أول رائدي فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة استغرقت 16 ساعة

(شبكة الطيف) فلوريدا

التحمت مركبة «دراغون2» التي تقل رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، مع رائدين آخرين، بمحطة الفضاء الدولية بعد رحلة استمرت 16 ساعة.

وانطلقت رحلة طاقم مهمة «AX-2» منتصف ليل الأحد-الاثنين ووصلت في الرابعة والربع عصر الاثنين بتوقيت السعودية.

وحملت «دراغون 2»، على متنها 4 رواد فضاء، هم؛ ريانة برناوي، أول رائدة فضاء سعودية، وعلي القرني، أول رائد فضاء سعودي يتجه للمحطة الدولية، والأميركيَّان بيغي ويتسون، وجون شوفنر، في مهمة تستمر 10 أيام.

ويجري الرواد خلال المهمة 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، تُسهم في التوسع العلمي والأبحاث بجميع تخصصاتها، ويكون لها مردود في تطوير كثير من البرامج والأبحاث. كما تشمل مهامهم التواصل مع جمهور منتقى على الأرض للترويج لأبحاث الفضاء وعمل المحطة الدولية.

وانطلق صاروخ «فالكون 9» من إنتاج «سبيس إكس» الذي يقلّ ريانة برناوي وعلي القرني من مركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأمريكيّة. وبيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» التي توجهت إلى المحطة الدولية 3 مرات من قبل وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأمريكي جون شوفنر الذي سيقود المركبة.

وسيمضي هذا الطاقم عشرة أيام على متن المحطة.

وقالت برناوي التي درست العلوم، في مؤتمر صحفي خلال الأسبوع الجاري «من دواعي سروري وشرف كبير لي أن أكون أول رائدة فضاء سعودية وأن أمثل المنطقة».

وأكدت أنها متحمسة للتحدث مع أطفال من محطة الفضاء الدولية. وقالت إن «رؤية وجوههم عندما يشاهدون رواد فضاء من منطقتهم للمرة الأولى أمر مثير للاهتمام».

وفي حياته العادية، يعمل القرني طياراً حربياً. وقال «كان لديّ دائماً شغف لاستكشاف المجهول وتأمل السماء والنجوم»، معتبراً أن «هذه فرصة رائعة بالنسبة إليّ لمتابعة هذا الشغف والتحليق بين النجوم هذه المرة».

وكانت السعودية أرسلت أحد مواطنيها إلى الفضاء في الماضي، بينما شارك الأمير السعودي سلطان بن سلمان في مهمة أمريكية عام 1985.

وأنشأت المملكة هيئة الفضاء السعودية في 2018 وأطلقت العام الماضي برنامجاً لإرسال رواد فضاء إلى الفضاء.

ويفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة نحو 20 تجربة أثناء إقامتهم تتعلق واحدة منها بدرس سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن.

وسينضم هؤلاء إلى رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم 3 روس وثلاثة أمريكيين ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الذي أصبح الشهر الفائت أول مواطن عربي يسير في الفضاء.

وهذه المهمة المسماة «ايه اكس-2» (Ax-2)، هي الثانية المنبثقة من شراكة بين وكالة الفضاء الأمريكية و«أكسيوم سبيس» التي توفر رحلات فضائية مماثلة لقاء ملايين الدولارات.

وتتولى الشركة تدريب رواد الفضاء المبتدئين واستئجار وسائل نقل وتسهيل فترة إقامتهم في الفضاء.

وكانت مهمة أولى أُطلق عليها «ايه اكس- 1» (Ax-1) نقلت في نيسان/ابريل 2022 ثلاثة رجال أعمال ورائد فضاء سابق هو مايكل لوبيز-أليغريا لقضاء أسبوعين في محطة الفضاء الدولية.

وأشار بعض رواد الفضاء الموجودين في محطة الفضاء الدولية إلى أنهم اضطروا لتخصيص قسم من وقتهم الثمين للاهتمام بهؤلاء السيّاح.

وسيكون هيكلها متصلاً بدايةً بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن يُفصل عنها ويصبح مستقلاً.

وتعتزم ناسا وقف العمل بمحطة الفضاء الدولية بحلول عام 2030، وإرسال روادها إلى محطات خاصة.

وتعهدت روسيا أخيراً بتمديد مدة العمل في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2028، بعدما هددت بالانسحاب منها عقب بدء الحرب في أوكرانيا، ما أثار تساؤلات في شأن استمرار المحطة.

على غرار الولايات المتحدة، يلتزم الشركاء الدوليون الآخرون في المحطة، وهم اليابان وكندا ووكالة الفضاء الأوروبية، مواصلة عملياتهم في محطة الفضاء الدولية حتى العام 2030.