ما الغاية .. وما الوسيلة ؟!

بقلم الكاتب / حسين صالح غالب السعدي

من أراد وصول غايته إلى الله سبحانه وتعالى فعليه بإخلاص النيّة ، فالوصول إلى الله لا يكون بالمال ولا بالوجاهة ولا بالقوة ولا بالبسط والنفوذ وتقطع الطرقات العامة والخاصة … الخ  ، إن الله يرفع العبد المخلص ولو كان أشعث أغبر لا يُؤبه له ومدفوع بالأبواب فنّيته الصادقة مع الله وسرّه المكنون في التعلّق بالله على مراد رسول الله عليه الصلاة والسلام لو أقسم على الله لأبرّه ، وما نراه ونشاهده من الكثير من نُخب المتجمع من بعض  العلماء وكذلك نخب المجتمع ممن يسمون أنفسهم علمانيين أو ليبراليين وشخصيات اجتماعية ويدعّون الوطنية وحب الوطن فهم على نقيض أقوالهم تماما وللبيان :

1-         بعض من نخب العلماء : سخّروا الدين لمصالحهم وأهوائهم الشخصية الدنيوية فأفتوا بما مال بهم الهوى ثم بعد ذلك تمكروا لفتاواهم بعد أن حلت المصائب والحروب في المجتمع بسبب فتاواهم التكفيرية ، فيبررون بعد النكبة بأننا لا نقصد كذا وإنما كان قصدنا كذا ، ويظهرون في أوقات معينة ومناسبات معينة ، فأصبح عندهم الدين وسيلة لأغراضهم وليس غاية ـ حيث أن الإنسان خلق لعبادة الله سبحانه وهذه الغاية من خلقه ـ فيجعلون الدين وسيلة لأطماعهم وقد أصبحوا يملكون الملايين بعد أن كانوا في بداية طريقهم الى الله من أشد الناس فقرا وعوزا ولكن أغرتهم الدنيا ومتاعها الفاني وبهرجتها الزائلة فأصبحوا إن لم يتداركهم ربنا في رحمته وعفوه ليتوبون إلى الله من أعمالهم المخالفة لشريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قد أصبحوا قدوة سيئة للمجتمع ويقتدي بهم أناس فيسلكون نفس مسالكهم ، ثم يصبح المجتمع في حيرة من أمره ، فيكره الدين والملتزمين به بسبب سلوك هؤلاء نعوذ بالله من الخذلان .

2-         بعض نخب العلمانيين والليبراليين وبعض ممن يسمونهم شخصيات اجتماعية أدعياء الوطنية : سخروا شعارات الوطنية من أجل مصالحهم الشخصية والعبث بالوطن والمواطن ، فمعظم هذه النخب لا وطنية عندهم وإنما عمالة وخيانة وقد أرهقوا الوطن والمواطن عندما اعتلوا وتربعوا العروش ، لقد أصبح المجتمع لا يثق بمن يحب الوطن والوطنية  بسبب هذه النُخب الجاهلة فأصبحت عندهم الوطنية وسيلة لمصالحهم الشخصية وليس غاية . ويلحق بهم بعض نخب مشائخ القبائل والأعيان والشخصيات الاجتماعية كما يسمونهم فيبيعون قبائلهم بأبخس الأثمان من أجل مصالحهم الشخصية ويجّهلون رعيتهم ، ويجعلونهم عبيدا لهم من دون الله ، ويسخرونهم لمحاربة الوطن باسم الوطنية فهم من البيوتات الغامضة من فسول الرجال يسمّونهم { شخصيات اجتماعية } حيث قد برزوا واستغلوا تهجير ومحاربة الصالحين الصادقين وعدم تمكنهم بسبب محاربتهم ثم هاجروا وتركوا الأوطان لشرفهم وعزة نفوسهم فظهر لنا مثل هؤلاء ، فجعلوا غايتهم العبث وخادع الناس من أجل مصالحهم الشخصية فتراكمت لديهم أموال من الحيل والغش والسرقة عن طريق مشاريع خيرية استغلوا بها طيبة المجتمع وسخروا ما جمعوا لأغراضهم الشخصية …

قد يسأل سائل ويقول إذا كان معظم نخب البلاد بهذه الطريقة ، فما الحل ؟

نقول الحل سهل وميسر فهل تخيَّلتم يوماً ما ، أنكم في ظلمات البحر فتلتهمكم حيتان عملاقه يزن الواحد منها أكثر من مائة طن ؟ ماذا ستفعلون ، ومن ستنادون ، وهل تتصورون بأن من تنادونه قادر على الإجابة ؟! تأملوا قصة سيدنا يونس عليه السلام ، مقارنة بواقعنا فلم يعد لدينا إلا الدعاء ، وقد لا نجد الاستجابة السريعة من الله تعالى إذا فقدنا الإخلاص والمتابعة . فأخلصوا بالدعاء {  اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّنا ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنا ونحن عبيدك ، ونحن على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْنا ، نعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْنا ، نبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَنا ، ونبوءُ بذَنْوبنا فَاغْفِرْ لنا ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . اللهم اصلح العباد والبلاد ، وأصلح ولي أمرنا وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الحق وتدله عليه وأبعد عنه بطانة السوء يا أرحم الراحمين . ولا نيأس ولا نقنط من رحمة الله فأبشروا ويسروا ولا تعسروا وهنيئا لنا بفرج ربنا البر الرحيم فوالله إني أحسّه قريب وقريب جدا .