د. خالد القاسمي يكتب:ثروة ليبيا … من تبذيرات العقيد إلى نهب الميليشيات المسلحة

(شبكة الطيف) كتب: د. خالد القاسمي
لم ينعم الشعب الليبي بثروته النفطية والغازية كبقية الشعوب والبلدان المنتجة لهذه الثروات

فمنذ الإنقلاب على الملك إدريس السنوسي 1969، وحتى إنتفاضة 2011 كان القذافي يبدد ثروة الشعب الليبي في شراء الذمم، وجلب المعارضين لنظامه والتخلص منهم، ودعم الحركات الإنفصالية في العالم مثل الجيش الإيرلندي وحركة دارفور وملوك أفريقيا التقليديين وغيرهم، وذلك بهدف زعزعة الإستقرار في أفريقيا والدول العربية، ولا أدل مثال على ذلك ما نشر مؤخرا من تسجيلات حول ما كان يدار في خيمة العقيد من مؤامرات على دول الخليج العربي

هذا في عصر العقيد وجماهيريته الخرافية، أما اليوم وما يتم تداوله من أخبار من الداخل الليبي شي لا يصدق، فالشركات الأجنبية تحمل النفط والغاز من موانئ الشرق الليبي وتدفع مبالغ محددة لزعماء الميليشيات المسلحة

وتشهد مطارات طرابلس ومصراته وسبها، وفودا من الدول الأجنبية تتفاوض مع زعماء الميليشيات المسلحة حول النفط والغاز الليبي

وهنا نتذكر كلمة القذافي المشهورة في بداية إنتفاضة 2011 أن البديل لنظامه هو حكم الميليشيات الإرهابية، هكذا أعدت مثل هذه الأنظمة الديكتاتورية نفسها سلفا أن الأمن والجيش لخدمة مصالحها، وبمجرد سقوطها ينهار كل شي وتعم الفوضى

والبلد الذي تتحكم به ميليشيات مسلحة لا تنتظر منه خيرا، ولعل الصومال أمامنا نموذج للدول الفاشلة وتصفية الحسابات

وإذا لم يضع عقلاء ليبيا مصالح الوطن فوق كل إعتبار، ويتعاونوا على إنهاء عربدة الميليشيات المسلحة، فإن ليبيا مهيأ لأن يكون دولة فاشلة كما هو حال الصومال

*باحث ومحلل سياسي اماراتي