كاتب كويتي : هل اليمن خارج حسبة المؤامرة الامريكية الصهيونية !!

شبكة الطيف / حسن علي كرم – الوطن
من التناقضات التي نعيشها ونسمعها، ولم نجل حقيقتها على الارض – على الاقل – حتى الآن هو الزعم عن تفكيك الدول العربية الى دويلات طائفية وعرقية ومذهبية.. الخ وذلك بإعادة بناء الشرق الاوسط الجديد برعاية وبمخطط امريكي صهيوني..!!

واذا لم يتحقق حتى الآن أي تفكيك لأية دولة عربية على اساس عرقي أو ديني، ما عدا اقليم كردستان العراق الذي كان قائما منذ ان كان العراق مقسما الى ولايات ابان الحكم العثماني (لواء البصرة في الجنوب وبغداد في الوسط ثم لواء الموصل في الشمال)، ثم اخيرا السودان الذي تم تقسيمه بعد حرب متواصلة بين الشمال والجنوب، كما هو معلوم منذ عقود طويلة، وكان لابد ان يتم التقسيم حتى تضع الحرب الطويلة اوزارها، وقد يتعرض السودان الى تقسيم ثالث ورابع اذا لم تبادر حكومة الخرطوم لحل المشاكل العالقة بين بعض المناطق التي مازالت على خلاف.

والسؤال هنا.. هل تقسيم السودان الى دولتين أو منح اقليم كردستان العراق حكما ذاتيا في اطار الدولة الاتحادية هو بداية أو هو نذر تقسيم للوطن العربي الى دويلات طائفية وعرقية ضعيفة لا حول ولا قوة لها لكي تنعم اسرائيل الى جوارهم بأمان وتنفرد بالقوة؟ واذا صح هذا القول وان كان ينطوي على الكثير من الصحة والواقعية، الا ان غير الصحيح وغير الواقعي وغير المنطقي هو ما ينطبق على النموذج اليمني.

فاليمن الذي ينقسم واقعا وتاريخيا الى دولتين فالتحمتا في اطار وحدة متعجلة وارتجالية غير مدروسة في مايو (1990)، ثم كانت كارثة الانفصال، فالحرب بين دولتي الوحدة (1994) ومنذ تلك الساعة والى هذا اليوم والدعوة لفك الارتباط وعودة دولة الجنوب الى اهلها مستمرة، لكن لا مسمع يسمع ولا حكم ينصف، فكيف نصدق ان هناك مؤامرة امريكية صهيونية على انشاء دويلات طائفية وعرقية تستهدف البلدان العربية فيما تصر امريكا وبلدان الغرب المنافق على التمسك بوحدة اليمنين رغم انف واذن اهل الجنوب، هذا الشعب المسالم والمعزول والمجرد من كل حول وقوة.. فهل اليمن خارج حسبة المؤامرة الامريكية الصهيونية أو خارج خريطة الوطن العربي فلا يطوله ما يطول بقية ديار العرب من تقسيم وتفكيك طائفي واثني..؟!!

بصراحة.. انا لم افهم حتى هذه اللحظة لغز اليمن، لماذا الاصرار على وحدة دولتي اليمن وتجاهل ارادة شعب يبحث عن الحرية وحقه في تراب وطنه.

لماذا يرفض الامريكان والغرب والخليجيون منح حق تقرير المصير لشعب الجنوب، ولماذا وافقوا على تقسيم اليمن الى ستة اقاليم من دون الرجوع الى الشعب واخذ رأيه.. فهل هذه هي الديموقراطية التي يزعمها الغربيون..؟!!

فالاقاليم الستة لم تنل رضا وقبول كل الشعب اليمني بشماله وجنوبه، بل لعل الاخطر هو ما كشف عنه الزعيم الجنوبي حسن احمد باعوم قبل ايام لدى اجتماعه الى شباب جامعيين عن ان هناك مؤامرة خطيرة تتعرض لها حضرموت، وهذه المؤامرة التي عناها باعوم كما نفهمها وفهمناها ليست صهيوامريكية، وانما مؤامرة تنسج في قلب المنطقة…!!

فهل هناك اتفاق اقليمي بين المتآمرين الامريكان والصهيونيين على قضم وضم اراضٍ من هنا ومن هناك، ورسم خريطة جديدة للمنطقة..؟!!