الطاحوس اليمني من لاعب دولي إلى بائع ثلج

شبكة الطيف –

أثار الجدل مؤخرا في وسائل إعلام محلية حول وضع نجوم المنتخبات الوطنية السابقين الذين ابتعدوا عن ممارسة كرة القدم نتيجة أوضاعهم المعيشية بعد ان كانوا أكثر تألقا في المنتخبات أو الاندية التي لعبوا لها .

وكان موضوع اللاعب الدولي السابق محمد الطاحوس، الذي ترك كرة القدم وهو في قمة عطائه واتجه إلى بيع الثلج في مدينة الحديدة بالساحل الغربي ليعيل اسرته بعد تعرضه للإهمال والتهميش، قد اثار انتقادات واسعة لعدم وجود تأمين يساعد اللاعبين على تحسين معيشتهم وخصوصا عند الاعتزال أو الإصابة .

محمد الطاحوس اللاعب الاسمر كان إلى الأمس القريب حديث الجماهير والصحافة والإعلام في اليمن، عندما كان يصول ويجول مع ناديه شباب الجيل الساحلي أو مع نادي الصقر الذي انتقل إليه لاحقا ومن ثم أندية اخرى.

وكان له نصيب في صفوف المنتخب الوطني وشارك في عدة بطولات خليجية مع المنتخب، كما تألق في عدة ملاعب خليجية منها ملاعب الامارات والكويت، ونال الإشادة من كل المدربين الذين لعب تحت إشرافهم في صفوف المنتخب أو في صفوف الاندية.

وأحرز عدة أهداف دولية وكان هدافاً بارعاً لا يشق له غبار في البطولات المحلية مع ناديه شباب الجيل ونافس كثيرا على لقب الهداف، وتميز بالسرعة والأداء القوي والرجولي وهتفت له الجماهير كثيراً، وتلقى عدة عروض خليجية للإحتراف لكنها لم تصل إلى نهايتها السعيدة.

موقف صعب

ويؤكد الصحفي الرياضي قاسم البعيصي الذي ينتمي إلى نفس محافظة اللاعب أنه فوجئ بوجود الطاحوس في أحد شوارع مدينته الساحلية الحارة وهو يبيع الثلج على قارعة الطريق في موقف مؤلم، وأضاف البعيصي في مقاله واصفاً حال النجم الدولي السابق: إلى هذا الحد وصلت باللاعب الدولي الأقدار أن يعمل بائعاً للثلج على قارعة أحد الشوارع في أحد الأحياء الشعبية في الحديدة.

قصة تحول غامضة لم يكن يتصورها أحد أو تدور في خلده ولو لمجرد تفكير، خاصة وأنه لا يزال لاعباً في صفوف شباب الجيل وقبل شهور أسهم في صعود فريقه إلى مصاف الدرجة الأولى لكرة القدم (دوري المحترفين) لكنها الحقيقة وحدها من تؤكد أن الدولي الطاحوس فعلاً يمتهن عمل بيع الثلج وقد شاهدته بأم عيني، لقد قهر أعين الناظرين إليه والوافدين إلى مكانه وعنوانه لشراء الثلج بأسعار مختلفة.

لافتا إلى أن الطاحوس كان قد تألق في مشاركته في مباراة تأبين وتكريم الفقيد أوسام السيد قبل أكثر من شهرين بمشاركة نجوم الكرة اليمنية، وقدم في هذا اللقاء مهارات رائعة.

ونقل على لسان اللاعب قوله إن هناك من حاربه في رزقه وأبعدوه عن ممارسة معشوقته كرة القدم وحرموه من لقاء جمهوره ولم يجد سوى الرضوخ لهذا العمل من أجل أن يعيل أسرته ويعلم أولاده.

وتساءل الصحفي البعيصي في ختام مقاله المثير للجدل ” لماذا يجد الموهوب في بلادنا نفسه على قارعة الطريق في الوقت الذي يجب أن يكون النجم في السماء ويحظى بالاهتمام المطلوب ؟.. من يحاسب المسيئين للنجومية ومن يعيد الطاحوس إلى مكانه خاصة وهو قادر على العطاء..؟ وإن لم يكن فهو مشروع مدرب أو إداري من الطراز الرفيع.

ويؤكد نقاد ومتابعون أن الطاحوس مجرد حالة واحدة بين نجوم الكرة اليمنية الذين لا يلقون إلا التهميش والإهمال مهما كان عطاؤهم في الملاعب , ولا يوجد لهم جهة رسمية ترعاهم وتصلح شؤونهم وتساعدهم في حل مشاكلهم خصوصا وأن كرة القدم في اليمن ما زالت في طور الهواية ولن تبلغ بعد طور الاحتراف الحقيقي.
__________
المصدر : البيان الاماراتية