البرلماني اليمني (عبدالسلام الدهبلي) لـ”العين الإخبارية”: الهدن مع الحوثي لن تستمر

(شبكة الطيف) تعز

شاهرًا سيفه لخوض حرب الجبهتين، يقود البرلمان اليمني مساعٍ على المستوى المحلي والدولي، لتعرية جرائم المليشيات، وهزيمة المشروع الحوثي.

عن هذا الدور، يتحدث عضو مجلس النواب اليمني، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بتعز الشيخ عبدالسلام الدهبلي في حوار مع “العين الإخبارية” شمل أيضا الموقف من الهدنة مع الحوثيين، وجهود المجتمع الدولي في السلام ومساعدة اليمنيين على تجاوز الأزمة خاصة في ظل حصار تعز، والخيارات الأخرى المطروحة للجيش والمقاومة الشعبية.

وتاليا نص الحوار:

ما دور البرلمان اليمني في تعرية إرهاب الحوثي؟

البرلمان مستمر في تعرية جرائم الحوثي على مستوى أنشطته الدولية مع البرلمانات المختلفة، أو على مستوى مشاركة هيئة الرئاسة وأعضاء البرلمان في المحافل الدولية.

شاركنا مؤخرا في الاتحاد البرلماني الدولي، وألقينا كلمة في الأمم المتحدة وكذلك في الكونغرس الأمريكي، وأجرينا لقاءات منفصلة مع وكيل وزارة الخارجية الأمريكي ومع حاكمة ولاية ميشيغان ورئيس الحزب الديمقراطي، وتحدثنا عن أننا أتينا من بلد تحكمه جماعة أتت من خارج التاريخ.

هذه الجماعة لم تحكم بالإعدام على أعضاء البرلمان فحسب، وإنما على (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب و(الرئيس الأمريكي الأسبق باراك) أوباما، بإصدار رسالة من محكمة بني الحارث في صنعاء ضد رئيس الولايات المتحدة السابقين، لحضور الجلسة للمحكمة قبل أن تحكم عليهما بالإعدام.

وبعيدا عن هذه الرسالة المدعاة للسخرية، فقد أبلغنا المسؤولين الأمريكيين أن جواز السفر الأمريكي المدون عليه أنه “سيتم حماية حامله تحت أي سماء وفوق أي أرض” يتم إهانته باليمن؛ إذ أن هناك 400 ألف شخص يحملون هذا الجواز ويتم إهانتهم وتصادر حقوقهم وتنتهك أعراضهم فيما السلطات الأمريكية صامتة، كما أبلغناهم أن الشعب اليمني يتعرض لأكبر إبادة في تاريخه من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.

ما الحلول الأمريكية للأزمة اليمنية؟

كل الحلول التي قدمت تصب في صالح مليشيات الحوثي التي تلعب على وتر الإرهاب، وتحاول تصوير الشرعية أمام واشنطن والغرب، أنها غير قادرة على احتواء تنظيم القاعدة وهي صورة غير واقعية.

ما نتائج زيارة طارق صالح لمحافظة تعز سياسيا وعسكريا؟

يسعى نائب رئيس المجلس الرئاسي العميد ركن طارق صالح دائما إلى وحدة الصف؛ لتوحيد الخطاب الإعلامي وجبهات القتال، بهدف استعادة صنعاء من قبضة مليشيات الحوثي الإرهابية.

زيارة صالح إلى تعز حملت دلالات مختلفة؛ فأصابت مليشيات الحوثي بحالة من الرعب، لأنها وجدت نفسها أمام كتلة ضاربة ووحدة صف لمكونات مهمة، وذات حضور عسكري قوي في الميدان. وجسدت حجم تقارب العميد طارق صالح مع الجيش الوطني.

تسببت الزيارة -كذلك- في إرباك مليشيات الحوثي وخاصة عندما رأت العميد طارق صالح يتجول في مدينة تعز، كونها تدرك أن تقارب المقاومة الوطنية والجيش الوطني هو بداية النهاية للانقلاب.

هذا الارتباك ظهر جليا، في بث المليشيات الحوثية الشائعات وتصوير الزيارة على أنها تحجم نفوذ مكونات تعز، إلا أنها في الواقع حملت العميد طارق صالح أعباء كبيرة وإضافية؛ لأن الناس استبشرت بقدومه.

هل يتشكل واقع جديد شمال اليمن؟

بالفعل.. هذا الواقع يجسده العميد طارق صالح وتحركاته الميدانية والتي تستهدف توحيد وإنعاش الجبهات ضد مليشيات الحوثي؛ لاستعادة صنعاء، بدءًا من تحرير شرق وغرب تعز وكسر الحصار، واستعادة موارد المحافظة التي تنهبها المليشيات.

يجب أن يفهم المجتمع الدولي حجم الحصار المفروض من قبل مليشيات الحوثي على مدينة تعز؛ والتي تتربح شهريا قرابة 20 مليار من مناطق تعز غير المحررة؛ لذا من الضروري توسيع نطاق سيطرة الشرعية لتشمل مديريات المحافظة.

ماذا عن الجانب التنموي والخدمي للإمارات في اليمن؟

هناك الكثير من المشاريع الإماراتية الإنسانية التي عكست حكمة البلد الخليجي، بعضها ينفذ عبر العميد طارق صالح والذي جعل أحلام ومعاناة الناس في تعز برنامج عمل، وأشهر الوجه الحسن للإمارات وقائدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

في تعز، هناك دور لدولة الإمارات في مشاريع مطار وميناء المخا وطريق الكدحة وبرامج مكافحة حمى الضنك ومكافحة فيروس كورونا ودعم مراكز الفشل الكلوي ومشاريع المياه.

