علي عبد الملك الشيباني يكتب: خبر زلج/ القاعدة الحزبية ودورها في قيادة عملية التغيير.

(شبكة الطيف) كتب: علي عبد الملك الشيباني

في الجغرافيا العربية فقط وليس غيرها كما هو في كل شيء , تحولت الاحزاب والقوى السياسية بما فيها اليسارية الى مجرد نتاج للواقع بكل امراضه بدلا عن تقديم نفسها تعبيرا عنه.

نعم , فبدلا من ان تحمل هم الواقع العام للبلد وقيادة المجتمع نحو التغيير نحو الافضل , نجدها تحمل بداخلها كل امراض المجتمع والى الحد الذي يلغي مبررات وجودها.

لقد تحولت الاحزاب في حقيقتها الى مجرد ادوات للاثراء واقامة العلاقات وتوظيف قاعدتها الحزبية بما يخدم مراكز القوى بداخلها.

يرجع ذلك في اعتقادي الى انتهازية مايطلق عليها القيادات التاريخية , فالمنطق والواقع يؤكدان على ان بقاء الشخص في موقعه القيادي الحزبي او الرسمي لسنوات طويلة , يقود الى تكون المصالح وبالتالي يتم تشكيل العلاقات الداخلية للاحزاب مستوياتها , بما يخدم مصالح تلك القيادات , ولذا نرى ونعايش مايحدث في مؤتمراتها العامة من التزوير وشتى الطرق التي تفرز في الاخير النتائج المرجوة لتلك القيادات المعتقة وغير النافعة , بحيث تحولت هذه المؤتمرات الى اشبه بالملاقي القبلية لترديد الزوامل وامتداح القبيلة وتإكيد الدعم لمشائخها.

ليس هذا فحسب , بل ونتيجة لهذا الواقع تتشكل مراكز القوى والنفوذ , وتطفو اساليب ” الكولسة ” وتظهر الغرف المغلقة , وينتشر سلوك ” الحشوش ” والتشكيك بالاخر المعارض لهذه الاوضاع , بحيث تتحول الاحزاب ونتيجة لسلبية قواعدها التي تذهب للاصطفافات مع هذا الطرف او ذاك الى صورة مصغرة للانظمة العربية الديكتاتورية والاسرية التي تدعي معارضتها.

وفي المجتمعات الطائفية مثل لبنان , تعمل القيادات الحزبية على استغلال الاوضاع الطائفية وتوظيفها فيما يخدم بقاء تلك القيادات , بدلا عن وظيفتها المفترضة في قيادة المجتمع نحو بناء الدولة الديموقراطية ودولة المواطنة , ولذا نرى كيف اصبحت الاسرة هي التعبير السياسي لتلك الاحزاب وتوارث مواقعها القيادية , مثل جعجع القوات اللبنانية و نصر حزب الرب وحريري المستقبل وسعد الناصري…….. وهلم جرا.

ولهذا تقع المسؤلية بالدرجة الاولى على قواعد الحزب او التنظيم السياسي لقيادة عملية تغيير حقيقية , من خلال ارساء وتعزيز مفاهيم عن دورهم ودور الاحزاب في العملية السياسية وقيادة التغيير , من خلال التركيز والعمل والحرص على انتاج مخرجات مؤتمرات تعزز العملية الديموقراطية داخل هذه الاحزاب والتنظيمات السياسية , وبما يقود في النهاية الى تمثل طموح الناس من عبر قيادة عملية تغيير ناجحة نحو الافضل السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مجتمعاتهم.