أهمية الزحف إلى عدن في مليونية الاستقلال أو الموت

 

كتب/ رائد الجحافي

كان الكثير من الجنوبيين قد وصلوا إلى قناعة أن المليونيات التي خرجت في الجنوب كانت قد أدت الغرض لإيصال رسالة الجنوبيين إلى العالم أجمع بأنهم لن يقبلوا إلا باستقلال الجنوب، لكن وعلى الرغم من كل تلك المليونيات التي عبرت بوضوح عن إرادة شعب الجنوب إلا أن المؤامرات لم تنته بل كثفت صنعاء من نشاطها المعادي للثورة الجنوبية وبذلت أقصى جهودها في محاولة تزييف الحقيقة وقلب نظرة وقناعات الرأي العام الخارجي من خلال إستراتيجية مدروسة تشترك بعض دول الخليج العربي وواشنطن في وضعها وتتمحور في مرتكز مزعوم إمكانية إيجاد معالجات للمشكلة اليمنية برمتها، في ظل تجاهل متعمد للجنوب وعدم الإقرار به كمشكلة منفردة بذاتها بل وكواقع أن الجنوب هو الأساس الذي أن بدأت في أنها مشكلته ستحل كل القضايا اليمنية الأخرى هذا التعاطي كان قد وجد في بداية مرحلة الخوض في الأزمة اليمنية التي على ضوئها جاءت المبادرة الخليجية،

 

وعندما أخفقت صنعاء وحلفائها في إيجاد واقع بحسب هواهم ومصالحهم المشتركة عادوا لإنتاج مفهوم آخر هو في حد ذاته ثانوي أو استثنائي تمثل في محاولة إشراك الجنوب في أطار ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني، وحاولوا عندئذ إدخال جنوبيين في المؤتمر تحت مسمى ممثلي الحراك الجنوبي، بعد رفض فكرة المشاركة من قبل القوى الجنوبية الحقيقية التي اشترطت وجود حوار ندي بين طرفين وتحت إشراف وضمانات دولية، اليوم تكاد صنعاء وحلفائها الوصول إلى مرحلة الفشل الأخيرة إن لم تكن قد فشلت بالفعل في الأعلام عن مخرجات مؤتمر الحوار اليمني، يأتي هذا في ظل تكثيف الجهود للالتفاف على ثورة الجنوب من خلال استخدام الكثير من أوراق اللعب السياسي الذي يحضر فيه العمل الاستخباراتي بصورة قويةيجري من خلال تلك الألاعيب تسخير كافة الإمكانات المادية للجانب الإعلامي الذي يروج للمشكلة على دون حقيقتها وواقعها، وذلك لخداع الرأي العام الخارجي ومن ناحية ثانية وهي الأهم لضرب وتزييف الوعي الجنوبي وتبديل قناعات الجنوبيين حتى يمكن لصنعاء المرور بمشروعها الضامن لاستمرار الجنوب تحت هيمنتها من خلال قبول الجنوبيين بالدولة الفيدرالية من إقليمين في نهاية المطاف، وهذا ما رفضه الجنوبيين منذ وقت مبكر،

 

وإذا ما خرج شعب الجنوب هذه المرة بمليونية كبيرة فأن مشروع استمرار الجنوب تحت هيمنة صنعاء سينتهي لت محالة ويبقى على المجتمع الدولي برمته بما فيها دول الجوار بالدرجة الرئيسية سوى العمل على تمكين الجنوبيين من أقامة دولتهم المستقلة، والتدخل لفض صورة الشراكة الوهمية (التي أضحت احتلالا للجنوب) ما لم فأن النتيجة المتوقعة ستكون عبارة عن مشهد عنف قد لا يتمكن الجميع من تلافيه بسهولة وسيقود إلى تهديد السلم والأمن الدولي، لهذا تحاول صنعاء بمعية بعض القوى الجنوبية الموالية لها بكل الوسائل والطرق العمل على التقليل من أهمية الدعوة لإقامة مليونية ذكرى ثورة 14 أكتوبر التي يطلق عليها الجنوبيين هذه المرة مليونية الاستقلال أو الموت.