محكمة أميركية تجمد التحقيقات مع ترمب

(شبكة الطيف) واشنطن
فاز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بجولة في معركة التحقيق بالوثائق التي صادرها مكتب التحقيقات الفيدرالي من منزله في فلوريدا، إذ وافقت محكمة فيدرالية في الولاية على طلب الرئيس السابق تعيين وسيط خاص لمراجعة الوثائق، مجمدة بذلك جهود وزارة العدل في استعمال المواد المصادرة في تحقيقاتها الجنائية.
وأعطت القاضية أيلين كانون، المعينة من ترمب، كلاً من وزارة العدل والرئيس السابق مهلة حتى التاسع من سبتمبر (أيلول) لتقديم لائحة بأسماء مقترحة للوسيط الخاص، مشيرة إلى أن تعيينه لن يؤخر سير التحقيقات كما ادعت وزارة العدل، فقالت، «فيما يتعلق بتحقيق الحكومة الجنائي، لا تعتبر المحكمة أن وجود وسيط خاص مؤقت للمراجعة في ظل الظروف الحالية سيؤدي إلى أي تأخير مفرط».
واعتبرت القاضية أن «الظروف الاستثنائية» المحيطة بالقضية تدعو إلى «توقف بسيط للسماح لفريق ثالث محايد بالمراجعة للحرص على وجود مسار عادل يتضمن إجراءات مناسبة». ورغم قرار تجميد النظر في الوثائق بهدف التحقيق بترمب، إلا أن القاضية سمحت للمحققين بالاستمرار في مراجعة الوثائق المصادرة واستعمالها لأغراض تصنيف سريتها وتأثيرها على الأمن القومي.
ولم تعط القاضية ترمب كل ما يريد، إذ رفضت أحد مطالبه بإعادة الوثائق المصادرة إلى مقر إقامته في مارالاغو، فقالت: «على الأرجح لن يتم السماح للمدعي باستعادة أكثرية الممتلكات التي تمت مصادرتها»، في إشارة إلى الوثائق السرية التي تم العثور عليها خلال عملية الدهم في الثامن من أغسطس (آب).
واعتبرت كانون أن عملية الدهم لم تظهر «إهمالاً لحقوق السيد ترمب الدستورية»، لكنها أشارت إلى أن قرارها اعتمد على واقع أن ترمب كان رئيساً للولايات المتحدة، وأن أي إدانة مستقبلية مستندة على الوثائق المصادرة ستكون لها تداعيات ضخمة عليه تختلف عن أي متهم آخر.
وأشارت القاضية إلى أن بعض الوثائق التي تمت مصادرتها تضمنت سجلات ترمب الطبية ومعلومات متعلقة بسجلاته الضريبية، التي سعى الديمقراطيون للحصول عليها في السابق.
وفيما تتفاعل قضية التحقيق، تتصاعد المواجهة العلنية بين الرئيس السابق والرئيس الحالي جو بايدن، قبيل أشهر قليلة من الانتخابات النصفية التي ستجري في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. إذ كثف بايدن من انتقاداته لترمب والجمهوريين الداعمين له، وقال في خطاب ألقاه في ويسكونسن يوم الاثنين، «أريد أن أكون واضحاً: ليس كل جمهوري جمهورياً داعماً لترمب. ولا يدعم كل جمهوري هذه الآيديولوجية المتشددة. أنا أعلم ذلك لأني تمكنت من العمل مع جمهوريين تقليديين خلال كل حياتي المهنية». وحذر بايدن الأميركيين من انتخاب الجمهوريين الداعمين لترمب، معتبراً أن السيناتور الجمهوري عن ولاية ويسكونسن، رون جونسون، هو منهم، فقال: «إن الجمهوريين المتشددين الداعمين لترمب في الكونغرس اختاروا مساراً عكسياً يشوبه الغضب والعنف والكراهية والانقسامات. لكننا سوية سنتمكن من اختيار مسار مختلف للمستقبل».
من ناحيته، شن ترمب هجوماً مضاداً على خلفه، فوصفه بـ«عدو الدولة»، واعتبر أن خطابه الذي هاجم فيه الجمهوريين الداعمين له هو «أكثر خطاب شرير ألقاه رئيس أميركي». وقال ترمب في حدث انتخابي في ولاية بنسلفانيا، ليل السبت، «خطاب جو بايدن هو أكثر خطاب مشبع بالشر والكراهية والانقسامات ألقاه رئيس أميركي». ولم يتحفظ ترمب عن مهاجمة التحقيقات الجارية بحقه فوصفها بـ«المهزلة القضائية التي سخرت من القوانين والتقاليد والمبادئ الأميركية».