تفاصيل (غزوة) سيئون : من بداية الهجوم حتى وصول الصوملي

شبكة الطيف – عدن :
عاد الهدوء الى مدينة سيئون صباح أمس، عقب هجوم شنه أنصار (القاعدة)، أسفر عن سقوط اكثر من 30 بين قتيل وجريح ونهب وإحراق عدد من البنوك، قبل ان تتمكن القوات العسكرية والأمنية من إعادة السيطرة على مؤسسات القوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية التي تعرضت للهجوم.

شن مسلحون من تنظيم (القاعدة) هجوما مباغتا من عدة اتجاهات استهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى في بلدة سيئون بمحافظة حضرموت، وهجوما آخر تزامن مع الاول استهدف مجمع الدوائر وسط المدينة.

وأكدت مصادر محلية وخاصة لـ “الأمناء” أن أصوات الاشتباكات من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة سُمع دويها في أرجاء البلدة، مضيفين أن اشتباكات عنيفة دارت أمام باحة البنك المركزي، فيما ردت قوات الجيش بإطلاق الأسلحة الثقيلة و(الدوشكا) من مواقع عدة بينها مطار سيئون، كما قطع التيار الكهربائي عن معظم أحياء البلدة.

إلى ذلك؛ قالت مصادر طبية بمستشفى سيئون العام أن اكثر من 10 جنود قتلوا، وأصيب آخرون في هجمات متزامنة شنها مسلحون يعتقد انتماؤهم لـ (القاعدة) على مواقع عدة للجيش، ومقار أمنية منها معسكر الأمن المركزي ومقر الأمن القومي وقيادة المنطقة العسكرية الأولى، ومجمع الدوائر الحكومي وبنك التسليف الزراعي والبنك المركزي.

أكثر من 20 سيارة

وروى سكان محليون لـ “لأمناء” أن مسلحين على متن أكثر من عشرين سيارة دخلوا البلدة يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة، بينها قاذفات (آر بي جي) ورشاشات.

ودارت اشتباكات عنيفة داخل المقرات التي استهدفها المسلحون، وعلى محيطها, في حين قطعت خدمة الكهرباء عن معظم أحياء المدينة التي كانت مسرحا لمعارك عنيفة بين الجانبين استمرت الى ساعات ما بعد الفجر. كما أفاد السكان بسقوط قذيفة وسط سوق المدينة المركزي، وتعد حصيلة القتلى والجرحى أولية – بحسب مصادر بالمستشفى، الذي اطلقت إدارته نداءً عاجلا الى الأطباء القريبين منه للحضور.

وصول (الصوملي)

وفي ساعة متأخرة من صبيحة أمس وصل الى مطار سيئون العميد محمد الصوملي على متن طائرة خاصة وفور وصوله عقد اجتماعا طارئا مع القيادات الأمنية والعسكرية في المدينة لتدارس تداعيات الهجوم الذي نفذته القاعدة , ويأتي اجتماع الصوملي بقادة القوات العسكرية والأمنية ردا على ما تناقلته وكالات أنباء ومواقع بشأن خبر إقالته من منصبه كقائد للمنطقة العسكرية الأولى بحضرموت .

صور تذكارية

وحرص القيادي في أنصار الشريعة (جلال بلعيدي) على التقاط صور تثبت وجوده على رأس ما أطلقت عليها مواقع مناصرة للتنظيم على شبكة الأنترنت بـ “غزوة سيئون “في إشارة الى قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات كبيرة وموجعة للجيش اليمني الذي يخوض معارك متقطعة مع عناصر القاعدة في عدة مديريات بمحافظة شبوة .

سعوديون بين القتلى

الى ذلك؛ أكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الاولى أن 15 إرهابيا من تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم مساء أمس على أيدي ابطال الأمن والجيش بسيئون.

وقال المصدر أن سعوديين (اثنين) من بين قتلى العناصر الإرهابية هما فيصل العفيفي وفواز الحربي.

من جانبه أكد قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء الركن محمد الصوملي بأن العناصر الإجرامية الإرهابية التي أقدمت أمس الاول على الاعتداء والدخول إلى مدينة سيئون البطلة قد لاقوا مصيراً مناسباً لفعلتهم العدوانية وأن عددا من الجثث والجرحى كل ذلك بالإضافة إلى ما أحدثوه من تفجير وعدوان وترويع للمواطنين ونهب لبعض الممتلكات هو ما أسفر عن العمل الارهابي الغادر.. وإن مدينة سيئون أصبحت بكامل مؤسسات القوات المسلحة والامن والسلطة المحلية تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها الرسمية.

واضاف الصوملي: تجرى ملاحقة العناصر التي تم رصدها وهي تلوذ بالفرار بعد فجر اليوم ( امس) إلى مواقع مختلفة حيث يتعامل معها الطيران الحربي ويلاحقها أبطال القوات المسلحة والامن إلى أوكارها لسحقها كما سحق من سبقها ورمي به إلى مزبلة التاريخ.

وقالت اللجنة الامنية بحضرموت ان الهجمات أدت إلى استشهاد 12 من الجنود وجرح 11 آخرين، والحقت اضرار بمجمع الدوائر الحكومية والبنك المركزي اليمني , والبنك الأهلي , ومكتب البريد وقيادة المنطقة العسكرية الأولى وقيادة الأمن العام وإدارة المرور ومقر الأمن القومي، مؤكدة ان المهاجمين استخدمو كافة صنوف الأسلحة والسيارات المفخخة .