روسيا تخلي بعثتها الدبلوماسية من ليبيا

أجلت السلطات الروسية كافة أعضاء بعثتها الدبلوماسية وعائلاتهم من ليبيا اليوم الخميس، بعد يوم من هجوم متظاهرين ساخطين من مقتل ضابط ليبي على يد فتاة روسية، في حين أعربت طرابلس عن استنكارها لهذا الهجوم وأكدت أنه لن يؤثر على العلاقات بين البلدين.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشفيتش إن موسكو اتخذت قرار الإجلاء بعدما حضر وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز إلى مقر السفارة للاطلاع على ما جرى، وأبلغ السفير الروسي بأن بلاده لا تستطيع أن توفر الحماية للبعثة الدبلوماسية، وهو ما نفاه الوزير.

وأكد عبد العزيز لوكالة الصحافة الفرنسية أنه طلب من العاملين في السفارة عدم تمضية الليل فيها خشية تعرضهم لهجوم ثان إثر “مقتل اثنين” من المهاجمين، كما قال الوزير الليبي.

أما لوكاشفيتش فقال إن العاملين في السفارة بطرابلس وعائلاتهم عبروا الحدود إلى تونس اليوم الخميس، مؤكدا أن السلطات الليبية تعهدت بحماية مرافق السفارة واستعادة حالتها الأمنية.

وأضاف أن الخارجية الروسية أوصت مواطنيها بعدم السفر إلى ليبيا لدواع أمنية.

وكان العشرات من الليبيين قد تظاهروا الأربعاء أمام سفارة روسيا وأنزلوا العلم الروسي من أعلى المبنى، “ردا على اغتيال فتاة روسية لضابط بسلاح الجو الليبي”، وفق كالة تضامن الليبية.

وبينما أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه “لم يسقط أي جريح خلال هذه المظاهرة العنيفة”، أكد مسؤولون ليبيون مقتل أحد المهاجمين وإصابة أربعة آخرين، وفق وكالة رويترز.

يشار إلى أن الفتاة الروسية أكدت بعد اعتقالها أنها قتلت الضابط محمد السوسي (58 عاما) في منطقة سوق الجمعة بسبب دعمه ومساندته للثورة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي.

القنصلية الأميركية في بنغازي تعرضت لهجوم قتل فيه السفير العام الماضي (الجزيرة نت-أرشيف)
استنكار ليبي
من جانبها استنكرت وزارة الخارجية الليبية الهجوم، واعتبرته عملا غير مسؤول “يهدف إلى المساس بالعلاقات الإستراتيجية بين البلدين الصديقين”.

وأكدت الوزارة في بيان تلقت وكالة الأنباء الليبية (وال) اليوم الخميس نسخة منه، أن العلاقات التاريخية التي تربط البلدين ثابتة ولن يؤثر فيها هذا العمل “غير المسؤول”.

وجددت حرصها على أمن وسلامة كافة البعثات الأجنبية والمقيمين على أراضيها، مؤكدة متابعتها للتحقيقات بشأن هذه الحادثة مع الجهات المختصة.

وشهدت البلاد عدة هجمات على بعثات دبلوماسية غربية، كان أعنفها ضد القنصلية الأميركية في بنغازي يوم 11 سبتمبر/أيلول 2012 حيث قتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين.

المصدر:وكالات