واشنطن: سنواصل مهمات الاستطلاع في البحر الأسود لدعم أوكرانيا وكييف نهمة على السلاح.. وأميركا بدأت تسحب من قواعدها بالخارج
(شبكة الطيف) واشنطن
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، أن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا وتعزيز الاحتواء على الجناح الشرقي لحلف الناتو، مشيرا إلى مواصلة التحليق في الأجواء الدولية، على الرغم من حادث المسيرة الأميركية في البحر الأسود.
وقال للصحافيين: “لقد أوضحنا عدة مرات أننا لا نبحث عن صراع مع روسيا. نعتزم مواصلة دعم أوكرانيا، وتعزيز تواجدنا وقدراتنا على الردع على الجانب الشرقي لحلف الناتو”.
كما أكد كيربي، أنه على الرغم من حادث المسيرة الأميركية في البحر الأسود، فإن سلاح الجو الأميركي سيواصل التحليق في الأجواء الدولية.
“لا يغير موقفنا”
إلى ذلك، أكد البيت الأبيض، أن قرار بولندا إرسال مقاتلات ميغ-29 لأوكرانيا “لا يغير” الموقف الأميركي المعارض لإرسال طائرات أميركية الصنع إلى كييف.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن قرار بولندا “لا يغير حساباتنا فيما يتعلق بطائرات إف16” الأميركية الصنع، مضيفا أن الخطوة البولندية “لا تؤثر ولا تغير” ذلك.
من جانب آخر، أعلن كيربي أن محادثة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الصيني شي جينبينغ ستكون “أمرا جيدا جدا” مؤكدا ان الولايات المتحدة “تشجع” مثل هذا الاتصال.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن في نهاية شباط/فبراير انه يتوقع لقاء مع الرئيس الصيني.
فيما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” في مطلع الاسبوع ان شي جينبينغ يعتزم التحدث قريبا إلى نظيره الاوكراني ما سيشكل أول محادثة بينهما منذ الهجوم الروسي لاوكرانيا قبل اكثر من سنة.
على صعيد آخر يبدو أن الطلب الأوكراني “النهم” على المدفعية فاق التوقعات الغربية، وبات يجبر الولايات المتحدة على الغوص في مخازنها بالخارج لمساعدة كييف في الاستعداد للهجوم المضاد الذي تستعد لإطلاقه ضد القوات الروسية هذا الربيع، لاسيما أن بعض حلفاء واشنطن، أضحوا يترددون أو يبدون على الأقل عدم قدرتهم على توفير الذخيرة الكافية لأوكرانيا.
سحب من مخازن خارجية
فقد بدأ الجيش الأميركي يسحب من إمداداته وذخيرته في عدد من المواقع خارج البلاد، لاسيما في إسرائيل وكوريا الجنوبية وألمانيا وغيرها، بحسب ما أكد مسؤولون أميركيون من أجل سد الحاجة الأوكرانية.
كما أوضح هؤلاء فضلاً عن مسؤولين بالكونغرس أن أول سحب للذخيرة من تلك المواقع كان أواخر العام الماضي، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وتضم تلك المواقع، المعروفة بـ”المخازن الجاهزة”، كل شيء من الشاحنات إلى الضمادات لدعم القوات الأميركية في جميع أنحاء العالم.
علماً أن الولايات المتحدة زودت كييف بنحو 160 مدفع هاوتزر، وأكثر من مليون قذيفة أو طلقة من عيار 155 ملم.
حرب المدفعية
إلا أن الحرب الأوكرانية الروسية التي تعتبر أشبه بحرب “مدفعية” استهلكت كميات كبيرة من الذخيرة والقذائف المدفعية، ما فاجأ إلى حد بعيد أكثر المدفعيين خبرة في هذا المجال.
وفي هذا السياق، أكد مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية أن القوات الأوكرانية تستخدم أكثر من 90 ألف طلقة مدفعية شهريًا من عيار 155 ملم.
خطة أوكرانيا لصد هجوم روسي محتمل خلال الربيع
لكن واشنطن لا تزال تسعى جاهدة لضمان حصول كييف على مخزون كاف من ذخيرة المدفعية من أجل الاستعداد للمرحلة التالية من الحرب، لأن قذائف المدفعية ستساعد قواتها بشكل كبير على استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في الفترة الماضية.
يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت سعت أيضًا إلى زيادة إنتاجها المحلي من الأسلحة، لكن تلك العملية قد تستغرق أشهراً طويلة، وهو أمر لن يلعب لصالح كييف.
علماً أنه قبل بدء الحرب الروسية، كانت البلاد تنتج ما يقرب من 13000 قذيفة شهريًا من عيار 155 ملم، وفقًا للجيش الأميركي، لكن الرقم قفز إلى حوالي 20000 جولة هذا العام، وتأمل واشنطن في زيادته إلى 50000 بحلول العام المقبل.
لكن بصرف النظر عن إنتاجها الحالي ومخزوناتها، لا تزال الإدارة الأميركية تسعى للحصول على المزيد من قذائف المدفعية من الدول التي تمتلك مخزونات كبيرة، أو قادرة على إنتاج كميات كبيرة منها من أجل دعم القوات الأوكرانية.