(يحتلوننا لأن آله الوحدة يحتل عقولهم )

ناصر اليافعي

 

بقلم : ناصر اليافعي 
يقـول المثـل الشعبـي ( لآ دخان , من غير نار ) و كذالـك نحن الجنوبيون لا نخرج للشـوارع مطـالبين بفك الأرتباط الأ من ظلم و واقع علينا , بل مظالم لا تعد ولا تحصى و أحتلال قمعي و غـاشم يجثم على صدورنا من عقود طويلة , فقـد خسـرنا الوطـن بـأسم الوحـدة , و طُمست هويتـنا بأسم الوحـدة , و الآن نخسـر أرواحنا و حريتنا بأسم الدفاع عن هذة الوحدة الفاشلة , لقد أصبح المواطن الجنوبـي أما شهيداً بأيدي قوات الأحتلال , أو جريحاً برصـاصهم أو رصـاص ميلشيات أحزابهـم, أو معتقـلاً في سجونهم بتهمة المطالبـة بحقوقه وحقوق أبناء الجنوب , و أن نجا من القتـل او الأصابـه او الأعتقال أو الطرد التعسفي من وظيفتـه كـان مشردً خارج وطنه بسـببهم .

* أن الوحـدة أصبحت آله ً يعبد من دون الله , فهـذه شوارع بأسـم الوحـدة , وهذا ملعـب الوحـدة , ذاك ملعـب 22 مايـو تاريخ التوقيع على الوحدة المشؤومة , و الأمثلة كثيرة وصولاً لـ رصيد الهاتف النقال الذي يسمونه وحدات , وكل هذه المسميات لمشـاريع عائـدة لمـالكين شمالييـن أساساً , أي أن المواطـن الجنوبـي لأ يستفيد منهـا شـيءً , بـل تزيده قهراً وحسرة لأنها أولاً من ثروات بلاده وخيراتها , وثانياً لأنها مشاريع بأسم الوحدة !! , على كل حال كمـا أسلفت أن الوحـدة تعتبر لدى الاحتـلال الشمـالي آلـه , و جثث الجنوبيين ودمائهم ليسـت سوى قربان يتقربون بهـا للآله المسمـى وحدة . فمن يصـدق أن جريدة الأيـام الجنوبية لأنها نقلت معاناة أبناء الجنوب أوقفت عن النشـر نهائيـا , بتهمة المسـاس بالـذات الآلهية ( الوحدة ) و مات صاحبها الأستاذ هشـام باشراحيل قهراً وحسرة , بالمقابـل جريـدة شمالية أسمها الوحدة أيضا قامت بتحريف القرآن الكريم لسب وشتـم أبناء الجنوب في عـام 2010 , و العقوبـة كأنـت وقف الكاتب لمدة ستة أشـهر فقط !! * نـحن الجنوبين لا نـرفض الوحـدة لمجـرد أن نرفضـها , و لـكن أين هي الوحـدة على أرض الواقع ؟ , هل هي بقوة المدرعات و المدافع , أم أسم تسمى بها الشركات والمصانع ؟ هل هي نهب خيرات الجنوب , أم هي قتل أبناء الجنوب ؟, هل هي طمس هويتهم ؟ أم هـي ذاك الشعار القبيح ( الوحـدة أو الموت ) التي ترفعـة جنرلات الحرب ومشائخ الضلال في صنعاء ؟ و لكـن هذا الشـعار صـادق فالوحـدة تسـاوي المـوت للمـواطن الجنوبي . بأعتقادي أن شعار أرعن كشـعار الوحدة او الموت كافي لنطالب بفـك الأرتباط و الاستقـلال وسبب كافي لرفض الوحـدة وسبب كافـي ليؤيد العالم مطالبنا لو كان لديـه أنصاف , ولـكن كما يقول الشاعر : لقـد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمـن تنادي .

* أن هذه القضية وهذه المعاناة التي يعرفها الجميع و يتجاهلها ويغـض الطرف عنها , هي قضيـة عادلة بأمتياز , أنها قضـية وطـن تحت أحتلال و ليست وحدة أبداً , ولـكن أن كان الأخـوة العرب يصـرون على أنهـا وحـدة وليست أحتلال , فنصيحتي لهـم أن لا يتوحـدوا بينهم البيـن حفاظاً على ماتبقى من مودة بين الشعـوب العربيـة , و من باب المساهمة بحـل للقضية الفلسطينة أعتـقد ان الحل هو أن تتوحـد أسرائيل مع فلسطيـن و أبشروا بـزوال أسرائيـل من على الخريطة و هذا حل سيجعل اليهـود يحنون لـ عهـد هتلـر وعهـد النازية . * اخيراً من المؤسف أن البعض من الأخوة الشماليين يتصور و يصـور للأخرين أننا نخـرج للمطـالبة بفـك الأرتباط من باب الفسحـة و النزهة , وأننا نواجه المـوت لمجرد المغامرة والتسلية فقط ً , و مللاً من الحيـاة المترفة التي نعيشها بضـل الوحـدة !! , شخصياً لا أستغرب هذا التصـور من بعض الشماليـين ففي الفترة الأخيرة بدئـنا نسـمع عـن أصوات شماليـة تطالـب بحقوق الشماليين التـي أكلها الجنوبيين , وسيكون من الشماليين المضطهدين المناضل السلمي علي محسن الاحمر و الأسير الفقير حميد عبدالله حسين الاحمر و القائد الثوري علي عبدالله صالح.