لماذا سميت شبوة بهذا الاسم.

(شبكة الطيف ) محمد عباس ناجي الضالعي.

تعد محافظة شبوة هي المخزن التاريخي الرئيسي للعربية الجنوبية فعليها نشأت قبل الميلاد بألاف السنين اعظم الممالك: اوسان وحضرموت وقتبان وذي يزن.. ولكن مع الاسف نحن شعب لايهتم بتاريخه ولاسيما تلك القيادات الغبية التي ظهرت في الجنوب منذ الاستقلال الوطني وحتى اليوم. بل انه لغبائها بتاريخ شعبها ذهبت الى الحاق شعبها بشعب اخر.

وعودة الى موضوعنا لماذا سميت شبوة بهذا الاسم؟ مع ان مدينة شبوة هي عاصمة مملكة حضرموت وليس عاصمة لمملكة نشأت على ارض محافظة شبوة التاريخية.

نقول سميت بهذا لاسم لانها ضمت مدينة شبوة عاصمة مملكة حضرموت القديمة التي تقع اليوم في مديرية جردان محافظة شبوة وعلى شمال شرق مدينة عتق عاصمة المحافظة وعلى مسافة 70 كم.. ولهذا نسبت تسمية المحافظة الى المدينة التاريخية مدينة شبوة.

وقد اختلف المؤرخون في سبب تسمية مدينة شبوة بهذا الاسم.. فكل منهم اطلق عليها توقعاته.. اما انا في كتابي تاريخ العربية الجنوبية القديم الجزء الثاني فقد ذكرت ان تسميتها جاءت من اسم ( شب) (ملح) فاسم الملح كان (شب) ومازال الاسم يطلق على نوع منه ويسمى (شب الفؤاد) وهو نوع يستخدم في الطب الشعبي حتى اليوم ..

وبهذا ان الاسم مشتق من هذه المادة.. واسم شبوة يعني ارض الملح او مدينة الملح.. وقد استندت في ذلك انه بالقرب من مدينة شبوة توجد اكثر من ثلاثة مناجم للملح الصخري.. وكانت هي مصدر الملح على الصعيد المحلي وتصدر الى الخارج.. وجاء تكوين هذه الصخور الملحية ومثلها توجد في بيحان عندما غمر الله ارض قوم النبي نوح عليه السلام بالمياه المختلطة من السماء والبحار.. وتشير احدث الدراسات ان سفينة نوح رست على احد الجبال في محافظة صحرى شبوة.

ومدينة شبوة كانت مدينة فيحا وليس لها قرين في عهدها ليس على مستوى العربية الجنوبية وانما على مستوى العالم.. فقد كانت تبلغ مساحتها اكثر من من 15 كيلو متر مربع.. وكان يوجد فيها اضخم قصر ويسمى (قصر شقر) اي القصر العالي.. وكانت مساحته اكثر من اربعة كيلو متر مربع .. وقد شرحت عندما سردت تاريخ مملكة حضرموت ادق التفاصيل عن مدينة شبوة وقصورها ومعابدها واسواقها واسوارها وابوابها.

ان شعبنا يمتلك تاريخ عظيم ولو كان شعب غيره يمتلك هذا التاريخ لشيد المتاحف على احدث طراز ليجعلها تحتوي على اعظم اثار بشرية.. ولكنه يبدو ان من يعيشون على هذه الارض اليوم ليس هم اصحابها الحقيقيون والا لكانوا اهتموا بتاريخهم.. ولهذا اقول لاجدادنا الذين شيدوا حضارة اوسان وحضرموت وقتبان وذي يزن من حقكم ان تبكوا على ضياع امجادكم.. ولكن الذي لاتعلمونه ويا للحسرة ان وطنكم الذين دافعتم عنه لالاف السنين يباع اليوم بالمناصب والاموال.