مخبوزات وفاكهة وارز بلبن , هدايا الابناء للامهات في المقابر

شبكة الطيف الاخبارية / متابعات

كتب / صفاء صالح – تصوير/  بسمة فتحي

فى الوقت الذى توجه فيه أبناء إلى منازل الأمهات بالأمس محملين بالهدايا، كان فريق آخر من الأبناء يستعد للتوجه إلى مساكن جديدة نزلت بها الأمهات منذ سنوات وإلى الأبد، حيث مثواهن الأخير فى مقابر السيدة عائشة فى القاهرة. عربات توك توك وميكروباصات وسيارات فارهة تحملت فئات من البشر اختلفوا فى أشياء كثيرة، بينما جمعهم الوفاء للأمهات فى هذا اليوم فى مكان واحد.

أمام حوش خشبى صغير، يقف محمود عفيفى، 64 سنة، ممسكا بخرطوم مياه يروى به أشجار الجهنمية الحمراء والريحان والحناء التى زرعها أمام قبرى والدته وأخيه، ويقول: «والدتى ماتت قبل 8 سنوات، وبعدها بعامين توفى أخى الوحيد، ومنذ ذلك الحين آتى إلى هنا كل أسبوع مرتين، بالإضافة إلى المناسبات مثل الأعياد الدينية وعيد الأم»، ويقول محمود، مبررا حضوره: «أقضى ما تبقى لى من أيام معهما، وإذا هجرت المقابر وتركتها دون رعاية ستصبح خرابة، لذا أتابع الحضور، وأروى الزرع، وأتونس بأمى وأخويا».

أمام مقبرة والدتها تجلس بثينة محمد، 33 سنة، مع أختها تستمعان إلى أحد المقرئين الذى استأجرته كى يقرأ لأمها فى يوم عيدها، وتقول: «أنا وأختى جينا نقضى معاها عيد الأم، لكن إخواتنا الرجالة مشغولين بالدنيا، ربنا يكون فى عونهم»، وتضيف بثينة: «أنا باعمل اللى امى علمتهولى. هى كانت بتيجى تزور امها، وتاخدنى معاها، وانا بس باقلدها. فى أول عيد أم يمر علىَّ من غيرها جبت لها ورد وأكل وفاكهة للفقراء فرقته على روحها، أنا قاعدة مستنية، نفسى تطلع تقعد معايا ولو شوية صغيرين».

وكانت زينب حامد، 51 سنة، تصطحب ابنة خالتها نادية، فى زيارة للأم. تقول زينب: «بقالى 26 سنة لازم ازور امى كل عيد مع باقى المواسم، لحد دلوقتى باحس إنى يتيمة يوم عيد الأم، وإنى محتاجاها، رغم إنى بقيت أم وجدة كمان، لكن مافيش حاجة تعوض الأم». آمال، 55 سنة، تتوقف أمام قبر حماتها توزع «أرز بلبن»، فهى رغم ضيق ذات يدها تحرص على زيارة والدة زوجها التى عاشت معها أكثر من أمها. تقول آمال: «تزوجت صغيرة، كان عندى 15 سنة وهى كانت حنينة علىَّ زى امى، وأمى ماتت واندفنت فى الصعيد ماقدرش أروح أزورها، لكن حماتى هنا جنبى باروح ازورها كل عيد أم وكل موسم واعملها الحاجة اللى كانت بتحبها رز باللبن وافرقه على روحها».