الحرب السيبرانية العالمية المحتدمة

الحرب السيبرانية العالمية المحتدمة

(شبكة الطيف) كتب/ عبدالرحيم الحميري

استمر الصراع في الغرف المغلقة وكانت الحرب تدار بشكل سري للغاية منذ وقت طويل طبعآ بين أجهزة المخابرات الأمريكية من جهة والصينية والروسية من جهة ولم يكن جهاز من تلك الأجهزة يريد أن يظهر شكله للآخر يافيس.
كانت كل مسائل الاحتكاكات الموجعة على حياء من العالم لكن العالم بدأ يلاحظها تتفجر أمام عينيه في الآونة الأخيرة حتى أصبح العالم يتحدث عما يحدث بين أمريكا وروسيا وأمريكا والصين فثلاثة أقطاب عالمية كانت تدار الحرب بينهم على المستويات المخابراتية بشكل عنيف وشرس يافيس.
الشيء الغريب والجديد في هذا الأمر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ يتحدث بشكل واضح ومعلن وصريح للغاية قائلآ (إنها الحرب العالمية القادمة الوشيكة مضيفآ القول إذا استمرت الحرب السيبرانية بهذه الطريقة وبنفس الوتيرة فإن هذه الحرب غير المعلنة ستتحول في العشر السنوات القادمة إلى حرب معلنة ).
قد تسأل نفسك يافيس وماهي الحرب غير المعلنة التي تحدث عنها بايدن وهو متوجعا كثيرا منها وإذا أردت أن تعرف ماهي الحرب التي يقصدها ويتوجع منها فهي الحرب السيبرانية الإلكترونية القائمة وأما إذا أردت أن تعرف العالم السيبراني فهو عالم الانترنت والتكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات الذي يتم اقتحامه من قبل قراصنة ومهكرين للمواقع والحسابات والوزارات والهيئات وأي جهة رسمية أو غير رسمية وهؤلاء القراصنة يتجهون إلى عالم الانترنت المظلم وليس عالم الانترنت المفتوح يافيس .
عالم الانترنت الخفي الذي تنفق عليه مليارات الدولارات وفيه تريليونات الدولارات للدول والشركات والهيئات والمنظمات إلى جانب معلومات قيمتها تعادل مليارات الدولارات إلى جانب مجهودات لاتقدر بثمن فيتم الاستحواذ عليها وقرصنتها ثم تشفيرها بشكل كلي حتى يجد أصحابها أنفسهم غير قادرين على الوصول إليها بعد القرصنة والتشفير وحينها ومن خلال رسائل عبر برامج معينة يطلب منهم فدية مالية أو طلبات أخرى مقابل إعادتها لهم فيضطرون للاستجابة لأنهم يجدون أنفسهم فاقدين لكل شيء يافيس.
هذه الهجمات السيبرانية التي يتم شنها هي أشرس بأضعاف من الهجمات العسكرية وأكثر إلحاقآ بالمستهدفين بالخسائر والأضرار من الحروب التقليدية وبمعدلات غير مسبوقة وتخسر الدول الكبرى مليارات الدولارات خصوصا أميركا هذه الخسائر والأضرار أكثر بالمقارنة من الخسائر العسكرية التي قد تخسرها هذه الجهة أو تلك لو تم شن الحروب عليها أو نشوبها يافيس.
لقد اطلق بايدن هذه التصريحات هذا الأسبوع وهو داخل مقر المخابرات الأمريكية c i a بعد نقاش ودردشات ومباحثات مغلقة مع مدير المخابرات أثناء إجتماع مغلق وأما الهدف من الاجتماع فهو من أجل التوصل إلى كيفية منع هذه الحرب الإلكترونية السيبرانية المتبادلة بين أمريكا وروسيا والصين يافيس.
أمريكا لمحت وأشارت إلى أن عدم توقف هذه الحرب سيدفعها أضطراريا لشن ضربات عسكرية مباشرة ضد الصين وروسيا إن لم يحترموا أنفسهم خلال الفترة القادمة كما ألمح وصرح بايدن يافيس .
وقد نشرت مجلة الفايننشال تايمز تقريرا جاء فيه أن أمريكا تهدد بحرب شاملة ضد القوى العظمى قد يفجرها الانترنت وذكر التقرير أيضا بأن الرئيس بايدن حذر من أن تصاعد الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها أمريكا قد يؤدي إلى نشوب حرب عسكرية شاملة في ضوء تزايد التوترات مع روسيا والصين بسبب سلاسل من الحوادث السيبرانية استهدفت الوكالات الحكومية والبنية التحتية لأمريكا يافيس.
