حوار صحفي. مع الاستاذ عبد السلام قاسم مسعد – رئيس مكتب الادارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في امريكا وكندا

(شبكة الطيف ) ٤ مايوم :نسمة صلاح
اجرت صحيفة الرابع من مايو حوار مع الاستاذ عبد السلام قاسم رئيس مكتب العلاقات العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي في امريكا وكنداء ، ولأهمية هذا الحوار شبكة الطيف الاخبارية تعيد نشره .

١- هل ترون بأن هناك مدخل سياسي يلبي مطالب شعب الجنوب من خلال دعم المبادرة الأمريكية الأخيرة بخصوص وقف الحرب في اليمن التي وردت على لسان وزيرا الدفاع ماتيوس والخارجية بومبيو في حالة أجريت عليها بعض التعديلات ؟؟

بعد حوالي اربع سنوات من سيطرة الحوثي على صنعاء بمساعدة صالح وتقاعس وانهزامية الدولة والحكومة اليمنية وبداء عاصفتي الحزم والامل للتحالف العربي ونضال المقاومة وبدعم دولي كامل في مواجهة الانقلابيين إلا ان ذلك كله لم يلحق الهزيمة التامة بتحالف الحوثي وصالح إلا في جنوب اليمن فقط و في جزء من محافظتي مارب والجوف .

الحرب الحقت ضررا كبيرا في البنية التحتية وذهب ضحيتها الآلاف قتلى وجرحى وتشريدا ، بيتهم اطفال ونساء وكبار السن وشباب كانوا يحلمون بمستقبل افضل وحياة كريمة ، وتسببت الحرب بكوارث انسانية ، مجاعات وامراض واوبئة وتدهور في التعليم وانتشار الجريمة واصبح العالم يصنف الوضع بانه اسواء حالة انسانية يشهدها العالم في الوقت الحاضر ويوم امس ووصف الرئيس ترامب الحرب في اليمن بانها ( فظيعة ).

لذلك كله تعالت في العالم المناداة بل والبدء في خطوات جادة لانهاء الحرب في اليمن ، وقد بدات مشاورات في مجلس الأمن الدولي في هذة الاثناء نحو اتخاذ قرارا جديدا يستهدف وضع حدا للحرب وتامين امن دول المنطقة وحل اشكاليات هيكل الدولة ومعالجة الحالة الانسانية . العالم لم يعد قادرا على تحمل السكوت عن النتائج الكارثية التي تسببها الحرب وتحمل مترتباتها على الضمير الانساني والامن والسلام العالمي .

من الواضح ان الولايات المتحدة الامريكية بعد مبادرة وزير الدفاع ماتيس وتصريح وزير الخارجية بومبيو قد اخذت زمام المبادرة لتقود حملة دولية جادة لانهاء الحرب في اليمن ولها قبول دولي ،

في الجنوب كنا ولا زلنا شركاء في تلك الحرب المفروضة علينا والتي القت بضلالها على الوضع المأساوي الذي يعيشه شعبنا في الجنوب ، وفقدنا خيرة ابنائنا في معارك الشرف والكرامة ولهذا لنا مصلحة حقيقية في ان تضع الحرب اوزارها ونتفرغ لاعادة الاعمار وتحسين معيشة الشعب وتقدمه.

في المبادرة الامريكية افكار جديدة وجديرة في التعاطي معها خصوصا وانها لم تتحدث عن المرجعيات الثلاث التي اصمت بها ماتسمى بالشرعية آذاننا ، المبادرة تتحدث عن حكم ذاتي ( تعطى المناطق التقليدية لسكانها الاصليين لكي يكونوا المجتمع في مناطقهم. لا حاجة للسيطرة على اجزء اخرى من البلاد ) ويفسر هذا بانه تكريس لسلطة الامر الواقع ، نحن في المجلس الانتقالي الجنوبي المبادرة الامريكية تعنينا كثيرا وتحتاج منا الى وضع استراتيجتنا بالتناسب معها ومع الحراك السياسي الدولي الرامي الى انهاء الحرب واحلال السلام ، الامر يحتاج منا الى وضع الترتيبات للمتغير الدولي الجديد تجاة اليمن ومنها لسير في الحوار الذي اطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي الى نهايته الوطنية بما يعزز من وحدة الصف الجنوبي علينا . ترتيب اوراقنا السياسية وتكثيف تحركاتنا الخارجية ، نحتاج الى خطاب سياسي واعلامي يخاطب الداخل والخارج معا ويتعاطى بديناميكية مع المتغيرات المتسارعة .

