اتحاد الرشاد السلفي

حزب سياسي يمني، هو أول تجمع سياسي لسلفيين في اليمن يخوضون من خلاله العمل الحزبي والسياسي بصفة رسمية، منذ اعتماد الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية مع إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990.
النشأة والتأسيس
أعلن عن حزب اتحاد الرشاد السلفي بقيادة محمد موسى العامري يوم 15 يوليو/تموز 2012، بعد حصوله على ترخيص قانوني من لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية بتاريخ 24 يونيو/حزيران2012.
جاء الإعلان عن الحزب بعد الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح، وعقب مشاورات عقدتها مختلف التيارات السلفية، خاصة من الحركتين المعروفتين بنشاطهما الدعوي والخيري “الحكمة” و”الإحسان” وقيادات أخرى مستقلة.
التوجه الأيديولوجي
حدد الحزب -حسب موقعه الرسمي على الأنترنيت- رؤيته في العمل السياسي، في العمل على تحكيم شرع الله وإصلاح المجتمع، وتحقيق نهضة اليمن.
حدد جملة مبادئ ينطلق منها في عمله السياسي، منها: أن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هما مرجعية المجتمع والدولة، وأن الإسلام دين و دولة، عقيدة وشريعة، ومنهج حياة، ونظام شامل صالح لكل زمان ومكان، وأن الشورى أساس نظام الحكم، وهي حق للشعب في اختيار حكامه، وإدارة شئونه، ولا يحق لأحد تعطيلها.
أكد في مبادئه على أن الحاكم نائب عن شعبه في تحقيق مصالحه ورعاية شؤونه، وللشعب حق تعيينه ومراقبته ومحاسبته وعزله، وأن النساء شقائق الرجال، والأصل المساواة بينهما في التكاليف والحقوق والواجبات، إلا في حدود ما قررته الشريعة الإسلامية لكل منهما لتحقيق التكامل بينهما لاستقامة الحياة.
حدد حزب اتحاد الرشاد السلفي 13 هدفا للعمل من أجل تحقيقها، منها أن تكون الشريعة الإسلامية هي المرجعية المطلقة والحاكمة للدولة والمجتمع، وأن تستأنف الحياة الإسلامية في مختلف ميادين الحياة، وأن يتجسد حق إرادة الأمة في تملك قرارها واختيار حكامها وممثليها ومحاسبتهم بالطرق السلمية المشروعة.
ومن مبادئه أيضا، تحقيق سيادة الدولة وسيطرتها على جميع أراضيها، وتعزيز الوحدة والألفة بين مكونات المجتمع، جعل القضاء سلطة مستقلة ونزيهة، السعي لتوفير الحياة الكريمة للمواطن، ترشيد دور القبيلة اليمنية والمحافظة على أعرافها الحميدة وتقاليدها الإيجابية، والقضاء على عاداتها السلبية في إطار سيادة الشرع والقانون.
المسار السياسي
انتقد حزب الرشاد السلفي الهجمات، التي يشنها تنظيم القاعدة ضد رجال الأمن والجيش في اليمن، ورفض أي أعمال مسلحة غير مشروعة في صعدة وأبين وشبوة، ورفض كذلك انتهاك السيادة اليمنية، أو وجود أي وصاية أجنبية أو تدخلات خارجية وفق تصريحات أدلى بها رئيس الحزب محمد بن موسى العامري.
أيد الحزب ضمن التيار السلفي اليمني، المبادرة الخليجية لمعالجة الأزمة في اليمن، التي نصت على نقل السلطة سلميا في اليمن، ودعا الدكتور محمد بن موسى العامري الموقعين على المبادرة إلى الوفاء بالعهود لتفادي انزلاق اليمن نحو المجهول.
رغم إبدائه الرغبة في الانخراط بالحوار الوطني، استُبعد الحزب من تشكيلة اللجنة التحضيرية للحوار التي كلفت بصياغة دستور جديد للبلاد، الأمر الذي رأي فيه الأمين العام للحزب عبد الوهاب محمد الحميقاني، تجاهلا لقسم كبير من الشعب اليمني ممثلا بالتيار السلفي.
وصف ذات المسؤول، القرار بـ”الاستبدادي والإقصائي” وهدد في تجمع شعبي في صنعاء بتنظيم “مؤتمر مواز للحوار الوطني” إلى جانب قوى سياسية وأحزاب جديدة ردا على عدم إشراكها في لجنة التحضير للحوار.
التقت قيادة الحزب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في بداية عام 2014، بعد توقيع السلفيين اتفاقا مع الحوثيين في دماج لوقف المواجهات المسلحة بينهما ووقف تهجير السلفيين.
وكان قبل ذلك طالب بمحاكمة قيادة الحوثيين لمحاسبتهم على ارتكابهم ما وصفه اتحاد الرشاد بجرائم ضد الإنسانية بحق أبناء دماج، كما وقع الحزب على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية وأعلن مساندته لرئيس الدولة لأجل الحفاظ على الوحدة اليمنية.
المصدر : الجزيرة