب وحضرموت والمهرة وكذا ابين طوال الفترة السابقة، استعداداً للانقلاب على مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي، بسبب تحركاته نحو تغيير الخارطة السياسية للمحافظات، وكسر حالة تقسيم المحافظات التي يعتبرها كملكية خاصة للأخوان طوال سنوات حرب استعادة الدولة وتحريرها من انقلاب الحوثي..

هذا الوضع الذي امسى تقليدياً بالنسبة للتنظيم، هو ما دفعه للاستنفار، وعدم رضوخه للتغييرات الجديدة، إذ أن الحزب عزز من سطوته طوال سبع سنوات، عبر تأسيس قوات عسكرية بتشكيلات متعددة ومسميات مختلفة ..

وبالإضافة الى السيطرة على شبكات المواقع السياسية والأماكن الحساسة في المحافظات، لتصب جميعها في مصلحة التنظيم، بهدف الاستحواذ على مثلث القوة السلطة والثروة والأفراد، في سبيل تحقيق مقتضيات احتكار السلطة. 

لكن الامرر لم يتوقف بعد استعادة عتق من قبضتهم ، بل تطورت تحركات التنظيم وعناصره لتشمل بعض المحافظات حضرموت ومأرب وكذا مدينة تعز رغم بعد المدينة عن شبوة مسافة الآف الكيلومترات، وتقضي لتصلها اكثر من 24 ساعة، لكن براءة اختراع التنظيم ربطت المحافظتين بواقع معركة واحدة، تقضي بانتصار حزب الإصلاح في تعز لإستعادة ماء وجه التنظيم، وكسراً لعجلة التغيير التي ادارها العليمي منذ وصوله كرسي السلطة الشرعية قبل اربعة اشهر.

وفي سياق تسلسلت مواقف التنظيم السياسية ابان الأزمة الراهنة، حيث تجلى موقف الربط بين المحافظتين في بيان الإصلاح الأخير، والذي هدد عبره بأنه سيعيد النظر بالشراكة مع الشرعية مشيراً الى الجانبين السياسي والعسكري، ثم تلته مجموعة تصريحات افراد الجماعة، حيث اعلن أحد القيادات المحسوبة عليه “الميسري” عن مجلس مناوئ للقيادة الرئاسي يسمى جبهة الانقاذ، كما أقدمت توكل كرمان احدى قياديات التنظيم وكتائب الإصلاح الإعلامية بمهاجمة مجلس القيادة الرئاسي ونفي شرعيته جملةً وتفصيلا.

وفي خضم التصريحات والكتابات النارية من قيادات التنظيم في الخارج، واكب حراك ناشطي الاصلاح الأزمة في الداخل ، ومن ابرز هذه التفاعلات وصف عبدالملك الفهيدي للرئيس بأنه ذيل كلب، كما توعد أعضاء المؤتمر بثلاجة كبيرة مقابل زلازل شبوة على حد وصفه..

الفهيدي دعا من وصفهم بالعفاشيين لمغادرة كل المناصب في تعز طواعيةً أو سيتصرفون معهم بإسم “المقاومة” احدى تشكيلات قوات التنظيم، ولم تقل حدية الآخرين، فقد وصف هارون عبدالخالق سكرتير د. عبدالقوي المخلافي وكيل اول محافظة تعز ابناء المؤتمر بأنهم حمير!

اللافت في الأزمة الحالية، بأن القوات التي يفترض بأنها لحماية الشرعية، تشن كل هذه التحركات العسكرية والسياسية ضد الشرعية، وتواكبها حملات اعلامية والكترونية، في محاولة فاضحة لفرض وصاية إخوانية على المحافظات..

وتحت مبررات مضللة للرأي العام أبرزها الذود عن الوطن ضد الإمارات، وكأن التنظيم يود القول أن مجلس القيادة الرئاسي الذي جاء بتوافق كافة الاطراف السياسية اليمنية حينها هو صناعة اماراتية وليس خيار مكونات وقادة وساسة الوطن في مؤتمر الرياض 2 الذي اشتركت فيه قيادة الإصلاح نفسه..! 

مراقبون ابدوا استغرابهم للأوضاع الراهنة، من أن كل هجمات الإصلاح موجهة نحو أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، ويطالبون بعزله سياسياً، بدءاً من رئيس الجمهورية د. رشاد العليمي، وليس انتهاءاً بذوي المناصب في الشرعية، رغم أن الحزب لم يصدر موقفاً رسمياً..

وهو مايقتضي من العليمي الحزم وعدم التهاون باعتباره رأس السلطة الشرعية، مع من يرفض قرارت السلطات المحلية بالمحافظات وهو مايجب دعمه والتفاف الجميع حوله وحول الكجلس الرئاسي، ولكن ما بين شن الاصلاح للهجمات العسكرية ضد شبوة، وبين انتصار الشرعية لتنفيذ قراراتها التي يتمرد عليها الإصلاح، يبقى صراع الإخوان قائماً في سبيل احتكار السلطة، ونفي اي شرعية لغير الجماعة ولو عبر اسقاطها عسكرياً.