(شبكة الطيف) بروكسل
رغم أن دول الاتحاد الأوروبي سارعت طوال الصيف لملء مخزونها الاحتياطي من الغاز الطبيعي عن طريق زيادة تدفقات الوقود من النرويج، واستيراد شحنات من الغاز الطبيعي المسال من أمريكا الشمالية وأفريقيا، فإن الأنشطة الاقتصادية الصغيرة والأسر، لم تستفد من تراكم احتياطيات الغاز.
ودفع هذا سكان الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن طرق جديدة ومبتكرة تحميهم من البرد وربما التجمد، مع استمرار أزمة الطاقة المستعصية، نتيجة الحرب في أوكرانيا. ففي سويسرا على سبيل المثال، واجهت وزيرة الطاقة سيمونيتا سوماروجا انتقادات حادة أخيراً، عندما اقترحت أن يستحم السكان معاً لتوفير الطاقة، وتراجعت فيما بعد عن اقتراحها.
وفي باريس لجأ كبار المسؤولين بالحكومة إلى الظهور في المناسبات العامة، وهم يرتدون سترات ثقيلة منتفخة، وسترات بياقات مستديرة تغطي الرقبة طلباً للدفء.
تقشف كهربائي
وتحظر المباني الحكومية الآن الماء الساخن في صنابير الحمامات، وبدأ المشرفون على برج إيفل، إطفاء مصابيح الإضاءة فيه في وقت مبكر، بعد أن كانت مصابيحه تظل مضاءة حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، كما قام كثيرون من المشرفين على المباني في باريس، الذين عادة ما يبدأون تشغيل أجهزة التدفئة في أول أكتوبر من كل عام، بتأجيل موعد التشغيل لمدة أسبوعين، ثم تأجيله مرة ثانية حتى أول نوفمبر.
وبدأت بعض الشركات في إيطاليا، التي تعد أكبر منتج للمنسوجات في أوروبا، في تصنيع بعض أجزاء المنتجات في تركيا، التي لا تزال تستقبل الغاز الروسي.
ومن ناحية أخرى، لجأ بعض المستهلكين إلى التقنيات القديمة التي اندثرت استخداماتها، لتأمين موارد الطاقة. فلجأ بعض الأشخاص في جنوب فرنسا إلى الكتل الخشبية المضغوطة التي تحترق ببطء، من أجل الحصول على الطاقة، غير أن الكتل الخشبية أصبحت شحيحة بدورها، لأن الأخشاب تأتي من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا.
من جهة أخرى تؤيد ألمانيا «الحل التفاوضي» مع الولايات المتحدة، التي تبنت قانوناً يعتبر حمائياً، ودعت شركاءها الأوروبيين إلى عدم الدخول في منطق الحرب التجارية، كما أكد مصدر دبلوماسي ألماني.
بمعنى آخر يبدو أن برلين تعارض في الوقت الحالي إقرار خطة أوروبية موازية للخطة الأمريكية لدعم صناعييها، والتي أيدتها فرنسا.
وكان الكونغرس الأمريكي أقر خلال الصيف خطة ضخمة لدعم عملية الانتقال في مجال الطاقة أو قانون خفض التضخم (IRA)، الذي يمنح إعانات للسيارات الكهربائية والبطاريات أو الطاقة المتجددة، شرط أن تكون مصنوعة في الولايات المتحدة.
وأضاف المصدر الدبلوماسي لصحافيين «أولاً علينا درس إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي مع الولايات المتحدة»، وتابع «هذا يستلزم اتخاذ موقف أوروبي، لمواجهة قانون خفض التضخم في أقرب فرصة، أي في الأسابيع المقبلة».
وتابع: «ليس لدينا مصلحة في الدخول في حرب تجارية مع الولايات المتحدة، لأنه سيترتب على ذلك عواقب سلبية للغاية على الاتحاد الأوروبي، كما الولايات المتحدة خصوصاً في أوقات الأزمة الحالية».
وتأتي هذه التصريحات في وقت يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة دولة لواشنطن، حيث أعلن قصر الإليزيه الجمعة أن باريس تأمل في الحصول على «استثناءات» لبعض الصناعات الأوروبية، لكن البيت الأبيض المتمسك للغاية بهذا المشروع المحوري من ولاية بايدن، لا ينوي الإعلان عن استثناءات حالياً، ويؤكد أنه سيعود بالفائدة أيضاً على الاقتصاد الأوروبي في نهاية المطاف.
( أ ف ب)