«الصحة العالمية» تأمل التوصل لـ«اتفاق تاريخي» حول الجوائح .. وتايوان: استبعادنا من منظمة الصحة «تهديد عالمي»

(شبكة الطيف) واشنطن

شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، (الأحد)، على وجوب التوصل في المفاوضات الجارية حالياً إلى «اتفاق تاريخي» حول الجوائح، من شأنه أن يحدث «نقلة نوعية» في الأمن الصحي العالمي.

وفي افتتاح جمعية الصحة العامة (الجمعية العامة السنوية لمنظمة الصحة العالمية)، قال تيدروس: «لا يمكننا ببساطة الاستمرار كما فعلنا من قبل»، وفق موقع الأمم المتحدة بالعربية.

وبدأت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية مفاوضات ترمي إلى التوصل لاتفاق دولي لضمان عالم أفضل قادر على تجنُّب الجوائح في المستقبل، أو الاستجابة لها بفاعلية أكبر.

ولا تزال العملية في مراحلها الأولية، لكن الهدف منها التوصل لاتفاق بحلول مايو (أيار) 2024، موعد انعقاد جمعية الصحة العالمية المقبل.

وقال تيدروس، في افتتاح الجمعية التي تعقد لمدة 10 أيام، إن الاتفاق الجديد المعني بالجوائح الذي يجري التفاوض حوله الآن يجب أن يكون «تاريخياً» وذلك «لإحداث نقلة نوعية في الأمن الصحي العالمي، وأن يشكّل اعترافاً بأن مصائرنا متداخلة».

وشدد تيدروس على ضرورة أن نستخلص من الجائحة العبر المؤلمة، ومن أهمها «أنه ليس بإمكاننا مواجهة التهديدات المشتركة إلا باستجابة مشتركة».

من جهة أخرى قال وزير الصحة التايواني هسو جوي – يوان، (الأحد)، إن استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية نتيجة ضغوط مارستها الصين يُشكل تهديداً للصحة في العالم. وأضاف الوزير خلال مشاركته في مناسبة نظمها نادي الصحافة السويسري في جنيف أن «استبعاد تايوان من منظمة الصحة العالمية لا يُعرّض للخطر فحسب الحق في الصحة لـ23.5 مليون شخص هم سكان تايوان، بل يُقوّض أيضاً جهود منظمة الصحة العالمية من أجل صحة الجميع».

وجاء كلام الوزير قبيل افتتاح الجمعية العالمية للصحة، بعد ظهر (الأحد)، والتي تجمع كل عام ممثلين للدول الأعضاء، وتُعقَد مرة جديدة دون مشاركة تايوان. وخسرت تايوان في 2016 صفة مراقب في الجمعية العالمية للصحة بضغط من بكين التي ترى أن الجزيرة جزء لا يتجزأ من أراضيها.

ووجهت نداءات عدة داخل المجتمع الدولي للسماح لتايوان بالمشاركة في الجمعية بصفة مراقب، وخصوصاً منذ أن أظهر وباء «كوفيد – 19» ضرورة التعاون العالمي للتصدي للأمراض المعدية. وأكد الوزير التايواني أن استبعاد تايوان سيحول دون تقاسم سريع وفاعل للمعلومات، الأمر الذي لا غنى عنه للوقاية من الأمراض المعدية أو للرد بشكل فاعل على خطر أي جائحة مقبلة. وأضاف «أخشى أن تصبح تايوان ثغرة الوباء المقبل»، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيكون «له تأثير رهيب على العالم أجمع». وقبل التئام الجمعية العالمية للصحة الـ76، حذَّرت واشنطن من التداعيات السلبية لغياب تايوان. وقالت البعثة الدبلوماسية الأميركية في جنيف عبر «تويتر» إنه «في وقت لا نزال نواجه تهديدات ناشئة تطال الصحة في العالم، فإن استبعاد تايوان من المنتدى العالمي للصحة يُعرّض للخطر التعاون العالمي الجامع في مجال الصحة العامة بقيادة منظمة الصحة العالمية». من جهتها، شددت وزارة الخارجية الصينية في تغريدة، على معارضتها للجهود الهادفة إلى إعادة ضم تايوان بصفة مراقب إلى الجمعية العالمية للصحة، مؤكدة أن هذا الأمر «يهدف في الواقع إلى توسيع الفضاء الدولي لصالح استقلال تايوان». ونبَّهت الخارجية إلى أن «أي محاولة للعب بورقة تايوان بهدف احتواء الصين لن تؤدي إلى أي مكان». واستُبعدت تايوان من منظمة الصحة العالمية عام 1972، بعد عام من خسارة مقعدها في الأمم المتحدة لصالح بكين. وسُمح للجزيرة بالمشاركة بصفة مراقب في الجمعيات السنوية لمنظمة الصحة العالمية بين 2009 و2016، في ظل تراجع التوتر مع الصين. لكن بكين كثّفت ضغوطها على تايوان منذ تولّت الرئيسة «الانفصالية» تساي إنغ – وين الحكم في الجزيرة، وخصوصاً أنها ترفض الإقرار بأن الجزيرة تبقى جزءاً لا يتجزأ من الصين «الشيوعية».