متى يتخلى الحضارم عن(موقف المتفرج)لمسلسل إغتيالاتهم اليومية؟!

 
 
ماهو تفسير حالة اللامبالاة الجمعية السائدة في أوساط مجتمع حضرموت الأهلي حيال التردي الامني غير المسبوق المتنامي في مدنه ونواحيه ، والذي تجاوز تهدبده الى ماهو أبعد من أمن وحياة المواطن العادي ؟!

أي وضع بائس هذا الذي نعيش ، حتى بات في حكم المألوف سماعنا بصورة شبه يومية لانباء إغتيالات وقتل من نعوّل عليهم حفظ الامن والاعراض وبسط الإستقرار والطمأنينة .. مايدفعنا لمطالبة السلطات العاجزة عن الإضطلاع بمهام حماية الناس ، على الأقل لكشف النقاب عن الجهة الحقيقية المسئولة عن هذه العمليات .. والأجندة والأهداف المبتغاة من وراء تنفيذها ؟!
وإلا مافائدة إنشاء أجهزة أمنية متخصصة ومتعددة ، بموازنات هائلة من أموال الشعب “الغلبان” ، كالأمن القومي والأمن السياسي والأمن المركزي والأمن العام والنجدة فضلاً عن المنطقتين العسكريتين الأولى في سيئون والثانية في المكلا ؟!
اي جرأه وقدرات أسطورية بمكن أن نصف بها تلك التي وصل اليها الفاعلون المجهولون هولاء ، الذين يستهدفون رجال أمن محترفون ومسلحون من دون مهابة لطييعة مهّن المتربص بهم ، أو خشية من المهارات والخبرات الأمنية والعسكرية المتراكمة لديهم ، وقبل ذلك من دون الخوف من الله سبحانه وتعالى الذي حرّم قتل النفس البريئة ، ولا الوضع في الحسبان لحساب الآخرة وعذاب جهنم الذي سيخلدون في جحيمه ؟!
واحدة هي الطريقة والوسيلة والمنفذون .. في تلك العمليات الآثمة .. مجهولون يستقلون دراجات نارية بطلقون النار من مسدسات كاتمة للصوت صوب هذا الضابط الأمني أو ذاك الكادر العسكري ويمضون بسلوك الطريق بدراجاتهم بكل هدوء ويسر وإنسيابية بعد أن يردونه قتيلاً .
أليس في إستهداف كوادر حضرمية منتسبة لقطاعي الأمن بأنواعه ، والجيش بصنوفه ، وعلى طريقة أكل العنب ، في وضح النهار وفي أماكن ماهولة وشوارع مدحوقة ، وبشكل مختلف ويفوق مايجري في المحافظات الأخرى ، مايشي الى ان الجهة المسئولة عنه تحظى بغطاء حماية من الطراز الاول ، وما يوحي أن اجندتها وأهدافها وقدرات تمويلها ، تختلتف عما تضمره وتهدف اليه “القاعدة”، بل عما تمتلكه تلك الشماعة التي تروّج لها سلطات نظام صنعاء بالوقوف وراءها ، لأن الأمر هنا في حضرموت ، وعلى النحو السالف لا يمنح إلا إنطباعاً واحداً هو أن مايجري لايعدو أن يكون إلا تصفية حضرموت من كوادرها الأمنية والعسكرية ، بتغييبهم عن الحياة ، تمهيداً لإسقاطها وتركيعها بطريقة (ما) ولفائدة جهة (ما) ؟!
الأنكى أن المجتمع في حضرموت – واقصد هنا قواه الحيه ـ يكتفي بسقف موقف المتفرج وكأن الامر لايعنيه .. أي سبات عميق هذا الذي تغطون فيه ايها النخب والمرجعيات .. افيقوا ياهولاء .. فهذا المسلسل الدموي شبه اليومي يبدو أن حلقاته ستتوالى وستطول ، ولن يستثني حصد أرواحكم ، بل وروح حضرموت بقضها وقضيضها ، بعد أن يقضي على كل كوادرها الأمنية والعسكرية ؟!
كيف ومتى – أيها السادة – ستقتنعون بأن عمليات إغتيال الضباط والكوادر الأمنية والعسكرية الحضرمية ماهو إلا عمل ممنهج بإمتياز يستهدف الإنقضاض على حضرموت أرضاً وإنساناً وثروة ؟!
أن حضرموت لن يغير ويحرص على أمنها وإستقرارها ، ويصون أعراضها وكرامتها وثروتها إلّا أهلها .. تلك حقيقة يفهمها جميع الحضارم .. لكننا نريد ترجمتها عملياً على أرض الواقع !!
فهل سيتداعى أهل حضرموت الأخيار للجلوس والإجتماع للبحث عن الطريقة الملائمة لحراسة وحماية أرضهم وأعراضهم ؟!