٢-هل استطاع مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي في واشنطن اذابت الجليد تدريجيًا وايصال مطالب شعب الجنوب لدوائر صنع القرار الأمريكي بكل وضوح؟؟

ما يميز المجلس الانتقالي الجنوبي هو انجازه السريع في بناء هيكله التنظيمي على مستوى الداخل وتمدده لفتح مكاتب في الخارج وتحديدا في الدول الهامة كامريكا وكندا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي وروسيا وممثلين له في عدد من الدول العربية حيث اصبح للمجلس الانتقالي ممثلين واصوات مسموعة في الخارج .

مكتب الانتقالي في امريكا وكندا حقق انجازات كثيرة بعد تثبيت وجوده القانوني ، واستطعنا ان نوصل القضية الجنوبية واوضاع شعبنا المختلفة الى كل دوائر صنع القرار الامريكي الرسمية ومراكز البحوث والدراسات ووسائل الاعلام وكذلك الى البرلمان الكندي والمؤسسات الكاديمية الكندية، ونتبادل معهم ما يخص الشان الجنوبي وشأن المنطقة بشكل عام ، وتواصلنا ولقائنا المباشر مستمر مع بعثات الدول الاعضاء بمجلس الامن الدولي ومع منظمات حقوق الانسان ، في كل نشاطنا لا نعرض قضيتنا الجنوبية من الناحية السياسية وكسب الدعم والتاييد لها فحسب بل ونعرض الوضع الانساني والخدمي المزري الذي يعيشه شعبنا جراء فشل الحكومة وفسادها .

استطعنا ولاول مرة ان نقيم ندوة سياسية خاصة حول القضية الجنوبية داخل مبنى الكونجرس الامريكي بتصريح رسمي ، عرضنا فيها القضية الجنوبية وبحضور سياسيين وممثلي عدد من اعضاء الكونجرس واعلاميين تعرفوا على قضيتنا واجبنا على تساؤلاتهم ، كما اكتسبنا عضوية الإتلاف الامريكي الشرق اوسطي ونشارك بفعالية في انشطته وسنحت لنا فرصة للتحدث في ندوة اقامها التحالف داخل مبنى الكونجرس ايضا

بحكم التعتيم الاعلامي والسياسي خلال السنوات الماضية لم تكن القضية الجنوبية معروفة في الوسط السياسي والاعلامي والاكاديمي الا في حدود نادرة جدا ، الان اصبحت حاضرة في كل مكان واسم المجلس الانتقالي يتردد في الندوات والصحف والمناقشات وفي الادارة الامريكية ونلتمس تفهما ايجابيا لقضيتنا خصوصا بعد تحرير الجنوب من غزو تحالف الحوثي وصالح ودحر الاطماع الايرانية في الجنوب .

العوامل التي اكسبت المجلس الانتقالي الجنوبي مكانة مرموقة هي شعبيتة الواسعة وتعاظم دورة ودور قوات المقاومة الجنوبية في مكافحة الارهاب كالقاعدة وداعش وشراكته مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة في تحرير الساحل الغربي والحديدة وصعدة ، كل ذلك اكسب المجلس الانتقالي مكانة مميزة في الوسط االسياسي والاعلاميى .

لقدحققنا نجاحات ملموسة وفي وقت قصير جدا كما اكتسبنا علاقات جيدة وخبرات جيدة وامامنا مهام كثيرة مناطه بنا حتى يتحقق النصر لشعبنا.

٣-ماهي اهم المعوقات التي تواجه عملكم ؟؟

العمل السياسي والدبلوماسي في امريكا خصوصا ليس بالامر اليسير مثلما اعتدنا عليه في بلداننا العربية ، بل فيه من التعقيد امورا كثيرة ، كان لا بد من فهم الآليات التي تدار بها العلاقات السياسية ومعرفة مراكز صنع القرار والادوات المؤثرة فية ، لقد بذل طاقم المكتب بحكم الخبرات المكتسبة لديهم جهودا كبيرة حتى تمكنا من فهم الامور وطرق الابواب التي فتحت لنا تباعا وتجاوزنا هذا المعوق الرئيس.