توسيع ميناء المخا وتشيد المطار الذي يحمل الاسم ذاته، وتعبيد الطرقات إلى تعز، يأتي في إطار خطة تخفيف وطأة الحصار الحوثي على محافظة تعز الذي يشمل شتى مناحي الحياة؛ بما في ذلك مشروع مياه تعز الذي مولته دولة الإمارات، بعد أن منعت المليشيات الحوثية ضخ المياه إلى المدينة من المصادر التي تقع في المناطق غير المحررة .

كيف تمكن الحوثي من خداع الجميع؟

لعبت مليشيات الحوثي على وتر التناقضات من خلال بيع الوهم للجميع؛ وخاصة المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي، زاعمة أنها ستكافح الإرهاب وغيره من الشعارات الجوفاء التي رفعتها، بينما هي تتحالف مع تنظيمات الإرهاب الدولية القاعدة وداعش وتعمل على تفخيخ أمن واستقرار المنطقة.

استمرت مليشيات الحوثي في بيع الوهم حتى لحاضنتها الشعبية، من خلال استغلال أتباع الزيدية أنها ستدافع عنهم لكن بعد صولها للسلطة انقلبت على الجميع، وأعلنت الحرب على الزيدية ونصبت “أتباع السلالة العنصرية” في كل منصب حتى على مستوى مشرف حي سكني صغير (أدنى منصب قيادي داخل هيكلة المليشيات).

متى ستنهار مليشيات الحوثي من داخلها؟

ذلك مرهون بتحرك الجبهات داخليا بقيادة فذة تعطي الناس الشجاعة الكافية للانتفاضة من الداخل، أي أن يستمر التقدم العسكري على الأرض بشكل ثابت دون تراجع للخلف.

وفي حال استمرار ذلك التقدم، سنكون أمام انهيار متسارع وكبير ليس في محافظة واحدة، وإنما في كل المناطق الخاضعة للمليشيات؛ لأن الناس ضاقت ذرعا من جرائم وإرهاب الحوثيين.

خلال الفترة الماضية، وقعت أخطاء في إدارة المعركة؛ منها التقدم ومن ثم الانسحاب والذي جعل الحاضنة الشعبية والقوى المجتمعية والقبلية والمقاومة في مناطق سيطرة المليشيات مكشوفة المواقف والولاء، وجعلها عرضة لتوحش المليشيات الحوثية.

كيف يمكن تغيير المعادلة على الأرض ضد الحوثي؟

تغيير المعادلة ضد مليشيات الحوثي مرهون بتقديم نموذج دولة مختلفة في المناطق المحررة؛ لتشجيع الناس في المناطق غير المحررة للخلاص من مليشيات الحوثي.

نموذج الدولة الذي ننشده موجود في الساحل الغربي؛ فهناك جيش حاضر بعتاده، وحواجز تفتيش لتأمين الناس، فيما القضاء لا يهان والنيابة تقوم بدورها، والأمن يؤدي مهمته، مما يوحي بمظهر الدولة.

عندما نقدم نموذجا أفضل سيكون الناس تواقون للانتفاضة ضد مليشيات الحوثي، لكن دون ذلك سيكون هناك إحباط شعبي، ولهذا نحتاج العمل على كسب الحواضن الشعبية إلى جانب البناء العسكري.

لماذا يضغط المجتمع الدولي على الشرعية؟

الضغط على الشرعية، نابع من كونها تتألف من مكونات متناثرة تمثل طيف الناس الأوسع، ويتجسد ذلك في المجلس الرئاسي، لكن لا زال هناك اختلاف في الغايات والأهداف.

وحدة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وحدها تكفي لهزيمة مليشيات الحوثي سياسيا وعسكريا، وقد بات خراب اليمن وصلاحه مرهون بوحدتهم على هدف وقرار واحد يتمثل بمواجهة الإرهاب والانقلاب.

هل ستستمر الهدنة التي تسعى الأمم المتحدة لتجديدها؟

الهدنة مع الحوثي مؤقتة ولن تستمر.. وتجاربنا الطويلة مع المليشيات خير دليل.

من يدير لعبة “القاعدة” في جنوب اليمن؟

القاعدة وجه آخر للحوثي، وتدار من قبل أيادٍ خارجية لفرض مشاريع دخيلة على اليمن، ودعنا هنا نستحضر ما قاله السفير الأمريكي في أحد اللقاءات معنا بأنهم أمام نارين “نار الحوثي وخطر القاعدة”.

تتخذ مليشيات الحوثي من شبح “القاعدة” مبررًا لتثبيت مشروعها المدمر في البلاد، وتستغلها كورقة أمام المجتمع الدولي والعالم.

ما رسالتكم للشعب اليمني؟

يجب توحيد الصفوف والخطاب الإعلامي وإدراك جميع القوى والمكونات أننا أمام عدو واحد، ويجب أن نرتب الخصومات لكيلا تشكل عائقا أمام التوحد ضد المشروع الحوثي.

على كل من لديه خصومات مع قوى الشرعية، العلم أننا أمام عدو أكبر سيلتهم الجميع، وعلى كل القوى السياسية أن تكون ضمن التلاحم الذي دشنه العميد طارق صالح لأجل المعركة الوطنية.