معروف أن القراصنة ورجال الهاكرز الروس أذكى قراصنة الكترونيين في العالم فقد شنوا هجمات غير عادية على مواقع وأنظمة إلكترونية لشركات أمريكية كبرى وخسروا امريكا خسائر لايعلم بها غير الله والأمريكيين أنفسهم وهذه الحرب السيبرانية كبدت أمريكا خسائر وكشفت أيضا عن ضعفها في الجانب التكنولوجي خصوصا في الحماية والتأمين والحد من الاختراق كما أن هذه الحرب كشفت حرفية وقوة الصين وروسيا في مجال القرصنة الإلكترونية وهو المجال الأشرس في الحرب المعاصرة والأهم والأنكى يافيس.
ومن ضمن نتائج هذا النوع من الحرب الخفية هو توقف أبرز خطوط انتاج وتصدير النفط الأميركي الذي يتم عبره انتاج وتصدير عشرة مليون برميل يوميا إضافة إلى توقف مصانع تعبئة اللحوم ومن ثم الضغط وطلب الأموال أو مايسمى بالفدية من أجل إعادة النظام وفك التشفير وتشغيله من جديد وهناك يتم الاضطرار للدفع والرضوخ للمطالب يافيس.
بايدن قال إن برامج فدية لها أضرار كبرى وتحدث تعطيل للعالم واستغلال كبير وجائر كما أنه صرح قائلا إن بوتين لايمتلك غير أسلحة نووية وآبار نفطية وقراصنة انترنت متهمآ إياه بسعيه لتعطيل الانتخابات البرلمانية الأميريكية المقبلة مؤكدآ أن الهجمات السيبرانية استحوذت على معلومات وبيانات خطيرة من دوائر حكومية أمريكية عليا ووسطى إلى جانب عدد من الاعترافات الواضحة التي تؤكد بشكل واضح توجع أميركا جراء هذه الحروب مؤكدآ في النهاية أن هذه الحروب التي يتم شنها على أمريكا ستؤدي في النهاية إلى حرب مسلحة حقيقية وأن تطورات هذه الحرب السيبرانية في عالم الانترنت سوف تحول هذه الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الأمن القومي الأميركي وسيادة الولايات المتحدة الى هجمات حقيقية هذا ما قاله جو بايدن هذا الأسبوع يافيس.
عندما تفقد الدولة القوية سيطرتها في التحكم على بياناتها ومعلوماتها وأموالها وأسرارها فلتعلم يافيس أنها ستصل إلى مرحلة الغضب خصوصا حين تشعر أن الآخر الذي تخاصمه ويخاصمها يتفوق ويتقدم تكنولوجيا وصناعيا وعسكريا وتجاريا وحينها فإن العالم سيكون على فوهة بركان في عصر وصل السباق في التسليح إلى مالايخطر على بال وهنا يصبح الكون في خطر وتتحول نعمة التقارب العالمي الالكتروني وسرعة التواصل والاتصال والتقارب والتداخل إلى نقمة ستعيد الكون إلى نقطة الصفر إن لم تكن إلى ماتحت الصفر بكثير وأنت تعرف يافيس أن البرمجيات قد سيطرت على الكرة الأرضية بما فيها سيطرتها على أجهزة التحكم على إطلاق الأسلحة النووية نفسها كما أنه لايخفى عليك أن الأسلحة النووية الأمريكية أصبحت عملية التحكم بها في شنطة صغيرة فيها مجموعة من الشفرات والازرار فقط وهي لاتفارق أي رئيس أمريكي يصل البيت الأبيض وكذا في روسيا وكذلك في الصين وكذلك في كوريا الشمالية ومايؤكده بايدن أن الحرب السيبرانية ستؤدي إلى حرب حقيقية يعد أمرآ مخيفآ وجديآ وعليك أن تعلم بأن الحرب الحقيقية إن حدثت بين تلك القوى العظمى فلن تكون بالكلاشينكوفات أو الدبابات بل ستمتد إلى مالايخطر على بالك والحرب منذ عشر سنوات تحديدا حرب معلوماتية بامتياز ومن يمتلك المعلومة يمتلك القوة حتى لو كان وحيدا
نسأل الله السلامة والسلام وسيطرة العقل على مجريات الصراعات والتنافس الشرس