توجه سعودي نحو الإنتقالي وطارق لوقف إبتزاز شرعية الإخوان وتمدد ذراع إيران

 

 

(شبكة الطيف) عدن

 

في أقل من عشرة أيام كانت صور العميد طارق صالح قائد المقاومة الوطنية بالساحل الغربي وعيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي تزين صفحات الإعلام السعودي بمقابلات صحفية ، في مشهد نادر وصادم لجماعة الإخوان التي رأت فيها مؤشرا لبداية انحسار نفوذها في ملف الحرب باليمن.

 

فالجماعة تدرك طبيعة أن كل ما يدور وما يتناوله الإعلام في السعودية لا يمكن أن يخرج عن سياق التوجه الرسمي للنظام ، ما يعني أن الظهور الإعلامي للرجلين على صفحات الإعلام هناك وبشكل متقارب يؤكد المؤشرات التي برزت مؤخراً بوجود توجه من الجانب السعودي نحو الإعتماد على قوات الإنتقالي وطارق.

 

توجه يعد طبيعياً بعد سلسلة الهزائم العسكرية غير المبررة لجبهات الشرعية على يد مليشيات الحوثي، بدأت منذ وقف معركة الحديدة بإتفاق السويد أواخر عام 2019م، لتبدأ معها سلسلة الإنهيارات في جبهات الشرعية ابتداءً من العود ومريس بالضالع مروراً بكتاف والبقع في صعدة إلى صدمة سقوط جبهات نهم والجوف مطلع 2020م.

 

وانتهت هذه السلسلة مؤخراً بسقوط جبهات البيضاء ومديريات بيحان الثلاث ، لينتهي المشهد العسكري بعد 6 سنوات من عاصفة الحزم بإقتراب الحوثيين من تطويق مدينة مأرب بعد أن كانت قوات الشرعية تطل على العاصمة صنعاء، ومادار مؤخرا من انهيارات في الجبهات حول مدينة مارب بسقوط حريب وحصار وسقوط العبدية ومعارك الجوبة وجبال مراد الءي تحاول مليشيا الحوثي محاصرته وذلك بعد تخلي الوية الإخوان المتواجدة في المدينة من اسناد القبائل المقاتلة هناك .

 

“سقوط مأرب سيجعل مليشيات الحوثي القوة العسكرية والسياسية المهيمنة على الشمال بلا منازع ، وسيدفع بالسعودية إلى تغيير تعاملها تجاه الرئيس هادي والشرعية ” ، كما تقول مجموعة الإزمات الدولية في تقريرها الأخير الذي أصدرته الخميس قبل الماضي ، وهو ما بدأت تقر به جماعة الإخوان على لسان عدد من ادواتها الإعلاميين ومنهم الصحفي بقناة الجزيرة سمير النمري.

 

حيث أكد النمري في تغريدات له بأن السعودية قررت طي صفحة الشرعية و استبدالها بالقوى المدعومة من الإمارات وهي المجلس الإنتقالي وقوات الساحل الغربي ، وهو ذات الطرح الذي قدمه الإخواني عبدالسلام محمد، رئيس مركز ابعاد للدراسات والبحوث، الذي قال في تغريدات له بأن السعودية تستعد لإعادة هيكلة الوضع في اليمن بدعم كلا من المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح والمجلس الإنتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي بدلاً من الشرعية.

 

وعلى الأرض فقد برزت تحركات سعودية تؤكد هذا الطرح ، منها ما كشف عن تجهيز سعودي لقوات عسكرية بقيادة احد القادة العسكريين الموالين للمجلس الإنتقالي الجنوبي مع استدعاء عناصر من “النخبة الشبوانية” التابعة للمجلس والزج بهم لتحرير مديريات بيحان.

 

وفي حالة تطبيق ذلك فأن هذا يعني تسليماً رسمياً لشبوة ليد الإنتقالي من قبل السعودية ونهاية قبضة الإخوان عليها، وهي التي كانت قد سيطرت عليها في أغسطس 2019م ، ما يشكل ضربة عنيفة لنفوذ الإخوان. وتقول المعلومات بأن سقوط مديريات بيحان دون قتال اثار غضب السعودية التي اعتبرت ذلك رسالة إبتزاز إخوانية.

 

المؤشر الأهم والأبرز على السطح مؤخراً هو التقارب اللافت الذي تم بين جماعة الإخوان في تعز مع طارق صالح بعد ثلاث سنوات من التخوين والعداء الشديد للرجل من قبل الجماعة، وسط معلومات بأن هذا التقارب جاء اجبارياً على الإخوان في تعز بعد أن تلقوا رسالة من قيادة التحالف بأن تقديم أي دعم مادي أو عسكري لمواجهة الحوثي سيتم عبر قيادة طارق صالح بسبب فقدان الثقة جراء تأريخ طويل من النهب والعبث لما قدمه التحالف من دعم لمحور تعز الإخواني منذ بداية الحرب.

 

ومن المتوقع أن يثير توجه السعودية نحو الإنتقالي وطارق غضب جماعة الإخوان وأدواتها، وقد تشهد الفترة القادمة حملة إعلامية شرسة ضد السعودية والتحالف من قبل الجماعة أو الترتيب لإسقاط مزيد من الجبهات مع اثارة للفوضى في المناطق الخاضعة لسيطرة الإنتقالي أو طارق كورقة إبتزاز جديدة بوجه المملكة.

 

 

 

*نقلا عن الرصيف