حوت من فجر التاريخ.. العثور على أضخم مخلوق عرفته الأرض .. والقصّر في الصين يُحرمون من الإنترنت ليلاً بالقانون

(شبكة الطيف) بكين – ليما

سيُمنع الصينيون الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً قريباً من استخدام الإنترنت ليلاً على هواتفهم الذكية، فيما سيصبح الوقت اليومي الذي يمضونه على الشبكة محدوداً، بموجب قانون جديد لمكافحة الإدمان على الإنترنت كُشف النقاب عنه اليوم الأربعاء.

وينص القانون، الذي يُفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الثاني من سبتمبر بعد جلسة استشارية عامة تنظيمية، على منع أي قاصر من استخدام الإنترنت عبر أي جهاز محمول بين الساعة العاشرة مساء والسادسة صباحاً.

بالإضافة إلى ذلك، سيُحّمل عبر الهواتف نظام يحدّ من الوقت اليومي الذي يمضيه القصّر وهم يتصفّحون شبكة الإنترنت عبر الهواتف الذكية، إذ يحق لمَن تراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً باستخدام الإنترنت لساعتين، مقابل 40 دقيقة فقط للأطفال دون الثامنة.

وهذه القواعد الجديدة التي اقترحتها إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية سيتم تنفيذها من خلال وسائل تقنية هي من بين أكثر الإجراءات صرامة في العالم في هذا الخصوص.

ويمكن للآباء إيقاف تشغيل هذه الميزات في حال رغبوا في ذلك.

وبحسب إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، تتيح هذه الإجراءات الجديدة “إيجاد بيئة إنترنت آمنة وصحية للقصّر”، في أعقاب إجراءات أخرى اتخذتها السلطات الصينية خلال السنوات الأخيرة “للحد من استخدام القصّر للإنترنت”.

وكانت الصين أصدرت خلال السنوات الأخيرة قوانين كثيرة ترمي إلى هذا الهدف.

ومنذ العام 2021، حدّت من الوقت الذي يمكن للأطفال أن يقضوه يومياً وهم يلعبون عبر الإنترنت. كما جمّدت الموافقة على ألعاب فيديو جديدة لتسعة أشهر، ما زعزع شركات تكنولوجية كثيرة أبرزها “تنسنت”.

من جهة أخرى وصف علماء اليوم الأربعاء، حفريات كشفوا عنها في بيرو، لحوت من نوع “بيروسيتس” العملاق الذي عاش منذ نحو 38 إلى 40 مليون عام خلال الحقبة الفجرية (الإيوسينية)، وهو مخلوق يشبه نوعا ما في تكوينه خروف البحر وربما تكون كتلته قد تجاوزت كتلة الحوت الأزرق الذي يُعد منذ مدة طويلة أضخم حيوان مسجل في التاريخ، بأنه حوت من فجر التاريخ.

وقدر الباحثون أن حوت بيروسيتس طوله 20 مترا ووزنه يصل إلى 340 طنا، وهي كتلة تتجاوز أي حيوان معروف آخر، بما في ذلك الحوت الأزرق المعاصر وأضخم الديناصورات. ويعني الاسم العلمي بيروسيتس “الحوت البيروفي العملاق”.

من جانبه، قال جيوفاني بيانوتشي عالم الأحياء القديمة بجامعة بيزا في إيطاليا والمعد الرئيسي للبحث المنشور في دورية (نيتشر) العلمية “السمة الرئيسية لهذا الحيوان بكل تأكيد هي وزنه الضخم الذي يشير إلى وجود كائنات لديها سمات تفوق خيالنا”.

أضخم من الديناصورات

ويبلغ تقدير أصغر حجم لبيروسيتس 85 طنا، والمتوسط 180. وبلغ وزن أكبر حوت أزرق معروف نحو 190 طنا، على الرغم من كونه أطول من بيروسيتس، إذ سجل طوله 33.5 متر. وقدرت دراسات وزن الديناصور أرجنتينوصور (أرجنتينوسوروس) الضخم بنحو 76 طنا. وهو ديناصور آكل للعشب طويل العنق وله أربعة أرجل عاش في الأرجنتين منذ نحو 95 مليون عام وصُنف في دراسة منشورة في مايو أيار على أنه أضخم ديناصور على الإطلاق.

واستُخرج الجزء الذي عُثر عليه من الهيكل العظمي لبيروسيتس من صحراء على ساحل جنوب بيرو، وهي منطقة تزخر بحفريات الحيتان، وشمل الهيكل العظمي 13 فقرة وأربعة أضلع وعظمة من الحوض. وكانت العظام الضخمة للغاية شديدة الكثافة وسليمة. وهذه السمة غير موجودة في الحوتيات التي تضم الحيتان والدلافين وخنازير البحر، لكنها موجودة في الخيلانيات، وهي مجموعة أخرى من الأحياء المائية وتضم خراف وبقر البحر.

وقُدرت الكتلة الهيكلية فحسب لحوت بيروسيتس عند ما بين خمسة وثمانية أطنان، وهي أكبر مرتين على الأقل من الكتلة الهيكلية للحوت الأزرق.

عملاق مسالم!

ولم يُعثر على بقايا من الجمجمة أو الأسنان، مما يُصعّب تفسير الحمية الغذائية أو نمط حياة بيروسيتس.

فيما يظن الباحثون أن بيروسيتس عاش مثل الخيلانيات، أي أنه لم يكن مفترسا نشطا، وإنما كان حيوانا يتغذى بالقرب من قاع المياه الساحلية الضحلة.

وقال أوليفييه لامبرت عالم الأحياء القديمة بالمعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية في بروكسل “بسبب هيكله العظمي الثقيل، وعلى الأغلب، جسده الشديد الضخامة، كان هذا الحيوان سباحا بطيئا بشكل قاطع. يبدو هذا لي، عند هذه المرحلة من معرفتنا وإدراكنا، أنه نوع من العمالقة المسالمين، كخروف بحر ضخم الحجم بعض الشيء. لا بد أنه كان حيوانا مهيبا، لكنه ربما لم يكن مخيفا للغاية”.

وقال بيانوتشي “ربما كان آكلا للعشب مثل الخيلانيات، لكن هذه ستكون الحالة الوحيدة بين الحوتيات. ربما تغذى على الرخويات والقشريات في القيعان الرملية مثل الحوت الرمادي المعاصر. أو ربما كان يتغذى على جيف الفقاريات، على غرار بعض أسماك القروش الضخمة الموجودة حاليا”.

وتشير السمات الهيكلية إلى أن بيروسيتس تربطه صلة بباسيلوصور (باسيلوسوروس)، وهو حوت آخر عاش في فجر التاريخ ويماثله في الطول لكنه أصغر منه حجما. لكن باسيلوصور كان مفترسا نشطا له جسد أكثر خفة وفك قوي وأسنان ضخمة.