في الحقيقة لا تعد امامنا معوقات لجهة التعامل مع الجهات الرسمية ومراكز صنع القرار لا في امريكا ولا في كندا ولدى المكتب خبرات كبيرة في العمل السياسي والدبلوماسي ويبذلون جهود استثنائية لدوافع وطنية صرفة والابواب لدينا مفتوحة ، ربما نواجة احيانا بعض الصعوبات فيما يخص سرعة التجاوب معنا من قبل بعض الجهات المعنية في الداخل وشحة الامكانيات .

٤-ماهي أولويات عملكم في مكتب العلاقات الخارجية في امريكا وكندا للمرحلة القادمة ؟؟

عملنا في مكتب الادارة العامة للشؤون الخارجية في امريكا يتصف بالديناميكية ومجارات الاحداث والتطورات سواء كانت المحلية او الاقليمية والدولية ذات الصلة بوطننا والتعاطي معها وتوجيه نشاطنا معها لما يخدم قضية شعبنا ، لكن يظل كسب الدعم والتاييد لقضية شعبنا في استعادة سيادته الوطنية وبناء دولته الحرة والمستقلة اهم اولوياتنا ومن اجل ذلك نتجه في تركيز جهودنا لتحقيق هذة المهمة المركزية لعملنا .ومن المهم ان اشير الى ان النجاحات والخطوات الوطنية في الداخل تشكل بالنسبة لنا مصادر مهمة لتعزيز جهودنا لخدمة قضيتنا .

٥-كيف تقيمون الاداء السياسي للمجلس الإنتقالي بصفة عامة: وهل انتم راضون عن ماتم انجازه إلى الان؟!

جاء تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كضرورة وطنية بعد اخفاقات عديدة لايجاد حامل وطني جنوبي للقضية الوطنية الجنوبية وفي ظل ظروف سياسية وامنية بالغة التعقيد كما كان تشكيل اي اطار جنوبي حاجة دولية ايضا يسهل التعامل الدولي معه عند مناقشة الحل للقضية الجنوبية .

اليوم اصبح المجلس الانتقالي الجنوبي بعد ان استكمل بناءة المؤسسي داخليا وخارجيا وبما يكتسبة من تأييد والتفاف شعبي كبير وخبرة سياسية ، اصبح رقم سياسي محلي ودولي يصعب تجاوزه رغم محاولات ما تسمى بالشرعية وحزب التجمع اليمني للاصلاح لتشويهه او التقليل من مكانته او وصفه بالعمالة لايران اوبكونه غير شرعي كما يدعون . بل اصبح معترفا به دوليا ومعه تتم اللقاءات والمشاورات وبحث افاق الحلول السياسية لايقاف الحرب واحلال السلام ، وفي الغالب ينظر بانه سلطة الامر الواقع في الجنوب دون غيره .

المجلس الانتقالي الجنوبي لا شك بحكم نشأته الحديثة ورغم انجازاته الكبيرة تكتنف نشاطاته بعض الصعوبات والنواقص وهو معني بالاهتمام بها والاستماع الى النقد الموضوعي ووضع الحلول لها وخصوصا مسالة الحوار الوطني والاستفادة القصوى من الخبرات الجنوبية المكتسبة في مختلف المجالات فالانسان هو اثمن رأسمال .

تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي لا زالة حديثة وتحتاج الى وقت حتى يتم تقييمها ولكن نجاحاته اكبر من عمر تاسيسه.

