علي عبد الملك الشيباني يكتب:خبر زلج /التغيير يبداء من هنا !

اذا اردنا الشفاء من حالة التقليدية السياسية للوجود اليساري والقومي , فعلينا الاعتراف اولا بفشل هذه المكونات السياسية في التعبير عن نفسها وتشكيل الوعي العام , المفترض انه محصن ضد سياسات الانظمة العربية بشقيها الديكتاتوري والعائلي .

اعترافن ولا شك سيشكل الارضية المناسبة لاعادة صياغة المهمة الوطنية المرتبطة بوجود هذه المكونات , ومن ثم اختيار الالية المناسبة بجدواها الوطني نحو الارتقاء بأداءها السياسي المعني بمبررات وجودها.

لم تعد ترتبط هذه المكونات بغير التصريحات لقياداتها المعتقة , او من خلال ماتصدره من بيانات بلغتها التقليدية , مثل وقفت وناقشت ورأت وغيرها من العبارات والكلمات والصياغات المملة اجمالا.

على هذه الاحزاب الرخوة تقع مسؤلية تبني احلام الناس بالدولة الديموقراطية , والدفاع عنها بمختلف الوسائل الممكنة , وفي مقدمتها تشكيل وعي عام لايقبل بهذه الانظمة التي ظلت تعبث بحياتنا وما زالت حتى اليوم , مستخدمة في سبيل بقاءها كل مايمكن تخيله من البشاعة , بما في ذلك الامراض المذهبية والطائفية والسلالية والمناطقية , امام خلو الساحة من اي مشروع مقاوم خارج البيانات زالتصريحات المناسباتية.

تبداء الانطلاقة في هذا الاتجاه من الثورة داخل هذه الاحزاب , على مايطلق عليها القيادات التاريخية المتسببة بإيصالنا الى مانحن عليه من الرخاوة والغياب شبه الكامل عن الحضور الجماهيري المفترض , ومن ثم اعداد البرامج العملية المناسبة والبدء بتنفيذها على ارض الواقع بدلا عن هذه السلبية للقاعدة الحزبية , والتي حولت عضو الحزب الى اشبه برجل القبيلة , الذي لاعمل له غير مناصرة قبيلته وحمل البندق خلف شيخها , وبما ادى في النهاية الى خلق حالة من الانتهازية والاصطفافات خلف هذا او ذالك من القيادات الرخوة , الا من احترافها لتوظيف الموقف واستغلال الاوضاع السياسية والتكسب منها.