لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة وقف ارتفاع أسعار النفط والغاز ؟

(شبكة الطيف) واشنطن
يعكف جيسون هيريك الذي يمتلك إحدى شركات النفط في ولاية تكساس الأمريكية إلى الإسراع بضخ المزيد من السائل الأسود، أملا في تحقيق المزيد من الأرباح مع ارتفاع الأسعار.

لكن رغم كل ما يبذله من مجهودات، يتوقع هيريك انخفاض عائدات الشركة التي تمتلكها عائلته هذا العام، وللعام الثالث على التوالي.

لم تستثمر شركة Pantera Energy المملوكة لعائلته في زيادة إنتاجها منذ سنوات، وذلك بعد أن نفدت أموالها عندما شهدت أسعار الطاقة هبوطا حادا في بداية الوباء – ووصلت في وقت من الأوقات إلى أقل من الصفر.

وتواجه شركته حاليا، مثلها مثل العديد من شركات النفط الأمريكية والعالمية، الكثير من المعوقات بسبب شح الإمدادات والأيدي العاملة اللازمة لتشغيل المشروع.

يقول هيريك: “مهمتنا هي أن نحاول إنتاج أكبر قدر مستطاع، وقد فعلنا ذلك. لكننا متأخرون للغاية ونجد صعوبة بالغة في إدراك ما فاتنا”.

إنها إشارة واحدة فقط قادمة من الولايات المتحدة – أكبر منتج للنفط والغاز في العالم – إلى أن أسعار الطاقة المرتفعة التي يعاني منها الكثير من الأسر، ستظل على هذا الحال على المدى المنظور.

منذ بداية عام 2021، قفزت أسعار النفط والغاز بمعدل الضعف أو أكثر، وسط ارتفاع الطلب مرة أخرى في أعقاب صدمة إغلاقات كوفيد-19 التي شهدها العالم عام 2020.

كما أن الحرب في أوكرانيا، التي دفعت بلدان في الغرب إلى تجنب إمدادات الطاقة الروسية، أدت هي الأخرى إلى زيادة ذلك الارتفاع.

ووسط هذه الزيادة الهائلة التي تشهدها الأسعار، يُتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بواقع نحو مليون برميل يوميا.

لكن هذه الزيادة لا تشكل سوى 10 في المئة فقط، ولا تكفي للوفاء بارتفاع الطلب، ولا ترقى بأي حال من الأحوال إلى استجابة الولايات المتحدة خلال المرة الأخيرة التي ارتفعت خلالها الأسعار بهذا الشكل، في عام 2014، عندما قفز إنتاج النفط الأمريكي بنسبة 20 في المئة، كما كانت ثورة استخراج النفط الصخري على أشدها.