٦- يعتبر ملف محاربه الإرهاب من أهم الملفات التي تهتم بها الإدارات الأمريكية المتعاقبة وتعطيها أولوية قصوى :فهل يوجد صدى اعلامي وسياسي في امريكا للانتصارات التي تحققت على أيادي قوات النخبة والأحزمة الأمنية الجنوبية ضد المنظمات الإرهابية القاعدة وداعش واخواتها؟؟

الولايات المتحدة الامريكية تتصدر الحملة الدولية لمكافحة الارهاب حيث تعتبر الارهاب حيثما كان يشكل خطرا حقيقيا على امنها القومي وتنظر الى اليمن كبؤرة لتواجد القاعدة وداعش بحكم الاضطرابات السياسية وتركيبة المجتمع وتخلف وضعف عجلة التنمية وجغرافيتها المعقدة
، امريكا تشن حربا مستمرة على الارهاب ، وفي إطار هذة الحرب تقر الدوائر المختصة بمكافحة الارهاب بالدور الايجابي والمميز لقوات المقاومة وقوات مكافحة الارهاب الجنوبية المتسم بالجدية والصرامة والاقدام في مكافحة الارهاب ، واصبح ينظر الى المجلس الانتقالي كحليف موثوق في مجال مكافحة الارهاب بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في هذا المجال في كل محافظات الجنوب بدعم لوجستي وبدعم مباشر من دولة الامارات العربية المتحدة .

٧-يوجد في امريكا جالية جنوبية كبيرة ومؤثرة لها إسهامات مهمه في إظهار القضية الجنوبية وكذلك في دعم الاعمال الخيرية والنضالية في الداخل الجنوبي :فمامدى حجم التنسيق بين مكتب الانتقالي والجالية الجنوبية في امريكا؟؟

في البدء لابد ان اسجل كل الاحترام والتقدير وكل عبارات الثناء لكل ابناء الجالية الجنوبية في امريكا وكندا الذين في كل وقت وحين يحملون القضية الجنوبية على ظهورهم وفي عقولهم وقلوبهم في حلهم وترحالهم . وفي بداية السؤال جاء وصفهم بعبارات دقيقة ومنصفة اتفق معها.

لم يدّخرو جهدا ولم يبخسوا بمال من عرق جبينهم دعما للقضية واسر الشهداء والجرحى والاعمال الخيرية والتضامنية رغم قساوة العمل والبعد والحنين ، الكثير يحملون الجنسية الامريكية والكندية لكن ذلك لم يبعدهم ولو قيد انملة عن مشاركة الشعب الجنوبي هم القضية الوطنية المشتركة، يشاركون الشعب الجنوبي كل الهموم ، وفي امريكا وكندا هم الصوت العالي والقوة الاساسية التي يستند اليها مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي. هم الداعمين الاساسيين للمجلس ومؤيدين لكل خطواته ، ولديهم المجال واسع لخدمة القضية الجنوبية سياسيا واعلاميا، والايام القادمة ستشهد تنسيقا اكبر لتظافر الجهود من اجل مشاركة اوسع لدعم القضية الجنوبية ونصرتها .

كلمة اخيرة تريد ان توجهها ولمن ؟

اود ان اتقدم باسم ابناء الجالية الجنوبية في امريكا وكندا وباسم مكتب الادارة العامة للشؤون الخارجية وباسمي شخصيا الى جماهير شعبنا والى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس اللواء عيدروس قاسم الزبيدي بالتهاني النضالية بمناسبة ذكرى ثورة. 14 اكتوبر وحلول ذكرى الاستقلال الوطني ، من هاتين المناسبتين الوطنيتين نستلهم عبر الكفاح الوطني وتمثُّل تضحيات ابطالها والقيم والاخلاق النبيلة في السلوك والفداء والزهد والتضحية .

انتصرت ثورة. 14اكتوبر وتحقق الاستقلال الوطني بتضحيات جسام وموقف الشعب الذي قدم الدعم الكامل والمساندة للمناضلين حتى النصر . وللاسف تبددت تلك الانتصارات بسبب اختلافات ثانوية كلفتنا كثيرا من انقسامات ومواجهات داخلية مسلحة وفي الاخير فقدنا دولتنا وسيادتنا الوطنية وكدنا نفقد هويتنا الوطنية فضلا عن الخسائر الكبرى في فقدان وازهاق ارواح القيادات والكوادر والخبرات واروح الابريا ، وهذا ما يجيب علينا استلهام تلك الدروس التي كلفتنا غاليا والانكررها ، ونعمل قولا وفعلا على تجسيد مبداء التصالح والتسامح والاحتكام دائما الى العقل والحوار والمصالح الوطنية العليا لحل اي اشكاليات وتلك هي مفاتيح تحقيق الانتصار والحفاظ علية من الضياع مرة اخرى .