تعز : تحركات طارق صالح تثير فزع الحوثي.. استنفار وشائعات

 

 

(شبكة الطيف) تعز
أثارت تحركات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن العميد ركن طارق صالح، فزع مليشيات الحوثي، وذلك إثر ما حملته من رسائل سياسية وعسكرية.

وأجرى صالح على مدى الأيام الماضية زيارات ميدانية وعسكرية لعدد من المناطق والجبهات، كان أهمها وصوله المفاجئ إلى مدينة تعز (جنوب) الخاضعة لحصار حوثي مشدد منذ 8 أعوام، والتي وجهت رسائل ردع واضحة للمليشيات الإرهابية.

ودحضت الزيارة أكاذيب مليشيات الحوثي والإخوان التي ظلت تروج لشائعات أن طارق صالح يحشد قواته للسيطرة على جنوب اليمن المحرر، قبل أن يظهر الرجل من تعز ذات الثقل السياسي والعسكري الكبير على خطى استعادة صنعاء.

وأجبرت تحركات طارق صالح، مليشيات الحوثي على استنفار قيادتها لضخ كم هائل من الشائعات، إحداها أن الرجل يسعى لابتلاع المحافظة كما روج لذلك القيادي الحوثي محمد البخيتي، والجناح المتطرف للإخوان، لكن الزيارة استهدفت تحطيم قيود حصار الحوثي المفروض على هذه المدينة منذ 8 أعوام.

وظهر الفزع الحوثي بعدما خرجت قيادات كبيرة تروج لأكاذيب أثارت السخرية في الأوساط السياسية والإعلامية منها ما صدر عن مسؤول دبلوماسية المليشيات حسين العزي الذي بدا فاقدا للقدرة على صياغة تغريدة تعبر عن صدمته من وصول طارق صالح إلى تعز.

 

الحوثي العزي ابتكر كذبة بأن طارق صالح أرسل لهم وسيطا لكي يجتاح تعز عسكريا، مقابل ألا يتدخلوا والوسيط من قيادات تعز، وهي كذبة كشفت كيف شكلت الزيارة توافقا سيمثل تأثيرا قويا في مسار المواجهة مع المليشيات ومدى رعب المليشيات من هذا التوافق الذي لم يكن في حساباتها.

توقيت حاسم
وجاءت الزيارة في توقيت حاسم ومفصلي، حيث كانت المليشيات تراهن على استمرار خلافات الفُرقاء؛ لتأتي النتائج صادمة بعدما رسمت ملامح مرحلة جديدة عنوانها “تصويب المعركة”.

وفتحت التحركات الأخيرة لطارق صالح ثغرة في جدار القطيعة التي طوقت تعز لسنوات بعدما ظلت قطعة جغرافية معزولة عن اليمن، وذلك بسبب الحصار الحوثي الذي يطوقها من 3 جهات غربا وشمالا وشرقا فضلا عن السياسة العدائية التي انتهجها حزب الإصلاح تجاه منافسيه.

ميدانيا، لم يكن الاختراق السياسي لطارق صالح في تعز حدثا عاديا، فالمدينة التي شكلت رافعة لـ”الثورات” كما وصفها الرجل، باتت أحدث حليف للساحل الغربي، ومن شأن توحد الساحل والجبل أن يقلب موازين المعركة مع الحوثيين.

من شأن تعز والساحل الغربي أن تقود معركة حاسمة بالشراكة مع الجنوب لكسر الحصار والتوجه صوب صنعاء، وذلك إذا ما تلاشت جهود الهدنة ووصلت إلى طريق مسدود، وهو أمر متوقع بالنظر للتجارب العديدة مع المليشيات، كما يقول طارق صالح.

وبحسب صالح فإنه يعمل على “إعادة لُحمة تعز كاملة من البحر إلى الجبل، والمناطق غير المحررة يجب أن تُحرر، ويجب أن تكون تعز الرافعة السياسية لأي عمل قادم، والتحرير العسكري القادم”.

 

وركز خطاب صالح خلال لقاءاته المكونات السياسية والعسكرية على نقاط مهمة وهي “العمل على لمّ الشمل ووحدة الصف في مواجهة ذراع إيران في المنطقة، وتجنب المعارك الجانبية، وأنه لن تكون له أي معارك جانبية”، على حد وصفه.

نقطة تحول
واعتبر القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، مهيوب الحبشي، تحركات طارق صالح مؤخرا وزيارته التاريخية إلى تعز أنها “مثلت نقطة تحول مهمة على طريق وحدة الصف ولم الشمل وتجاوز الماضي للتوجه نحو استعادة الدولة” من قبضة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.

وقال السياسي اليمني إن هذه التحركات حملت رسائل عدة أهمها داخليا إغلاق ملفات الماضي، والتوجه صوب الهدف الكبير المتمثل باستعادة الدولة ومؤسساتها من مليشيات الحوثي، والاعتراف بالخطأ وحتمية العودة إلى الصواب والاستفادة من أخطاء الماضي”.

 

وأضاف كما أنه “ليس هناك شيء مستحيل وتعز واحدة موحدة من السهل إلى الجبل، ومن الساحل إلى جبال ماوية، ولن تكون إلا واحدة موحدة أرضا وإنسانا ولا مجال ولا سبيل لتمزيقها إلى مقاطعات كما يهدف المتربصون”، وفقا للسياسي اليمني.

ومن جهته، قال الناشط السياسي والإعلامي عبدالسلام القيسي لـ”العين الإخبارية”، إن طارق صالح هو “الوحيد الذي له دور ومكانة في تعز، وهو الواسطة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب وبين السواحل والجبال، وقادر على تجاوز المماحكات وخوض معركة فاصلة إذا انهارت مجددا جهود السلام”.

وعمل طارق صالح من خلال التحركات الأخيرة على إعادة اللحمة ويسعى لتحرير كامل تعز، وقد وعد بتحريرها.

* العين الاخبارية