الحوثي يغير المناهج الدراسية لأثارة النزعات الطائفية.. وإضراب المعلمين للمطالبة بمرتباتهم بعد وعود كاذبة للحوثي

(شبكة الطيف) صنعاء

نفذ المعلمين والمعلمات بالمدارس الحكومية الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي اضراباً عن العمل مطالبين بصرف مستحقاتهم المتوقفة وجدولة رواتبهم.
 
وقالت مصادر محلية بان المدارس الحكومية بمناطق سيطرة الحوثي لا تزال مغلقة رغم بدء العملية التعليمية منذ أسبوعين ، بسبب إضراب المعلمين.
 
وأوضحت المصادر بأن المدرسين رفضوا الحضور إلى المدارس مطالبين بصرف مستحقاتهم المتوقفة وجدولة رواتبهم، فضلاً عن استعادة المساعدات النقدية التي تم نهبها من قبل المليشيا. 
 
وأشارت إلى أن المليشيا وعدت بصرف رواتب المدرسين المضربين عن العمل، ولكنهم اعتبروا هذه الوعود كاذبة، كما قامت بنهب المساعدات النقدية التي قدمتها اليونيسف للمدرسين، وحرمت قطاعًا كبيرًا من المعلمين من الاستفادة منها ، حصرت الصرف على عناصرها والموالين لها.
 
وسبق لنادي المعلمين اليمنيين بصنعاء، إعلانه في الأسبوع الماضي عن إضراب شامل لكافة التربويين والتربويات، في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ابتداء من اليوم السبت 22 يوليو .
 
وطالب النادي في بيانه، بسرعة صرف رواتب موظفي التعليم العام، بانتظام من بداية الشهر القادم، وجدولة المتأخرات منها.
 
وأوضح البيان، أن هذا الإضراب يأتي كإجراء احتجاجي، نتيجة تجاهل مطالب موظفي التعليم العام، مشيرًا إلى أن “الحال وصل إلى وضع لا يمكن السكوت عنه”.
 
البيان أكد أن النادي تم التواصل مع آلاف التربويين والتربويات، لمناقشة الوسيلة الأفضل والأسرع للحصول على الراتب، “حقهم الشرعي والطبيعي والقانوني المتقطع منذ ثماني سنوات”.
 
لافتا،إلى أن حكومة الحوثيين لجأت للخدعة السنوية “الحافز”، مبينًا أنها تجاهلت معاناة التربويين والتربويات بالوقت الذي “تصرف مبالغ مهولة للمجلس السياسي والوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى”.
 
كما ندد البيان، بالوعود المستمرة للحوثيين والتي لا تنفذ منذ ثماني سنوات، وما أسماه “الضحك على ذقون التربويين والتربويات”.
 
ودعا البيان، كل الكيانات النقابية ونقابات المحامين والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، إلى التضامن مع النادي حتى تحقيق مطالبه.
 
يذكر أن السلطات الحوثية تمتنع عن صرف مرتبات كافة موظفي الدولة في مناطق سيطرتها، منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، بينما تتحكم بإيرادات كافة المناطق التي تسيطر عليها، وتفرض جبايات على المنشآت والمؤسسات التجارية الكبرى، وحتى على صغار التجار.

وتشهد اليمن منذ عام 2014 صراعًا مستمرًا بين الحكومة الشرعية والحوثيين، الذين يعتبرون أنفسهم القوة السياسية الأساسية في البلاد. وقد أثر هذا الصراع الطائفي بشكل كبير على جميع جوانب الحياة في اليمن، بما في ذلك التعليم والمناهج الدراسية.

 

تعديل المناهج الدراسية:

 

منذ سيطرة الحوثيين على السلطة في الأجزاء التي يسيطرون عليها في اليمن، قاموا بتعديل المناهج الدراسية بشكل طائفي، مما أثر على المحتوى العلمي والتاريخي للمناهج بشكل كبير. تم تغيير المناهج ليعكسوا وجهة نظر الحوثيين والمذهب الشيعي الذي ينتمون إليه، على حساب النصوص الدينية والتاريخ اليمني.

 

التأثير على المحتوى الديني:

 

تم تعديل الدروس الدينية في المناهج الدراسية لتروج للمفاهيم الشيعية ولتنتقد العقائد السنية. فقد تم تغيير الدروس التي تتعلق بالصحابة والخلفاء الراشدين، وتم تخفيف تأكيد السنة النبوية والتقليل من أهميتها. بالإضافة إلى ذلك، تم تعديل الدروس لتعكس الآراء والمعتقدات الشيعية، مما ينتقص من التنوع الديني في اليمن ويشجع على التفرقة الطائفية.

 

التأثير على المحتوى التاريخي :

 

تم أيضًا تغيير المحتوى التاريخي في المناهج الدراسية بشكل كبير. تم التركيز على تاريخ الشيعة وما يتعلق بها، بينما تم التقليل من أهمية الأحداث التاريخية والتاريخ اليمني الغير متطرف والوسطي بشكل عام. وقد تم توجيه الانتباه بشكل خاص إلى النزاعات والصراعات التي تشهدها البلاد بين السنة والشيعة، مما يعزز التفرقة الطائفية ويثير الانقسامات بين الشعب اليمني.

 

التداعيات:

 

تعديل المناهج الدراسية بشكل طائفي يثير مخاوف من تأثيره السلبي على الشباب اليمني، ويمكن أن يؤدي إلى زعزعة الوحدة الوطنية وتأجيج التوترات الطائفية في المستقبل. إن تعديل المناهج الدراسية بهذا الشكل يعد تجاوزًا خطيرًا لحقوق الطلاب للحصول على تعليم عادل ومتوازن، ويمكن أن يؤدي إلى تشكيل جيل من الشباب الذين ينمون في بيئة محدودة ومتطرفة.

 

الاستنتاج:

 

تعديل المناهج الدراسية بشكل طائفي من قبل الحوثيين يشكل تهديدًا على التعليم العادل وتعزيز التوازن الطائفي في اليمن. يجب على المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية العمل مع اليمن لإصلاح المناهج الدراسية وإعادة بناء النظام التعليمي بشكل عادل ومتوازن، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع اليمني.