شيطنة موميات

 

 

م. علي نعمان المصفري

وقفت تسائلني حبلى مرتجفة عند عتبة الدار

في خفة وأستحياء زمن الأنكسار

بلهيب يشق الصدر على مافي وطني صار

تنادينا مبللّة بالدم والدمع مكسوة بالعار

تترنح في خيال وسط الخراب والدمار

وبقايا أطلال عزتها الممهورة في صمود الأجيال

ترى في الغسق حلمها يتبدد في السراب

تراوح في اللهث خلف القوت بعيد عن الموت

تلاحق عشقها للحياة في تعجب وأستغراب

في ألم يكوي مفاصل جسدها والعظام

وحيوانية الموت بين جهنم وفتاوي الموت

تحوم عدة مرات حول الدار

تضمني في حظنها لحظات

تحميني لتوقض فينا ضمير رضعناه

من ثديها المبتور في سرادب الموت

تقف واقفة قوية حاملة الهم والغم لسنوات

وفي كل خلية منها موقع لنا للنجاة

وفي جوفها تاريخ يجسد حياة !!

وطن في خبر كان؟ تحت أمتحان الأقدار!!

أزمنة وأجيال راكضة في هيجان

وسط عويل.. برد ورعد وسيول طوفان

مثقلة بالهم منكوسة الرأس في أسقاط المنتهى

واقفة بين تلاطم أمواج البحر وفيضان

تزهو في عناد تشع بشمسها مع الفجر لقاءنا

بدموع فرحتها ترحل في غبّة بحرها

تتجاوز أشباك موميات الجهل والضياع

وموميات الموت غارقة وسط فقه جهلها

المعتوه في غسيل مخ منشوره فوق حبال

أكاذيبها اليتيمة في تظليل وهذيان الشيطان

 وأحقاق الحق وتحديد الخيار والمسار

لوطن مجهول مزّين بعناكب العتمة

المحشوة قسرا بالبوم في كل مكان

مزعومة دجلا وزورا وبهتان

بعشق اللاهوت مخفية في شيطنة لحية الموميات

المنطق يلفظها لتموت ويبقى الوطن لنا حياة

عوض عقود عذاب وتاريخ لما فات

لينبلج النور من كل شفاة الأرامل والأطفال

للأعلان دون أستئذان الموميات

أننا نحن على هذة الأرض منذو الأزل

أحياء أجيال بعد أجيال

لكم الموت ولنا الحياة

لندن في 22 سبتمبر 2013