حجة كيف تحول الشاكي إلى سجين برنة هاتف

شبكة الطيف – حجة :
تحولت إدارة أمن حجة إلى ما يشبه قلعتها الشهيرة التي كانت سجناً في العهود السابقة، فمن يأتي اليوم إلى هذه الإدارة يصبح معتقلاً بدون وجه حق، ونزولاً عند رغبة النافذين والقوى الاقطاعية في المحافظة، وما تعرض له الشاب محمد الحجوري 35 عاماً، يكشف إلى أي مدى أصبح أمن المحافظة وسيلة تأديب من قبل المشائخ والنافذين ضد البسطاء من الناس الذين لا حول لهم ولا قوة.

شكوى الحجوري، تؤكد أن صاحبها بعد أن تعرض للظلم والضرر من قبل بعض النافذين والمتسلطين في المنطقة التي يعيش فيها، قرر اللجوء إلى العيون الساحرة المفترض بها السهر لحماية المواطنين وصون ممتلكاتهم وأعراضهم وكرامتهم من أي أذى.. قرر أن يشكو من ظلموه واضطهدوه وألحقوا به الضرر إلى إدارة أمن المحافظة لعله يجد فيهم من يحميه وينصفه.

وصل محمد إلى إدارة الأمن، طرق باب ادارة الأمن وقابل مسؤول هناك وشكى له ما يعانيه وما تعرض له من ظلم وأذى من بعض النافذين، فما كان من هذا المسؤول الأمني إلا أن يأخذ جواله ويتصل بالنافذ المشكو به، ظن محمد حينها أن قضيته توشك على الحل، وأن الفرج قريب, انه وجد من أحس بما يعانيه من آلام وأحزان فقرر أن ينتصر له وينصفه ويعيد إليه حقه، ولكنه كان أمام مفاجأة مذهلة بمجرد أن وضع ضابط الأمن جواله على مكتبه أثر انتهاء المكالمة، حيث أمر جنود الإدارة بأخذ الشاكي الحجوري ووضعه في سجن إدارة البحث الجنائي فوراً وبدون تأخير وخاطب أحد ضباط البحث قائلاً “لو جاء رسول الله لا يزوره” أي لا تسمحوا له بزيارته في السجن، وكأنه مجرم خطير أو إرهابي عالمي وليس مجرد مظلوم جاء شاكياً وطالباً الإنصاف والعدالة..

ما الذي يحدث في إدارة أمن حجة، وهل تحولت إلى مجرد سجن للبسطاء والمغلوبين على أمرهم، وكيف يتحول المظلوم إلى سجين دون وجه حق.. فقط بمجرد مكالمة هاتفية مع الظالم المتمتع بالنفوذ والتسلط.

ظل محمد في سجن البحث لمدة أسبوع كامل ثم تم الإفراج عنه، لكنه أصبح في محنة حقيقية، ففي ظل غياب الانصاف والعدالة صار خائفاً من العودة إلى منطقته حيث ينتظره هناك النافذ الذي جاء ليشتكي به، ويخشى أن يحصل له من ذلك النافذ أذى وضرر لا يحتمل لأنه تجرأ وشكاه إلى الأمن.. أمن حجة الذي أفرز معاناة لا حدود لها لمواطن بسيط كل ذلك بسبب العلاقة التي تربط ضابط الأمن بذلك النافذ.. فمن يضع حداً لمعاناة محمد الحجوري ويبحث له عن حل يعيده إلى منزله بأمان؟! هل يوجد من يفعل ذلك؟!

يمنات