رأي الخليج : الجماعة بعد الحظر

 

رأي الخليج 

 

ما حصل في مصر أمس الأول كان متوقعاً، وقرار المحكمة بحظر جماعة الإخوان والتحفظ على أموالهم وممتلكاتهم جاء نتيجة حتمية لسبب فرض هذا القرار، لأن ما حصل من جانب “الإخوان” خلال وجودهم في السلطة على مدى عام، وبعد الثورة الشعبية التي اقتلعتهم تجاوز حدود الحرية والممارسة الديمقراطية التي يفترض أن تعبر عن سلوك من يؤمن بها ويعمل من أجلها .

الجماعة في ممارساتها في الحكم وبعده كانت تعبر عن نهج استئصالي لا يؤمن بالديمقراطية والتعددية، ولجأت إلى العنف وسيلة للاحتفاظ بالسلطة، ولم تتورع عن ممارسة القتل والإرهاب ضد خصومها، وناصبت الدولة وأدواتها ومؤسساتها العداء، ولم تعترف بمصر وطناً لكل المصريين، وعملت من أجل تحقيق مشروع مشبوه يخرج مصر من دورها وتاريخها وتراثها الحضاري والإنساني والديني المتنور . . إضافة إلى محاولة استدراج الخارج للتدخل في الشأن الداخلي، وعقد صفقات سرية مع قوى خارجية وإقليمية تتربص بمصر وتناصبها العداء التاريخي .

لهذا كله كان قرار المحكمة بحظر جماعة الإخوان، وهو ما يتسق مع مطالب الجماهير المصرية التي خرجت بالملايين يوم 30 يونيو/حزيران الماضي للخلاص من حكمهم الذي بات يشكل خطراً على مصر ومستقبلها .

لكن ذلك يستدعي المزيد من الحذر الرسمي والشعبي في التعاطي مع الجماعة التي واجهت منذ نشأتها قرارين مماثلين أبعداها عن ممارسة الحياة السياسية السوية الطبيعية، حيث لجأت إلى العمل السري في الظلام وهو ما يشكل خطراً فعلياً، خصوصاً أن الفكر الذي تعمل في إطاره هو فكر يتعارض تماماً مع طبيعة الشعب المصري، وما يسعى إليه من تحقيق لأهداف الحرية والديمقراطية والعدالة .

إذاً، سيظل خطر الجماعة ماثلاً، لأن عملها في الظلام قد يكون قاتلاً وانتقامياً هذه المرة .