الحوثيون يلزمون موظفيهم إحضار أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والتعبئة

(شبكة الطيف) صنعاء
رغم الترهيب والترغيب والحملات الإعلامية التي شاركت فيها عشرات المحطات الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب المساجد، فإن الميليشيات الحوثية فشلت في إقناع غالبية أولياء أمور الطلبة في العاصمة اليمنية المحتلة، بإلحاق أبنائهم في المعسكرات الطائفية التي افتتحتها تحت اسم «المخيمات الصيفية»، ولهذا لجأت إلى إجبار الموظفين في المؤسسات والمصالح الحكومية على إحضار أبنائهم إلى هذه المعسكرات.

وجعلت الميليشيات الحوثية من فرض إحضار أبناء الموظفين إلى المعسكرات شرطاً إضافياً للحفاظ على الوظيفة، ومقياساً لمدى الإخلاص لمشروع الجماعة الانقلابي، وفق ما أكده 3 من العاملين في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، ووزارة الخدمة المدنية، والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات.

وبحسب ما أفادت به المصادر لـ«الشرق الأوسط»، فإن القيادي الحوثي علي العماد الذي فصل وأحال على التقاعد أكثر من 600 من الموظفين بحجة عدم إخلاصهم للميليشيات، اجتمع بالموظفين في الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الخاضع للميليشيات في صنعاء، وأبلغهم بضرورة إحضار أبنائهم إلى المعسكر الذي أقيم في موقع مجاور لمبنى الجهاز؛ حيث يتلقى الأطفال تعبئة طائفية وتدريباً على السلاح طوال فترة الدوام، ويغادرون مع آبائهم عند انتهائه.

وذكرت المصادر أن هذا الأمر أصبح شرطاً للبقاء في الوظيفة، ومقياساً لمدى إخلاص الموظفين للميليشيات، وتأكيداً على أنهم لا يؤيدون الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، كما أنه مقياس للترقية في المواقع داخل الجهاز الذي تم تسريح نحو 600 من كوادره، إما بالفصل والتطفيش، أو بالإحالة للتقاعد، وإحلال نحو 700 من عناصر ميليشيات الحوثي بدلاً عنهم.

وقال أحد العاملين لـ«الشرق الأوسط»: «أنت أمام خيارين: إما أن تحافظ على مصدر دخلك الوحيد لأن جهاز الرقابة من المؤسسات الحكومية الخاضعة للميليشيات في صنعاء، والتي يتم صرف رواتب العاملين فيها، وتبلغ ميزانيته نحو ملياري ريال ونصف مليار في العام، وإما أن ترفض هذا الإذلال، وبالتالي لن تجد ما تنفقه على نفسك وأسرتك». (الدولار حوالي 600 ريال في مناطق سيطرة الميليشيات).