بنوك أمريكية متوسطة الحجم تطلب من الحكومة حماية كافة الودائع .. و«يو.بي.إس» يوافق على شراء «كريدي سويس»لتجنب الاضطرابات في القطاع المصرفي العالمي.

(شبكة الطيف) نيويورك

طلب ائتلاف يضم بنوكا أمريكية متوسطة الحجم من الهيئة الناظمة الفدرالية للمصارف ضمان جميع ودائع عملائهم لمدة عامين، حتى لمبالغ تفوق الحد البالغ 250 ألف دولار، لتفادي انتقال عدوى إفلاس بنك سيليكون فالي، على ما قالت وكالة بلومبرغ السبت.

وقال “ائتلاف البنوك متوسطة الحجم في أمريكا” (MBCA) في رسالة إلى السلطات، وفق تقرير الوكالة، إن ذلك الإجراء من شأنه أن “يوقف على الفور هروب الودائع من بنوك أصغر حجما، ويؤدي إلى استقرار القطاع المصرفي ويقلل بشكل كبير من احتمالات انهيار مزيد من البنوك”.

تسبب إفلاس مصرفي سيليكون بنك (SVB) وسيغنتشر بنك (Signature Bank) بأزمة ثقة في هذا القطاع.

وقام العديد من زبائن البنوك ذات الأحجام المماثلة بسحب أموالهم وإيداعها في مؤسسات أكبر مثل جي بي مورغان أو بنك أوف أمريكا.

هذا الأسبوع تدهورت القيمة السوقية لمصرف فيرست ريبابليك بنك، الذي يخدم العملاء ذوي الملاءة المالية العالية بشكل أساسي، بنسبة 80 بالمئة وسط مخاوف من عدوى الانهيار. ويحتل البنك المرتبة 14 بين أكبر البنوك الأمريكية من حيث الأصول.

حاليا في الولايات المتحدة، تتم حماية الودائع من قبل الهيئة الناظمة للمصارف، المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع (FDIC)، حتى مبلغ 250 ألف دولار.

ونقلت بلومبرغ عن ائتلاف المصارف أنه “على الرغم من صحة وسلامة القطاع المصرفي بشكل عام، فقد تآكلت الثقة في جميع البنوك باستثناء أكبرها”.

ودعا الائتلاف على وجه الخصوص مؤسسة التأمين FDIC ومجلس الاحتياطي الفدرالي ووزيرة الخزانة جانيت يلين للعمل على “استعادة الثقة على الفور”.

وتقترح مجموعة البنوك تمويل هذا الإجراء بنفسها عن طريق زيادة مبلغ المساهمات التي تدفعها المصارف لمؤسسة FDIC.

تعهد 11 مصرفاً أمريكياً رئيسياً الخميس إيداع ما مجموعه 30 مليار دولار في حسابات فيرست ريبابليك.

وتأمل مصارف بنك أوف أمريكا وسيتي غروب وجيه بي مورغان تشيس وثماني مؤسسات أخرى في إظهار ثقتها في النظام المصرفي للبلاد، وفقا لبيان مشترك.

 

على صعيد آخر وافق بنك (يو.بي.إس) السويسري على شراء منافسه الأصغر كريدي سويس مقابل ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.23 مليار دولار) وتحمل خسائر تصل قيمتها إلى 5.4 مليار دولار في اندماج قوي نفذته السلطات السويسرية لتجنب حدوث المزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي العالمي.

واضطرت الجهات التنظيمية في سويسرا إلى التدخل وتنسيق الصفقة بهدف منع أزمة الثقة التي يعاني منها بنك كريدي سويس من التغلغل أكثر داخل النظام المالي الأوسع. ومن المتوقع إبرام الصفقة بنهاية 2023.

وقال وزير المالية السويسري إن إفلاس بنك يحتل مكانة مهمة عالميا كان من الممكن أن تكون له عواقب لا يمكن تداركها على الأسواق المالية.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الصفقة ستنجح في استعادة ثقة العملاء من جميع أنحاء العالم في البنك. ويمكن معرفة المؤشرات الأولية على عملية الشراء عندما تفتح أسواق الأسهم في غضون ساعات قليلة في آسيا وأستراليا ونيوزيلندا.

وقال البنك المركزي السويسري في مؤتمر صحفي في العاصمة السويسرية بيرن إنه سيقدم سيولة كبيرة للبنكين بعد اندماجهما، مضيفا أن الصفقة تشمل تقديم مساعدات مالية قيمتها 100 مليار فرنك سويسري (108 مليارات دولار) لبنكي (يو.بي.إس) وكريدي سويس.

وقال “مع استحواذ (يو.بي.إس) على كريدي سويس، نكون قد توصلنا لحل لتحقيق الاستقرار المالي وحماية الاقتصاد السويسري في هذا الوضع الاستثنائي”.

ولم يتضح بعد تأثير هذه الخطوة على الوظائف.

وقال بنك (يو.بي.إس) إنه يتوقع توفير نحو سبعة مليارات دولار من التكاليف سنويا بحلول عام 2027.

وأضاف أن حائزي أسهم بنك كريدي سويس سيحصلون على سهم واحد في (يو.بي.إس) مقابل كل 22.48 سهم لهم في كريدي سويس، أي ما يعادل 0.76 فرنك سويسري للسهم.

وقالت هيئة مراقبة السوق المالية السويسرية (فينما) إن البنكين سيكون بإمكانهما مواصلة جميع أنشطتهما التجارية دون قيود أو انقطاع.

وأضافت إنها ستنسق مع السلطات الوطنية والدولية، ولا سيما مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وهيئة التنظيم الاحترازية البريطانية.