عبدالرحيم الحميري يكتب : بم أفكر ؟ فلسفات حياتية

(شبكة الطيف) كتب: عبدالرحيم الحميري
لن نستطيع أن نغالط أنفسنا أو حتى غيرنا بأن أي حب ليس بالأفعال مهما أكدنا أنه يتصدر نوايانا وأنه يملأ عقولنا وقلوبنا وليس هناك سوى الأعمال التي تؤكد أي حب تجاه أي شيء أو شخص وهي وحدها كفيلة بتعزيز وتكوين وتمتين العلاقات بشكل سليم
وأما نوايا غيرنا فلا يمكن لنا أن نعرفها ولكن قد تأتي أوقات تجعلنا نشعر بها أحيانا وفي تصوري فإن الإنشغال بحب من نحبه فعلآ يجعلنا نبتعد كثيرا عن كراهية من يكرهنا أو حتى من قد نكرهه وهذا لوحده كافيآ لتوسيع محبتنا ورعايتها بشكل أكبر يافيس.
إن أي عطاء لاينبثق من ذواتنا الحقيقية دون تكلف أو تصنع لاقيمة له مهما كان حجمه وفاعليته في نظر الآخرين يافيس.
إن وصولنا لمعرفتنا لقيمة أنفسنا بأنفسنا يجعلنا أصلب بكثير من تمكن غيرنا من إشعارنا بأننا بلا قيمة مهما حاول القيام بذلك أما وصولنا إلى مشارف النضج فلن يكون إلا عندما نتعلم أن نهتم بما يستحق منا الاهتمام به وماينبغي علينا القيام به على أكمل وجه يافيس.
إن تثبيتنا لأنفسنا في منع أي ذكريات سيئة من التحكم في حياتنا وكذلك المال من تغييرنا والناس أيضا هو أهم ماينبغي علينا تثبيته يافيس.
إن تعلقنا بأنفسنا والكشف اليومي عن مدى تطورها والبحث في خضم حياتنا اليومية عن مايعزز ثقتنا بأنفسنا وتحصيل صلاحنا من شأنه أن يخلق سعادتنا يافيس.
إن اعتمادنا للعلاقات السطحية مع الجميع أو الغالبية من الناس على الأقل يعد أمرآ مهما ولازما وضروريا لنا لأن من شأن هذا أن يجعلنا قادرين على مواجهة تحدياتنا الشخصية وتجاوز الكثير منها بنجاح والوقوف بشموخ في وجه الصعاب إضافة إلى أن ذلك يغلق الباب ولايتم استلاب أحلامنا منا يافيس .
من المستحيل أن هناك حياة أجمل من الحياة التي تقودنا فيها عقولنا ولايقودنا كلام الناس فيها بل ولايؤثر على مسارنا أو يحرق أعصابنا ولن نكون في هذه الحياة أقوياء مهما قادتنا عقولنا مالم يكن لدينا اكتفاء ذاتي وصلاح شخصي ونظافة عقل ووقت ثمين وثقة بالنفس وحسن ظن بالله يافيس.
إننا جميعا دون استثناء نمتلك مواهب تختلف فينا كاختلافنا عن بعضنا تماما والأهم أن نستغلها ولانتركها حين نصل إليها أو نلامسها لأن عدم استغلالنا لها يجعلنا أسوأ بكثير مما قد نكون عليه فالمواهب وحدها كفيلة بتخليصنا من ضعفنا وتخلصنا من الكثير من خوفنا وتجعلنا نتقدم بشكل أكبر مما كنا عليه قبل الوصول إليها يافيس.
جميعنا دون استثناء يتمنى ويطمع أن تتغير حياته جذريا كما يريد أن تكون وكما يحلو له أن يصير لكن لاشيء سينقذنا جميعا أو فرادى إلا أن نتغير تغييرا باطنيا صادقا وسليما وصريحا ونكون أفضل مما كنا عليه لنصل إلى أفضل مافينا بروعتنا ونقائنا وجوهرنا وثوابتنا ومن الصعب أن نصل إلى قيمتنا باتكائنا على أكتاف غيرنا مهما كان إسناده لنا يافيس.
إن تقليل اهتمامنا بإشغال أنفسنا بالناس يزيد من سعادتنا وأما انسحابنا من هذه الفوضى الحياتية فهو راحة لنا لاتقدر بأي ثمن أما اهتمامنا بتحقيق قوتنا وعدم وصولنا إلى العجز عن الإنفاق على أنفسنا فذلك يجعلنا أكثر قدرة على المحافظة على كرامتنا وعدم فقدانها وأما الأهم من هذا كله فهو أن نكون على الدوام حقيقيين بامتياز مع الجميع يافيس.
يلزمنا أن نكون أقوياء أكثر من لزوم أن نكون على حق ثم نعجز عن الحصول عليه ونحن بحالات من الضعف والهوان ويتطلب منا شدة الصبر في هذه الحياة ودقة الصمت كونه قادر على منحنا الكثير من المتعة والتنقل في آفاق الكون والتنزه في عوالم عقول الاخرين وعلينا أن نتعلم أين نستريح وكيف نستعيد أنفاسنا ولا نرغب في أي انسحاب من حياتنا يافيس.
ليس هناك ماهو أهم من تأسيس حياتنا على قواعد اسعاد أنفسنا بأنفسنا واستبسالنا للوصول إلى مانريد ومعرفة نقاط ضعفنا وتقدير عيوبنا والتعلم من أخطائنا ومحاكاة ابداعاتنا وعدم التنازل عن قدراتنا يافيس .
إن أغلى مايمكننا تقديمه لمن يستحق أن نقدم له شيئا هو الاخلاص والمزيد من الأفعال الخالصة والكريمة وصناعة البهجة وهذا يحتاج إلى الأفعال الصادقة التي تتمكن من صناعة الاحساس العميق في القلوب والتي لايمكن للمجاملات مهما كانت كبيرة أن تصل إليها فحقيقة الإنسان ليست في مجاملاته التي قد يظهرها لك بل فيما يفعله لأجلك وللمحبة دلائلها من خلال التجانس وتوارد الخواطر وتوافق الأفكار والدعاء والاستئناس والتناغم يافيس.
لاشي أقدم من تقديم نفعنا الشخصي لأنفسنا وحب أنفسنا والبداية بها والسعي لإسعادها وأما مالايرتاح له قلبنا فمن الخطأ أن نثق به سواء كان شيئا أو شخصا فالقلب أبصر من العين وسوف نجد في طريقنا الكثير من الأشخاص المعروفين معنا وقد يكونوا أصدقاءنا لكنهم لن يدعمونا بشيء ليس لأنهم يخافون منا ولكن خوفآ من أن نتقدم خطوات نحو المستقبل فلنكن رجالآ لانفسنا وبأنفسنا فقط ولانعول الا على ذاتنا يافيس.