أبوبكر عابدين يكتب :الفوضى الخلاقة وتقسيم السودان

(شبكة الطيف) كتب : أبوبكر عابدين

قال رجل حكيم ذات مرة :(تبدأ الحرية حين ينتهي الجهل لأن منح الحرية والسلطة لجاهل وعميل كمنح السلاح لمجنون لا تحتسب تصرفاته وهذا ما يحدث الآن في السودان)
الوضع الآن أكثر وضوحاً والصورة بائنة لكل ذي بصر وبصيرة، السودان مقدم على تحقيق الهدف الأمريكي في التقسيم..
عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم بدأ تنفيذ فكرة إعادة رسم خريطة العالم الجغرافية وفق المصالح الأمريكية والصهيuنية من جديد.
السودان دولة شاسعة المساحة وتحتوي على ثروات ضخمة في باطن وظاهر أرضه وبالتالي ليس من صالح أمريكا وربيبتها “إسرائيل” في وجود دولة قوية لأنه حينها سيبقى دولة يصعب احتواؤها، وبالتالي يبقى الحل في تقسيم تلك الدولة على أسس عرقية قبلية ولابد من تحريك العملاء المحليين والمحفل الماسوني في الخرطوم والمنطقة لتحقيق الهدف الأمريكي الماسوني.
بدأ السيناريو بخلق حركات مسلحة متمردة ودعمها مالياَ وعسكرياً لخلق الفوضى والاقتتال وعدم الاستقرار
تحقق الهدف الأول بفصل الجنوب بعد استخراج النفط والذي كان يمكن أن يكون مدخلاَ لنهضة سودانية ولعبت “إسرائيل” والعملاء المحليين والإقليميين دوراَ كبيراً في انفصال الجنوب وكانت تلك هي الخطوة الأولى.
الخطوة الثانية وبعد سقوط نظام البشير والإخوان المسلمين والذي كان قد ساهم في تنفيذ المشروع الأمريكي في تحكم صندوق النقد الدولي وفصل الجنوب وسيطرة رأس المال العميل على مفاصل الدولة،
نعم الخطوة الثانية بدأت مع تكوين حكومة عبدالله حمدوك والتي تشكلت من عناصر من خارج البلاد مشكوك في صلتها بالمحفل الماسوني ومعها منظمات أجنبية بدأت برنامج التحاق السودان بالمجتمع الدولي وفق الهيمنة الأمريكية في صياغة القوانين والارتماء في أحضان مؤسسات الحركة الماسونية (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة وبنود قوانينها ومجلس الأمن الدولي (والتوقيع على البندين السادس والسابع) وكليهما يسمح بالتدخل الأجنبي وقد كان و سيكون.
فولكر المندوب الذي أرسل للسودان، كان هو معاون بول بريمر الذي حكم العراق بعد الاجتياح الأمريكي الصهuوني.
نفس السيناريو سيتم في السودان وإشعال الحرب والاقتتال القبلي والعرقي في الغرب وحرق القرى وغيرها من مظاهر الفوضى هي سيناريو مرسوم بعناية للوصول للهدف والذي هو فصل غرب السودان بحكومة من العملاء الذين ينفذون السيناريو الأمريكي بعناية، الآلية الثلاثية والرباعية المكونة من أمريكا وإنجلترا والسعودية والإمارات و”إسرائيل” من تحت الستار كلها تشرف على تنفيذ السيناريو بإشعال نار الحرب والفوضى الخلاقة التي ستحقق الهدف في التقسيم.
نعم الحرب الآن تشعلها عناصر عميلة متمثلة في البرهان وحميدتي واللذان كانت زياراتهما لتل أبيب العاصمة “الإسرائيلية” متواصلة ودعم الكيان الصهuوني بالسلاح والتقنيات الحربية حتى تشتعل الحرب ويتحقق الهدف ومتى ماتحقق سيرمى بهما في سلة المهملات ويتم حرق الورقة ولكنهما لا يتعظان مما حدث للعملاء من قبلهم وعلى رأسهم جعفر النميري والذي كان قد التقى رئيس وزراء “إسرائيل”
إريل شارون سراً واتفق على ترحيل اليهود الفلاشا وقبض الثمن وعندما استنفذ أغراضه تم حرقه بنشر صور اللقاء ثم إسقاطه وكشفته المحكمة مع معاونيه.
الفوضى الخلاقة التي تجري الآن في السودان تجري بعناية من العملاء المحللين والأجانب(برهان وحميدتي وفولكر) ستنتهي بفصل غرب السودان، وبهدها مراحل أخرى سيتم تقسيم السودان إلى خمسة دول يترأسها مجموعة من العملاء الذين سيمكنون الأمريكان من السيطرة على ثروات السودان الباطنة والظاهرة وقد تحدث نهضة عمرانية وتجارية مثلما يحدث في دول الخليج والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية كيفما تريد.
(كاتب سوداني )