رحم الله الأمس وعوضنا عنه اليوم خيراً

بقلم: عوض علي حيدرة

الأخ / عبدربه منصور هادي
الأخ / علي ناصر محمد
الأخ / علي سالم البيض
الأخ / حيدر أبوبكر العطاس
الأخ / سالم صالح محمد
الأخ / ياسين سعيد نعمان

قولوا عني مجنوناً، أو مزايداً، أو طالباً شهرة، أو عميلاً، أو باحث عن وظيفة… أنا رجل سبعيني كما تررون وتريدن ويريدكم الهواء… ومع ذلك إقتنعت ان أكتب لكم بمناسبة مرور 55 عاماً على إنطلاقة ثورة الـ 14 أكتوبر 1963 من على قمم جبال ردفان الشماء… وأقول بدايةً، تمضي الأيام والسنون، وتبقى ثورة الرابع عشر من أكتوبر هي الفعل الوطني المشترك، ونقطة الضوء الأكثر بريقاً ولمعاناً في تاريخ الجنوب المعاصر… هي لحظة وهج وطني عبرت وقتها عن وعي اللحظة التاريخية النقية ضد الإحتلال الأجنبي، من أجل تحقيق الحرية، والعزة، والكرامة، والإستقلال الوطني… وما تلبس في المراحل اللاحقة من (ملاوي وعصرات) لم يكن للعقل من نصيب فيها، حتى تحول هذا الفعل الى جحيم بفعل أحداث 22 يونيو 1969، و26 يونيو 1978، و13 يناير 1986، و22 مايو 1990، و28 يناير 2018، ولم يكن لشعبنا علاقة بتلك الأحداث… وتعد خارجة عن أي معايير تاريخية او وطنية أو أخلاقية، وخارجة عن القيم والمبادئ والكرامة الإنسانية.

ولعدم وجود تفاهم ولاتقارب ولاحوار بين الجنوبيين عن الصواب والخطأ، والصدق والكذب، والحلال والحرام، لإطلاع الجيل الجيل عن الحقائق التاريخية وخلفياتها ونتائجها المترتبه عن ما يعيشه شعبنا اليوم من كوارث ومآسي، لذلك أقول لشعبنا العظيم الصابر الفقير، ولكل المخلصين من أبنائه، ولكل الضحايا فوق أرض الجنوب والضحايا والشهداء تحت أرض الجنوب: “رحم الله الأمس وعوضنا عنه اليوم خيراً”.
فالشعوب تنتصر:
– بأرادة قوة وحدتها،
– ونوعية أنسانها،
– وقوة عادلة مشروعية مطالبها،
– وتمسك قياداتها على الأرض،
– وإصرارها بعزيمة قوية على النصر.
وتضعف وتهزم الشعوب في معاركها مع أعدائها عندما:
– يسود الأنقسام
– وتغليب المصالح الخاصة،
– والتبعية
– وطلب المال والشهرة.

للأسف، يوجد في إطارننا من يعيش على أنقاض خراب شعبنا، ومن يحارب العقل ويرفض التوافق الوطني والتصالح والتسامح الجنوبي، ومن يصر على العداوة والغباوة، كما يوجد من يتاجر بجثث الشهداء، ومن يستسلم للذل والمهانة والتبعية. وبعض من قادنا بالامس فاشلين أوصلونا لما نحن فيه اليوم، والبعض يكتب في الثقافة والتاريخ والدين والسياسة والفلسفة والإقتصاد والإستراتيجية العسكرية، بينما هم جهلة يخلطون بين ما قاله لينين و إنشتين، ويجهلون ما كتبه ابن خلدون والطبري، والبعض الآخر من الوافدين الجدد على السياسة يحاولوا اليوم أن يتصدروا المشهد السياسي مما جعلهم يتأرجحون مثل رقاص الساعة، يمين شمال… رحم الله الأمس وعوضنا عنه اليوم خيراً.