ثورة الرابع عشر من أكتوبر ارتباط الجنوبيين بالأرض والهوية

 

 

بقلم الباركي الكلدي
بعد مرور 50 عاماً على قيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة والتي سطر فيها أبناء الجنوب أروع ملاحم البطولة والفداء،نضالاً وصموداً ومقاومة ، لطرد المستعمر البريطاني من أرض الجنوب، أن ارتباط الجنوبيين بذكرى 14 أكتوبر هو الارتباط بالأرض التي قدموا من أجلها قوافل الشهداء ، لان الأرض هي الوطن وان الصراع القائم مع الجمهورية العربية اليمنية أبتدئ عند غزو أرض الجنوب، ولن ينتهي هذا الصراع إلا باسترجاع الأرض الجنوبية الغير قابله للتجزئة والتقسيمات وليس هناك من يجرؤ على هذه التجزئة حتى وأن بادر البعض في المشاركة والإسهام بالمبادرات لحل الأزمة في اليمن ككل، فإن إجماع الجنوبيين على الدعوة لأحياء مليونية 14 أكتوبر يعيد إلى الأذهان ذلك التلاحم الجنوبي الذي شكل فيه الجنوبيين دعوات انتهاج الكفاح المسلح كوسيلة تحررية لأرض الجنوب ، وعملت على قناعات النضال الوطني لدى شعب الجنوب في سبيل تحقيق أهداف الثورة التحررية ، ونعيد شريط الذكريات إلى تلك الذكرى التي حفرت في أعماق الجنوبيين العزة والشموخ في يوم عيد الاستقلال الأول
في الـ30 من نوفمبر 1967م بعد ثورة شعبية مسلحة طويلة الأمد امتدت لأكثر من 4 سنوات أجلت بريطانيا قواتها من عدن إحدى أهم مستعمراتها في العالم، منهية بذلك حقبة طويلة من استعمارها لعدن بعد احتلال دام قرناً وثلث القرن تقريباً، مخلفة وراءها تركة ثقيلة كتمت أنفاس الدولة الوليدة لحظة جلائها وهي الدولة التي قامت في عدن وبقية المحميات الشرقية والجنوبية وعرفت فيما بعد في الأوساط الدولية والإقليمية بـ”اليمن الجنوبي”.. لكن تلك الدولة لم تكن لترى النور لولا ضالات بطولية سطرها الثوار الأحرار قبل وأثناء انطلاق ثورة 14 من أكتوبر عام 1963م في اليمن الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني من جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد المناضل “غالب بن راجح لبوزة” الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة.. فبريطانيا الذي أصعقها خبر الثورة كانت قد شنت حملات عسكرية غاشمة استمرت لـ”6″ أشهر، قصفت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل. واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة “الأرض المحروقة”، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال إلأ إنسانية، ومرت ثورة أكتوبر بمراحل عديدة حتى نالت عدن الاستقلال في 30 نوفمبر ، وليس بغريب على المشاركين في صفوف تلك الثورة التحررية أن يقفون اليوم في خندقاً واحد لصنع تاريخاً جديد لطرد المحتل اليمني من أرض الجنوب الطاهر .
فان شعب الجنوب سوف يجتاز كل الصعاب ويدوس على الأيادي المتحالفة مع المحتل اليمني لغرس اليمننة على ارض الجنوب وطرد الجنوبيين من وطنهم وأرضهم وحياتهم ومستقبلهم ، لصالح شذاذ الأفاق من مجرمي الحرب في صنعاء الذين يدمرون الجنوب أرضا وإنسان تحت ذرائع واهية وادعاءات فارغة من إلصاق الإرهاب في ارض الجنوب ،
لاغتيال حياة الشعب في الجنوب ونهب ثرواته واستغلال خيراته ،أن المخرجات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر من تقسيم ارض الجنوب كحلاً للازمة في اليمن يظهر الانحياز والتحالف مع سلطة صنعاء ، متناسياً ما يطبل به من مفردات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وعند تعامله مع الأخر يدوس على كل هذه المفردات ، لتتحول إلى اسطوانة فارغة يكتبون عليها أكاذيبهم وخداعهم دون إن يرف لهم جفن أو تتحرك بهم مشاعر لما تمارسه عصابات الاحتلال اليمني في الجنوب من قتل وتعذيب وانتهاك ، فمنذ تحقيق الوحدة المغدور بها من قبل عصابة صنعاء وهي تقوم في أبشع الجرائم من اغتيالات وتدمير وتهجير لأبناء الجنوب وبعد احتلال ارض الجنوب اعتمدت تلك العصابة ذات الأسلوب والنهج في العنصرية والتهميش والتسريح ألقسري الذي يرفضه أبناء الجنوب، وخرج إلى الشارع بثورة شعبية تطالب في إعادة الحق الجنوبي المسلوب ، وأن المبادرة الخليجية اختصت بنودها حل النزاع القائم في اليمن على سلطة الحكم وشاهدنا العديد من التصريحات المتناقضة للرئيس المخلوع وعصابته الاحمرية في رفض الحوار حين تشمل قضية الجنوب وتهديد من يخالف مخرجات الحوار حين استبعاد قضية الجنوب، وذلك يؤكد إن النزاع والصراع في صنعاء حول ثروات الجنوب وخيراته وتطرقت المبادرة إلى تقسيم الجنوب إلى أقاليم من اجل يبقي المحتل يستنزف الخيرات والثروات ، فلا بد أن يدرك الجنوبيين وخاصة الذين شاركوا في التفاوض من خلال الحوار اليمني أن عصابة صنعاء لا تريد الاعتراف بالقضية الجنوبية وانها ستقدم الحلول المقشوشة والمغالطات لتعويض الجنوبيين عن بعض الانتهاكات التي لحقت بهم ، وتحاول شق التوافق الجنوبي لقوى الحراك وزرع المندسين في صفوف الثوار بعد أن اصبح القرار الجنوبي لا تراجع عنه في استعادة الدولة ، ويجب أن لا ننسى الاخطاء القاتلة التي وقعت فيها الجبهة القومية وجبهة التحرير في ثورة 14 أكتوبر وانجرارهما إلى حرب أهلية بين أخوة السلاح والمصير والنضال وخدم ذلك الصراع المحتل البريطاني والتي بدوره صب الزيت على النار وأججت الحرب والاقتتال وكان ذلك نذير شؤم على أبناء الجنوب نعاني إثارة إلى اليوم ف14 اكتوبر هي تصحيح لكل الاخطاء والتحاق الجميع في قافلة الثورة التحررية بعيداً عن الصراعات الاقليمية وقطع الحبل على المتسلقين واصحاب المصالح من ثورة شعب الجنوب