بقلم الدكتور حسين العاقل ..
الطريقة المفاجئة التي وصل بها الرئيس التوافقي لنظام سلطة الاحتلال اليمني، عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة الجنوبية عدن يوم الثلاثاء الماضي الموافق 22 سبتمبر 2015م، وقيامه بجولة استعراضية لبعض المرافق المدمرة والمصابة بحالات الشلل وأزمات التعثر في تأدية مهامها، ومن ثم مغادرته من مطار عدن الدولي إلى نيويورك لحضور الدورة السنوية الــ 70 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، لا يمكن تفسير ابعادها ومراميها بحسب وجهة نظري إلا بما يلي:-
1- ايهام وخداع الرأي العام الإقليمي والدولي على أن عدن يمنية وما زالت العاصمة الاقتصادية والتجارية للجمهورية اليمنية، وما يطالب به أبناء شعب الجنوب في نضالهم لتحرير أرضهم من احتلال واستبداد واستعادة دولتهم المستقلة وعاصمتها السياسية عدن، إنما هو مجرد هراء لا يستحق اهتمام الرأي العام الدولي، ويمكن للمجتمع الدولي تجاهل تلك المطالب المشروعة، والاستخفاف من تضحيات قوافل الشهداء وما سفكت من أجلها دماء الجرحى، سواء كان ذلك في مرحلة النضال السلمي للحراك الجنوبي من (مارس 2007 – مارس 2015) أو خلال نضاله العسكري للمقاومة الجنوبية الباسلة من شهر مارس – حتى يومنا هذا من عامنا الجاري..
2- تضليل الرأي العام بأن الرجل ما زال هو صاحب القرار والرئيس الأعلى لما يسمى بالجيش الوطني المزعوم، وأن المقاومة الجنوبية خاضعة وتابعة لشرعيته، وليس لها علاقة بأهداف قضية شعب الجنوب السياسية والتحررية. مع أن المجتمع الدولي يدرك ويعلم علم اليقين بأن شرعية الرئيس هادي، قد انتهت وتجاوزت مدتها ، وفقدت شروطها ومعاييرها السياسية والقانونية.
3- عودته من الرياض إلى عدن وقيامة بتلك الزيارات لبعض المرافق وما احيط به من بهرجة إعلامية وتهويلات صحفية، يعتقد هو: بأنها دليل كاف لأقناع المجتمع الدولي، على أنه يحظى بمكانه شعبية واسعة ليس باعتباره جنوبي الهوية والانتماء، ولكنه في الأساس رئيس لنظام السلطة القبلية والعسكرية في الجمهورية اليمنية، غير المرغوب فيه من قبل مراكز القوى السياسية والتقليدية فيها..
هذه التفسيرات وغيرها على الرغم من خطورة ابعادها السياسية على قضية شعب الجنوب العادلة، إلا أن هناك أمل وتفاءل لدى قطاع واسع من أبناء الجنوب ومناضليه الأحرار ومن أبطال مقاومته الباسلة، على أن الأشقاء في دول التحالف العربي الذين كان لهم الفضل بعد الله في تقديم الدعم السخي اللوجستي والمعنوي للمقاومة الجنوبية، ومساندتهم لها في تحقيق تلك الانتصارات العظيمة، سوف تتفهم بمشيئة الله تعالى لأهداف قضية شعب الجنوب التحررية، وسيكون ابن الجنوب المناضل عبد ربه منصور هادي، الرجل الذي جادة له الأقدار ليخلص شعبه ووطنه من ويلات الاحتلال وطرد الغزاة ومن تحقيق مطالب شعبه المكافح في استعادة دولتهم كاملة السيادة، وحينها سيظل الرمز الحقيقي الجدير بالاحترام والتقدير في مسيرة تاريخ الحاضر والمستقبل لشعبنا الجنوبي.. وسيبقى الدور المشرف لمواقف الملوك والأمراء والرؤساء في دول التحالف العربي بصفة خاصة وشعوبهم بصفة عامة، مثالا للفخر والاعتزاز، ومتوجين بأسمى معاني الإجلال من قبل أبناء شعب الجنوب جيلا بعد جيل.. هذا والله ولي الهداية والتوفيق..
د. حسين مثنى العاقل 28 سبتمبر 2015م….
القادم بوست