المؤتمر الجنوبي والقياده الجنوبيه

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الجنوبي والقياده الجنوبيه

بقلم د.عبدالرحمن الوالي

قناعتنا ان كل عوامل انتصار القضيه الجنوبيه اصبحت متوفره بدرجه كبيره جدا ولم يبق الا (وحدة الاداة السياسيه) وهو عامل هام . وفي هذا السياق نطرح امام القوى السياسيه الجنوبيه وجهة نظرنا نحو تشكيل قياده جنوبيه موحده. ان القوى التي نرى ان توحدها في تكتل واحد (نسميه مؤقتا تكتل حتى لاندخل في خلاف حول الاسم) وتوحدها مفيد جدا لانتصار القضيه الجنوبيه نحو التحرير والاستقلال هي في نظرنا ست قوى:

1 الجبهه الوطنيه  2  مؤتمر القاهره  3  مجلس الحراك  4 الرابطه  5  لجنة المؤتمر الجامع  6  البرلمان الجنوبي. ومن معلوماتنا الاوليه ان هذه القوى الست تظم في طياتها مايقارب من مئة فصيل ومكون جنوبي اضافه الى مستقلين. ونعلم جميعا ان لكل عمل يجب ان تكون هناك (نواة) متفق عليها ، واذا تم تشكيل هذه النواة بالاتفاق فأنها ستكون خطوه حقيقيه نحو جلب البقيه وتشكيل الحامل القيادي التاريخي للقضيه الجنوبيه. ونحن على قناعه ان وحدة هذه القوى الست بالذات سيشكل منعطف هام للثوره الجنوبيه. ونعلم ان هناك آخرون ولكن الحقيقه ان الانتظار حتى يتوحد (الجميع) سيعني طلب المستحيل ونتيجته الفشل. واهمية المرحله الحاليه تتطلب تحرك سريع نحو وحدة القياده. وبامكان من يريد من القوى الاخرى ان تنظم الى هذا التكتل في مرحله لاحقه ان تفعل حسب الوثائق المقره، بل ان من يريد من القوى الاخرى ممكن ان ينظم مباشره الآن الى احدى هذه القوى الست في (التكتل) ويصبح تلقائيا عبرهم عضو في التكتل. وللعلم فأن أي فصيل بامكانه ان يكون له ملاحظات على أي فصيل وهذا امر طبيعي ولكن لا يجوز ان تكون هذه الملاحظات عائق امام التوحد . ان الهدف الكبير لتحرير واستقلال الجنوب يتطلب مننا ان نقدم تنازلات لبعضنا البعض. وننوه هنا ان الشكل العام لهذه القوى الست ممكن ان يندرج تحت الفكره التاليه (بغض النظر عن أي ملاحظات في التفاصيل والتي نعلم انها موجوده) :

