لحظة طيش عابرة

بسم الله الرحمن الرحيم

في كل الثورات و التحولات الإنسانية العظيمة التي مرت بها دول و شعوب المعمورة الطبيعي و المعلوم فيها أن يتعثر بعضها و أحيانا تخترق امنيا أثناء مسيرتها النضالية وقبل انتصارها تتعرض لسلسلة من الإخفاقات و الأخطاء ،

ثورة الحراك التحرري الجنوبي المعاصرة ليست حالة استثنائية لذلك احتمالات الاختراقات الأمنية من قبل نظام الاحتلال اليمني وارده و الخطاء بمعمعان النضال الثوري ليس جريمة لا تغتفر رفضا لتكرار ثقافة الماضي في احتكار الحقيقة والطهر و بتصنيف بعضنا البعض يمين و يسار و يسار انتهازي وزمرة وطغمة.. الـــــــخ ، كفانا صراعات الماضي العبثية الثقيلة الذي تجاوزها الحراك التحرري الجنوبي بالتصالح و التسامح و جميع المتواجدين اليوم بساحات ( الحراك ) عليهم الاعتياد على التعدد و التنوع و احترام حق الآخر الجنوبي في الاختلاف ، سدا للذرائع على المتربصين بالحراك لتشويه المشهد السياسي المليوني الجنوبي الرائع ما حدث على منصة ساحة العروض أثناء احتفالات اليوبيل الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة لحظة طيش عابرة انقشع غبارها لحظتها منعا من الانجرار خلف صراعات عدمية لأحداث مزيدا من الانقسامات .

الحكمة أن لا تمر مثل تلك الأخطاء الطائشة مرور الكرام حتى لا يعتاد على تكرارها بما يضعف عود الثورة و يخفت وهج الحراك و إلا تصبح حينها غير عفوية مما يتطلب البحث عن مأرب الدافعين و المتسببين بها ، نظرا لحساسية ما حدث على وحدة الصف فان المشروع و المباح عند بحث ودراسة ما حدث لحظتها أن ينحصر بمعرفة مقدمات الاحتقانات التي قادت إليه باعتبار ما حدث نتيجة لتراكمات فوضوية سابقة ، تحديد الأسباب لا يعني بالضرورة تسمية أطراف المشكلة بقدر ما يستهدف تحصين الفعاليات القادمة للحراك من أعادت تكرار مثل تلك الظاهر الغير مرحب بها على الإطلاق في الفعاليات الجنوبية ، انطلاقا من كون حركة التحرر الوطني الجنوبي المعاصرة بحاجة لجهد جميع قوى الثورة و التحرير و الاستقلال المتواجدة بالساحات لذلك علينا التوقف عن تحميل أو إدانة طرف بعينية المسؤولية باعتبار المتسبب بالمشاحنة لحظتها غياب التقاليد الديمقراطية عند كل الأطراف المشاركة بما حدث .
احتراما لنضالات شعب الجنوب و تطلعاته بالخلاص من المحتل اليمني و توصيفا للواقع كما هو فـأن المتواجدين لحظتها بساحة العروض ومنصتها هم دون أدنى شك أطراف الثورة ووقودها و بتالي لا صراع بينهما وحل الإشكالية يتم عبر اعتماد حكمة المثل الأبيني : ( هنا حفرنا .. هنا دفنا ) منعا من أعادت سيناريو إنتاج صراعات الماضي ، اعتماد حكمة المثل الأبيني عند أي معالجة مهم لأنه يمنع وجود ضغائن مستقبلية بين رفاق الدرب و النضال و الهدف المشترك، أما اعتماد منهجية و آلية تحقيق أخرى لتقصي أحداث منصته ساحة العروض بما يحدد طرف جاني وطرف مجني علية مقابل ومضاد له يعني مضمونا استمرارا للمنهج السابق عند بحث و معالجة صراعات الماضي الجنوبية / الجنوبية ، تحذيرا نطلقه من حرص صادق على عدم الانزلاق لمخطط الاحتلال اليمني الدافع إلى زيادة حدة الانقسام بين رفاق المسيرة الواحدة الذي قد تحدثه تسمية طرف جاني ( مسئول ) وآخر مجني علية ( ضحية ) الأمر الذي يعطي أرجحيه تفضيلية لاعتماد آلية ومنهجية حكمة المثل الأبيني : هنا حفرنا .. هنا دفنا .. حفاظا على وحدة صف قوى الثورة و الحراك .
** خور مكسر / العاصمة عدن 20/ أكتوبر / 2013 م
** منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن .