هل رصدت دول آسيوية الطائرة الماليزية وتسترت عليها؟

لندن – العربية.نت

تبين أن الطائرة الماليزية المختفية منذ أكثر من 10 أيام، كان قد تم رصدها أكثر من مرة من قبل رادارات عسكرية، إلا أن الكارثة أن القوات الجوية التي رصدت الطائرة في بلدين مختلفين على الأقل أفصحت عن ذلك بعد أيام وليس بعد ساعات من اختفاء الطائرة.

وأعلن الجيش التايلاندي أن رادارات عسكرية تابعة له تمكنت من رصد الطائرة الماليزية من طراز “بوينغ 777” التي تقل الرحلة (MH370) وذلك بعد 8 دقائق من فقدانها الاتصال بالأرض، حيث كانت حينها متوجهة نحو منطقة “سترايت أوف مالاكا”، إلا أن الجيش قال إنه لم يكشف عن هذه المعلومات لأنه لم يُسأل عنها.

وجاءت معلومات الجيش التايلاندي لتؤكد معلومات أدلى بها سلاح الجو الماليزي بعد يومين على اختفاء الطائرة، وقال فيها إن راداراته العسكرية تمكنت من التقاط الطائرة عند الساعة 2:15 فجراً، أي بعد نحو 45 دقيقة على انقطاع الاتصال بها، وكانت أيضاً متوجهة نحو منطقة “ستريت أوف مالاكا”، وهو اتجاه مختلف تماماً عن الطريق المقرر للرحلة وهو بكين.

تساؤلات حول تستر جماعي عن الطائرة

 

وتساءلت جريدة “ديلي ميل” في تقرير لها عما إذا كانت الأجهزة العسكرية في هذه الدول قد تسترت بشكل جماعي على ما لديها من معلومات عن الطائرة الماليزية المختفية، كما أشارت إلى أن عدم التعاون في تداول المعلومات يكشف عن مدى ضعف التعاون العسكري بين دول آسيا، حيث جاءت معلومات الجيش الماليزي بعد يومين على اختفاء الطائرة، ومعلومات الجيش التايلاندي بعد أسبوع، على ما أدلى به الماليزيون.

وأظهرت التحقيقات أن كابتن الطائرة المفقودة، زهاري أحمد شاه، هو أحد أنصار زعيم المعارضة الماليزية المسجون أنور إبراهيم، كما أن إبراهيم ذاته اعترف للمحققين بأن ثمة علاقة قوية تربط بين ابنه وبين الطيار، فيما خلصت التحقيقات المكثفة التي أجرتها عدة دول حول ركاب الطائرة بأنه لم يكن على متنها أي شخص ذي تاريخ سياسي أو إجرامي باستثناء قائدها المؤيد للمعارضة في ماليزيا.

فشل أمني ذريع

 

وكتب خبير الطيران، ديفيد ليرمونت، على مدونته على الإنترنت: “ربما لا تريد الأجهزة العسكرية الجوية أن تكشف هذا التصدع فيما بينها، وربما لا يريدون للعالم أن يعرف هذا الأمر”.

وأضاف ليرمونت الذي كان يعمل طياراً قبل أن يصبح خبيراً في هذا المجال: “ربما طارت الرحلة MH370 فوق عدة دول آسيوية، بما في ذلك تايلاند، بورما، الصين، بنغلادش، الهند، باكستان، تركمانستان وأفغانستان”.

وتابع: “ربما تمكنت العديد من الرادارات الحيوية في هذه الدول من رصد الطائرة، لكنهم لا يريدون البوح بذلك حتى لا تنفضح الهوة التي تعاني منها أنظمة دفاعية تكلفت ملايين الدولارات”.

 

وبحسب الخبير ليرمونت فإنه “في حال اتضح أن طائرة غير معروفة الهوية قد عبرت أجواء هذه الدول دون أن يتم التقاطها أو اعتراض طريقها فهذا يعني أن هناك فشلاً أمنياً ذريعاً”.

ويقول ليرمونت إنه “بالنسبة للسلطات العسكرية الماليزية فإنه من الواضح تماماً أن طائرة مجهولة قد عبرت فوق الأراضي الخاضعة للسيادة الماليزية ولم يتم اعتراض طريقها ولا معرفة من هي هذه الطائرة، وهذا ليس أمراً جيداً ليعترفوا به”.

دول عبرت فوقها الطائرة المختفية

وكانت الحكومة الماليزية قد دعت العديد من الدول وصولاً إلى تركمانستان وبحر قزوين إلى مراجعة السجلات الخاصة براداراتها للوصول إلى أية معلومات بشأن الطائرة، وذلك لمدة سبع ساعات لاحقة للحظة انقطاع الاتصال بها، في محاولة للعثور عليها.

 

وفي حال صح افتراض المحققين بأن الطائرة واصلت مسيرها باتجاه الشمال الغربي لعدة ساعات، فهذا يعني أنها من المحتمل أن تكون عبرت فوق أجواء الدول التالية: تايلاند، بورما، الصين، بنغلادش، بوتان، الهند، نيبال، باكستان، أفغانستان وتركمانستان، وهو الأمر الذي يزيد التحقيق تعقيدا،ً ويستدعي تعاون العديد من الدول في عمليات البحث والاستقصاء.

ويقول ليرمونت: “إذا صح الافتراض بأن الطائرة سلكت هذا المسار (الشمال الغربي) فهذا معناه أنه من المؤكد أن الرادارات في واحدة من هذه الدول أو في عدة دول منها قد تمكنت من التقاط الطائرة، لكن ربما أن السلطات العسكرية لا تريد للعالم أن يعرف بالخلل الذي حصل لديها”.