مجموعة 1 و2 و 3  هي قوى لها وجود  بين عامي 1967 و 1990 ، مجموعة 4 و 5 هي قوى تواجدت اساسا قبل 1967 وهمشت بعد الاستقلال ، ومجموعة 6 هي مجموعه  متنوعه. وجميع هذه القوى يجمعها الآن هدف واحد هو التخلص من الاحتلال. واننا لانقصد ان هذه القوى هي (كل) شعب الجنوب ، ابدا ، فنحن نقصد ان هذه القوى الست تمثل اغلبيه واضحه من شعب الجنوب ولهذا نسعى لوحدتها. وطبعا هذا تصنيف (شكلي) عام لأن كل مجموعه فيها تداخل مع المجموعات الاخرى وهدفنا فقط توضيح اهمية هذه المجموعات واهمية عدم اقصاء أي طرف منها. وطبعا هناك شخصيات مستقله وفصائل اخرى ممكن مخاطبتها بشكل منفرد اثناء مرحلة الحوار (وخاصه اذا بدأ الحوار بشكل صحيح). اننا نرى من الناحيه المبدأيه انه سيكون من الصعب علينا في البدايه ان نقبل قوى مشاركه في حكومة صنعاء او شاركت في حوار صنعاء لأن هذا سيضر في واحده من اهم اوراق لدينا ضد مخرجات حوار صنعاء وكل ماترتب عليه وهذه الورقه هي (عدم مشاركتنا فيهما) وخاصه بعد ان رفض شعب الجنوب هذه المخرجات. ولهذا فنحن ليس ضدهم بمعنى التنافر ولكنه عمل سياسي مهم لصالح القضيه الجنوبيه. ونقترح اذا تم اتفاق طرفين او اكثر من هذه القوى الست ان تتخاطب بالحاح واستمرار مع بقية القوى الست بنفس ايجابي لاقناعها بالمشاركه في (الحوار الاولي). ونقصد (بالحوار الاولي) ان هذه القوى الست تبدأ الخطوه الاولى بتشكيل لجنة حوار مشتركه (2 الى 3 من كل مجموعه مثلا) لتبدأ في حوار جدي لمناقشة آلية الحوار واهدافه. ونقصد بمخاطبة القوى الست هو مراسلتهم اومتابعتهم والتواصل معهم وعدم وضع أي شروط  تفصيليه للحوار في وجه أي مجموعه لأن الهدف الاولي هو الحوار في اطار واحد . واذا افترضنا ان طرف او اطراف رفضت منذ البدايه (مبدأ الحوار) مع الآخرين فلابد ان موقفها سيكون ضعيف امام  شعب الجنوب ولهذا يجب الا توجد شروط قبل (الحوار الاولي) حتى لا يتحجج بها من لا يريد اصلا المشاركه. ان البعض سيطرح (على ماذا سنتحاور؟) والاجابه سهله (الحوار هو بداية محاوله نحو التوحد في اطار متفق عليه) ولهذا فأن رفضه سيعطي صوره واضحه ان هناك من هو اصلا ضد التوحد. لهذا نحن نركز في البدايه الا توجد أي شروط يتخذها البعض مبرر للتنصل من مبدأ الحوار. ونرى ان من يحاول ان يوسع دائرة الحوار عبر توسيع دائرة الفصائل المشاركه في (الحوار الاولي) هو فقط يريد افشال الحوار بحجة اثبتت دائما خطورتها وهي (مشاركة الجميع). ولكن يحق لاي طرف ان يشرك في اطاره أي فصائل او مكونات هدفها التحرير والاستقلال وتصبح هذه الفصائل تلقائيا ممثله  في التكتل والحوار الاولي عبره. و يطرح البعض ان هناك فصائل ربما مشكوك في هدفها او ان تكتيكها غير واضح ، ولكننا نرى الا نبدأ في كيل الاتهامات لاحد من الآن ولنترك أي ملاحظات في اطار الحوار وبحضور القوى المعنيه جميعا ولهذا نرى الا يكون هناك في البدايه أي شروط او مواقف ولنترك ذلك للحوار الاولي.

بعض القوى تطرح ان أي مؤتمر جنوبي يجب ان تكون وثائقه واضحه وفي مقدمتها برنامج المرحله القادمه التي سيناقشها المؤتمر والتي تتضمن الاهداف بشقيها (الاستراتيجيه والتكتيك) أي التفاصيل التي تطمن شعب الجنوب على المرحله الحاليه والقادمه ومستقبل الدوله الجنوبيه القادمه  وان المؤتمر يسير بالاتجاه الصحيح ، وتطرح ايضا ضرورة وجود لائحه للمؤتمر الجنوبي تنظم اعماله بشكل واضح (مثلا كم عدد مندوبي المؤتمر، وكم نسبة كل فصيل،  وكم نسبة المستقلين وكم نسبة النساء وكم نسبة الشباب وغيرها، وكيفية حسم تمثيل المحافظات  وكيفية اتخاذ القرارات في اطار المؤتمر وكيفية حسم الخلافات حول القضايا الخلافيه في المؤتمر بحيث لا يجير المؤتمر لصالح طرف مثلا، بمعنى الا تكون اغلبية المؤتمر مجيره منذ البدايه لصالح طرف بحيث يكون المتحكم لمخرجات المؤتمر)، وهذه التساؤلات وغيرها هي من وجهة نظرنا تساؤلات مشروعه فلايمكن ان يعقد مؤتمر جنوبي قبل ان تكون مثل هذه الوثائق جاهزه بالتفصيل واخذت وقتها الكافي للنقاش ولهذا نرى ان الاخوه في لجنة الحوار الاولي ستكون مهمتهم الاولى هي الاتفاق على القضايا الاساسيه ثم بعد الاتفاق يتم تشكيل لجنه تحضيريه مشتركه للتحضير والتهيئه لانعقاد المؤتمر الجنوبي بموافقة الاطراف المعنيه ومن اتفق معها لأننا نخشى انه اذا سار كل طرف باتجاه انعقاد مؤتمر (خاص) فيه او باطراف يتم اقصاء اطراف اخرى منها ان تكون النتيجه هي نفس نتيجة الاستقلال الاول : خلافات متواصله وصراعات توصلنا مره اخرى الى باب اليمن.